Close ad

هل يجوز للمسلمين الاحتفال بمولد السيد المسيح وتهنئة غيرهم بأعياد الكريسماس؟

24-12-2017 | 12:19
هل يجوز للمسلمين الاحتفال بمولد السيد المسيح وتهنئة غيرهم بأعياد الكريسماس؟دار الإفتاء المصرية
محمد السيد

مع بداية كل عام ميلادي جديد يتساءل كثيرون: "هل يجوز للمسلمين الاحتفال بمولد السيد المسيح وتهنئة غيرهم بأعياد الكريسماس؟!

رصدت الصفحة الدينية بـ"بوابة الأهرام"، تحريمًا غير مبرر من جانب بعض المتشددين على بعض القنوات الفضائية الذين حرموا وحذروا مع قرب انتهاء عام 2017 احتفال المسلمين بالعام الميلادي الجديد المقبل، تحت زعم إن هذا حرام ولا يجوز فعل ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يحتفلوا بهذا، ولا حتى الاحتفال بمولد السيد المسيح عليه وعلى نبينا الكريم السلام مع أخواتنا الأقباط، لدرجة أن هناك البعض منهم دعا لتنظيم حملة لمقاطعة أعياد الكريسماس على شبكة التواصل الاجتماعي، موجهين النصيحة للمسلمين بعدم المشاركة به؛ كونه عيدًا غير إسلامي.

وأجابت دار الإفتاء المصرية هذا السؤال بالقول ـ بأن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح هو: أمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه؛ لأنه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسيًا بالنبي "صلى الله عليه وآله وسلم" القائل في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري.

وأكدت دار الإفتاء، أن تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به؛ سواء في هذه المناسبة أو في غيرها؛ فلا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، خاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة في أعيادهم الإسلامية؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86].

وأضافت دار الإفتاء، أنه ليس في ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البرِّ والإقساط الذي يحبه الله؛ قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبرهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام؛ كل هذا مستحب شرعًا؛ يقول الإمام القرطبي في "أحكام القرآن" (18/ 59، ط. دار الكتب المصرية): [قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَنْ تَبَرُّوهُمْ﴾... أَيْ لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنْ أَنْ تَبَرُّوا الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ... ﴿وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ أَيْ تُعْطُوهُمْ قِسْطًا مِنْ أَمْوَالِكُمْ عَلَى وَجْهِ الصِّلَةِ] اهـ.

والله تعالى أعلى وأعلم.

كلمات البحث