نعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ببالغ الحزن والأسى المفكر الإسلامي الكبير أ.د/ محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء، المحقق والعلامة النابغة، أستاذ الفلسفة الإسلامية، الذي وافته المَنيّة مساء الجمعة الموافق الثامن والعشرين من فبراير 2020م، الرابع من رجب1441هـ
ويُعد فضيلتُه من روَّاد الفكر الإسلامي المعاصر في العالم الإسلامي، وتزخر المكتبات العربية والإسلامية بإسهاماته العلمية المتنوعة التي تزيد على مائتي مُؤلَف، بالإضافة إلى قيامه بتحقيق أعمال لأبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة، كما كتب عن تيارات الفكر الإسلامي القديمة والحديثة وعن أعلام التراث، وقد تولى عضوية مجمع البحوث الإسلامية، ثم عضوية هيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول حين عودتها عام 1433هـ/ 2012م.
والمفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد عمارة من مواليد 8 ديسمبر 1931، بكفر الشيخ، حفظ القرآن الكريم وجوده وهو في كتاب القرية، وحصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية - كلية دار العلوم- جامعة القاهرة 1965م، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية - كلية دار العلوم-جامعة القاهرة 1970م، ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1975، كما شغل عدة مناصب منها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ورئيس تحريرمجلة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وتعتز هيئة كبار العلماء بما قدّمه العالِم الراحل، منذ تَخَرُّجه في كلية دار العلوم، من عطاءٍ مشهودٍ وعِلمٍ وافر، كان خلالَه مثالًا للعالم والمفكر والمحقق؛ وبما أَثرى به المكتبةَ الإسلامية والعربية؛ من كتبٍ وبحوثٍ ومؤلَّفات.
وهيئة كبار العلماء، إذ تَنعى المفكر الكبير العزيز؛ فإنها تتقدَّم بخالص العزاء والمُواساة لكلّ أبناء الأزهر عَبرَ العالَم، ولأسرة الفقيد، سائلين المَولى -عَزّ وجَلّ- أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يُسكِنَه فسيحَ جنّاته، وأن يُلهِمَ أهلَه وذَويه الصبرَ والسُّلوان. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).