أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، عن إطلاق الأزهرِ الشريف منصة عالمية للتعريف بنبي الرحمة ورسول الإنسانية سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه.
وبحسب ما أعلنه فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته علي هامش احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، يقوم علي تشغيل المنصة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بسبع لغات عالمية، مع الاهتمام بقضية الوعي والوقوف بجوار الدولة في تلك القضية.
ويأتي إعلان المنصة ضمن الإجراءات التي أعلنها الأزهر الشريف، خلال الأيام القليلة الماضية للرد والتنديد علي الحملة الممنهجة التي تسعى للنيل من نبي الإسلام والاستهزاء بالمقدسات الإسلامية تحت شعار "حرية التعبير".
ويتوقع الدكتور إسلام عبدالرءوف أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة الأزهر، أن تكون تلك المنصة محل اهتمام ولاسيما من قبل مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، فالأزهر في السنوات الأخيرة أولى اهتماماً بالتوظيف الرشيد للمنصات الرقمية للتواصل اللحظي بشأن القضايا محل الاهتمام، في الوقت الذي تشهد فيه البيئة الرقمية فوضى معلوماتية فرضها التحول الرقمي بكل تداعياته المعروفة، ترتب على ذلك انتشار غير مسبوق للمعلومات المضللة والمغلوطة عن ديننا بشكل يمثل خطراً على تماسك المجتمعات، وينشر العنصرية والكراهية، وفي مثل هذا النوع من الوقائع والأحداث، ينتظر العالم من الأزهر أن يقدم الإرشاد والبيان، ويقدم المعلومة الموثوقة الناشئة عن دراية منهجية لتزيل العبث والعشوائية التي هي أبرز عيوب مجتمع المعلومات كما هو عليه الآن.
وأعرب أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون لـ «بوابة الأهرام» عن توقعه بأن تكون تلك المنصة مختلفة وناجحة، وأعتقد أن كثيرًا من الكيانات الكبرى سوف تنضم إليها للتعاون، وأطمح أن تشارك إدارة فيسبوك ويوتيوب وغيرهم الأزهر في نشر رسالته السمحة، فقد سبق وتعاونت هذه الكيانات مع منظمة الصحة العالمية في نشر التوعية بوباء كورونا.
وتابع «أرى أن دعوات الكراهية وباء أشد فتكاً على الإنسانية من وباء كورونا، وبالحديث عن واقعة الإساءة للنبي محمد، فلاشك أن كثيرًا من شعوب دول العالم من غير المسلمين لم تصلهم حقيقة النبي محمد، أو وصلتهم المعلومات من منصات مغرضة، أو وسائل إعلام غير منصفة، وهنا أراد الأزهر أن يصل ببيانه عن النبي لأكبر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وأتوقع أن يحقق في ذلك نجاحاً كبيراً».
من جانبه، قال الدكتور محمد ورداني أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر: «إن إعلان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم خلال كلمته في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عن إطلاق منصة عالمية للتعريف بنى الرحمة ورسول الإنسانية يقوم على تشغليها على مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بالعديد من لغات العالم، هي خطوة متميزة ورد واقعي لبيان قيمة هذا النبي الكريم ومواقفه التي تكشف عن عظيم شخصيته وإنسانيته، كما أنها رسالة لكل من يسيئون للنبي صلى الله عليه وسلم بأنكم إذا كنتم لا تعلمون من هو نبينا فاقرأوا عنه وانظروا كيف وصّانا في التعامل مع غير المسلم».
وأضاف «ورداني» لـ«بوابة الأهرام» أن أهمية هذه المنصة تنطلق من إطارين مهمين، الأول: أنها منصة عالمية تستهدف الجمهور من كل دول العالم خاصة من الشباب ممن يتواجد بشكل دائم على الفضاء الإلكتروني، والثاني: أن المنصة سوف تقدم ما بها من محتوى يخص شخص النبي الكريم والتعريف به، بأكثر من لغة وبالتالي فإنها تضمن أن تصل رسالتها إلى الجميع في نفس التوقيت، مما ييسر من سهولة الاطلاع عليها وتصفحها.
وأوضح «ورداني» أن الأزهر الشريف ومؤسساته المختلفة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لا يألون جهدًا في الدفاع عن نبي الرحمة والذود عن سنته المطهرة وإبراز ما بها من كنوز ورسائل واضحة في التسامح والقيم الأخلاقية والتعاون بين الجميع، من أجل أن يعيش الناس جميعًا في أمن وأمان وطمأنينة.
وتابع «كما أن الأزهر على نفس المستوى يرفض دائمًا وأبدًا أي تطرف وإساءة لأي أحد مهما كانت عقيدته أو لونه أولغته، كما أن بيانات الأزهر التي صدرت في مثل هذه الإساءات التي وجهت لشخص النبي الكريم جاءت في لغة عقلانية ترفض الإساءة وترفض أي أعمال عنف ضد المسيئين، بل إنها دعت المسيئين للتعرف على هذه الشخصية العظيمة التي أساءوا إليها».