Close ad

مع اشتعال الجبهة السورية وغضب الفلسطينيين من واشنطن.. هل تترك إسرائيل حضن "ماما أمريكا" إلى "الدب الروسى"؟

13-2-2018 | 13:50
مع اشتعال الجبهة السورية وغضب الفلسطينيين من واشنطن هل تترك إسرائيل حضن ماما أمريكا إلى الدب الروسى؟ممارسات القمعية لإسرائيل
معتز أحمد ابراهيم

لطالما شعرت تل أبيب بالأمان بين أحضان الأمريكان، فالممارسات القمعية لإسرائيل من احتلال وقتل واستيطان يجبها فيتو أمريكي في أروقة مجلس الأمن، ودفاع مستميت من واشنطن في الأمم المتحدة ومنظماتها، ودعم عسكري لا يتوقف تحول من تقليد إلى التزام، وما القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب في ديسمبر الماضي حول مدينة القدس المحتلة إلا ترجمة حرفية لهذا الدعم الأمريكي.

موضوعات مقترحة

ويبقى السؤال ماذا ستفعل إسرائيل إذ ما أرغمت على الابتعاد قليلا عن هذا "الحضن الأمريكي" وقادتها أقدامها إلى سهول الشام في سوريا ولبنان لمواجهة "الثعلب الإيراني" حيث الالتقاء محقق بـ "الدب الروسي" ؟ 

باتت فرضية "الوسيط الروسي" فكرة مطروحة من الدوائر السياسية  الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، وعزز من هذه الفرضية عدة عوامل، لعل أهمها ما شهده بداية الأسبوع الحالي من مواجهات بين سلاح الطيران الإسرائيلي وقوات الدفاع الجوى السوري، التي أفضت في النهاية إلى إسقاط مروحة إسرائيلية من طراز إف16 ، ليشكل ذلك لطمة على وجه تل أبيب لم تحدث من سوريا منذ الثمانينيات من القرن الماضي .

أما ثاني هذه العوامل التي تعزز دور "الوسيط الروسي" فيتعلق بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد قرارات إدارة ترامب حيال مدينة القدس، والتي دفعت السلطة الفلسطينية بالقول إن الدور الأمريكي في عملية السلام لم يعد مقبولا به في مسيرة تسوية المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولم يعد يتمتع بالنزاهة الكافية لذلك .

ونقلت صحيفة "كل العرب" والتي تعتبر واحدة من أهم الصحف العربية في إسرائيل، عن مصادر سياسية عربية في الداخل الفلسطيني قولها أن هناك توجها جديا الآن يرى ضرورة التواصل والعمل الجدي من أجل التباحث وبناء علاقات وثيقة مع الوسيط الروسي ، خاصة عقب فشل الولايات المتحدة رسميا.

أما صحيفة "هاآرتس" فقد اهتمت بهذه القضية، غير أن الصحيفة أشارت إلى محورين هامين ، الأول مرتبط  بقبول إسرائيل بهذه الوساطة، والثاني يتعلق بقول الروس أنفسهم لها أيضا.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة لا تقوم بالدور السياسي الخاص بعملية السلام بصورة منفردة ، حيث تتواصل بالقيام به مرتبطة أيضا بمساعدات وهيئات ومؤسسات تديرها وسط شبكة معقدة من العلاقات السياسية، وبالتالي فإن قرار اعتماد الوسيط الأمريكي كطرف في مسيرة التسوية هو قرار سياسي متشابك لا يمكن أن يتم الاستغناء عنه بخطوة سياسية سريعة.

أما المحور الثاني، فمرتبط بقبول الروس الآن بالقيام بدور محوري في عملية السلام، خاصة وإن وضعنا في الاعتبار نقطة في منتهى الدقة، وهي أن الروس الآن منشغلون بقوة بالملف السوري، لكن إسرائيل قد تقنع بالدور الروسي في هذا الشأن، فاتصال نتانياهو بالرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عشية إسقاط الطائرة قد يشير إلى أهمية الروس في تهدئة الأوضاع على الجبهة السورية .  

وأضافت الصحيفة أن الروس لن يقبلوا بالتأكيد بالإمساك بمثل هذا الملف ضمن أجندتهم السياسية قبل حسم  ملف "سوريا"، حيث تتشابك قوى إقليمية ودولية مختلفة .

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في وقت سابق الى  خطورة هذه القضية موضحة أن ملف عملية السلام الآن وبكل دقته في حوزة الأمريكيين، وأن قرار نقله من يد الأمريكيين إلى الروس هو قرار يجب أن يتم بالتوافق العالمي، وليس فقط بنية فلسطيني أو رغبة عربية .

وأضافت الصحيفة أن هناك بالفعل دورا روسيًا في مسيرة التسوية، إلا أنه وبالنهاية غير ظاهر ولكنه موجود خاصة في ظل الأزمات التي تتعرض لها هذه المسيرة.

عموما فإن تداعيات هذه القضية وهذا الطرح لا يتوقف ، خاصة في ظل الإحباط الفلسطيني الذي يتصاعد بقوة الآن في الشارع منذ الإعلان عن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: