شهدت مدينة جنيف عاصمة الثقافة الفرانكفونية في سويسرا حوارًا مفتوحًا في حفل توقيع كتاب "تاريخ تطور اليسار فى أمريكا اللاتينية بين الثورة والديمقراطية" للباحث والدبلوماسي المصري د.وليد محمود عبد الناصر، وذلك في مكتبة الزيتونة العربية بحضور نخبة من المهتمين والمثقفين والدبلوماسيين العرب، ومن بينهم الدبلوماسي علاء يوسف سفير وفد مصر الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، ود.محمود الخفيف الخبير الاقتصادي بالأمم المتحدة.
موضوعات مقترحة
في بداية اللقاء، استعرض د.عبد الناصر أقسام كتابه الأحدث الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، موضحًا بداية تبلور حركة اليسار في أمريكا اللاتينية منذ بداية الخمسينيات في كوبا، ووصول رجالها إلى سدة الحكم في 1959 واستحكام الكراهية بين مؤيديها في الجنوب وبين سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في الشمال، وما ترتب من انتشار الفكر اليساري الثوري الحالم بعالم أفضل وأكثر عدًا وانصافًا للضعفاء والفقراء، ودعمه للحركات التحررية الثائرة ضد النظم الرأسمالية المحتلة، وما تركه من بصمات فكرية وسياسية في أنحاء العالم وعلى وجه الخصوص في إفريقيا والمنطقة العربية.
وأشار الكاتب إلى تبلور شكل العلاقات بين دول أمريكا اللاتينية التي ضمت ملايين المهاجرين من جذور عربية والدول الناهضة التي ثارت على الاستعمار ممثلة في مصر التي أخذت على عاتقها دعم حركات التحرر العالمي عقب وصول حركة الضباط الأحرار للحكم بعد يوليو 1952، وما تلاه من تزعمها لإنشاء حركة دول عدم الانحياز.
عقب مقدمة الكاتب، أدار عمر محمود الخبير بمنظمة الأمم المتحدة لصندوق الطفولة (اليونيسيف) حوارًا مفتوحًا مع الحاضرين بعد تقدمة سريعة للكتاب المهدى إلى روح كل من الباحث المصري اليساري د.أحمد عبد الله رزة، والدبلوماسي المصري أنس مصطفى كامل، والمعني برصد المسار التاريخي لعدد من تجارب اليسار في أمريكا اللاتينية وعلى رأسها كوبا وفنزويلا وتشيلي في محطاتها المتوالية ونجاحاتها وإخفاقاتها وصولًا إلى عودة الروح مع بداية الألفية الثالثة، فضلًا عن انعكاسات تلك الصحوة على العلاقات العربية-الأمريكية اللاتينية وعلى مواقف بلدان أمريكا اللاتينية تجاه القضايا الأساسية للوطن العربي وعلى وجه الخصوص قضية فلسطين، وتفاعلها الحذر مع ما تم التعارف على تسميته بثورات الربيع العربي.
الجدير بالذكر، ارتباط د.عبد الناصر، الذي شغل عددًا من المناصب بوزارة الخارجية المصرية، بمدينة جنيف التي عمل بها لسنوات كمندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فضلًا عن حصوله من جامعتها على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جنيف، التي كللت مشروعه كباحث جاد له كثير من المقالات والبحوث، إلى جانب عدد من الإصدارات التي تناولت عددًا من البلدان التي تنقل فيها بين أنحاء العالم بسبب طبيعة عمله، ومنها: حرب العراق، وإيران الثورة شخصيات وراء الأحداث، وإيران صعود و هبوط التيار الإسلامي التقدمي، ومانديلا وجنوب إفريقيا بين الماضي والحاضر، ومن بوش إلى أوباما - المجتمع والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنجز عددًا من الكتب التي عكست همومه كمثقف مصري يتابع ما يستجد على الساحة العالمية، وصدر له أيضًا عدة كتب منها: بعيدا عن السياسة وفي قلب الوطن، التيارات الإسلامية في مصر ومواقفها تجاه الخارج من النكسة إلى المنصة (1967-1981)، وشخصيات ومواقف، واليسار والعولمة وحوار الحضارات وتحدي العولمة.
د.عبد الناصر مع عمر محمود في اُمسية الامس عن يسار أمريكا اللاتينية