الصعيد يعود اليوم إلى عصره الذهبى.. والاهتمام الكبير من الدولة المصرية للصعيد والذى حدث فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى تمثل فى رصد مليارات الجنيهات بعشرات المشروعات القومية العملاقة، لتغيير واقع الصعيد وزيادة الفرص التنموية والاستثمارية به.
فمصر فى عهد الرئيس السيسى بذلت جهودا كبيرة واقامت مشروعات عملاقة، لتغيير وجه الصعيد بشكل غير مسبوق، وتعزيز البنية التحتية وبناء مجتمعات عمرانية جديدة، وشبكة طرق إقليمية عملاقة.
ما يحدث فى الجنوب، ليس سوى غيض من فيض الاهتمام المتبادل بين القيادة السياسية وأهالى الصعيد، منذ أن وقَّع الرئيس السيسى القانون رقم 157 لسنة 2018 بإنشاء "هيئة تنمية الصعيد"، بعد إقراره من مجلس النواب، وظهرت نواياه الصادقة تجاه مد يد العون لهذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية. وبالتالى حصلت على حصة ممتازة من مشروعات التنمية والعمران والتطوير الشامل فى ربوع الوطن.
ومؤكد أن ما شاهدناه ونشاهده على مدار سبع سنوات من تطور ملموس وتنمية حقيقية، سيسهم بشكل كبير فى جذب الاستثمارات وتوفير حياة كريمة وآمنة لأهالينا بالصعيد.
فالمشروعات العملاقة التى تبناها الرئيس السيسي، انتقلت من مرحلة التخطيط والتنفيذ، لتصبح واقعًا ملموسًا على الأرض، بعدما تحقق إقامة 14 محورًا على النيل خلال 7 سنوات، مقابل 4 محاور منذ 150 عامًا، كما أن هناك العديد من المشروعات التى سترى النور قريبًا وتشمل مجالات البترول والكهرباء والنقل والصحة والإسكان والصناعة والزراعة، بما يحقق نهضة تنموية وخدمية لأهل الصعيد، بخلاف ما توفره هذه المشروعات من فرص عمل حقيقية، مباشرة وغير مباشرة.
إحصاءات وزارة التخطيط، تؤكد ما حظيت به محافظات جنوب مصر باستثمارات حكومية فى خطة العام المالى الحالى 2021-2022، بإجمالى 92.4 مليار جنيه، بهدف تحسين جودة الحياة وتوفير فرص العيش اللائق والكريم.
وجاءت الافتتاحات الأخيرة التى تتم فى اسبوع افتتاحات مشروعات تنمية الصعيد تؤكد أن المسيرة لن تتوقف عند هذا الحد، وأن الدولة عازمة على المضى قدما لكى يتحول الصعيد إلى منطقة جذب سياحى واستثمارى وصناعى بالإضافة إلى الزراعي..
ونرصد فى هذه المساحة، التجارب الشخصية لصحفيو جريدة الأهرام التعاونى من أهالى الصعيد.. والتي تعكس حقيقة ما حدث من مشروعات عملاقة.
يشهد الصعيد تنمية وتطوير كبير في كافة المجالات وخصصت الدولة له نصيب كبير من المشروعات القومية العملاقة والتي بلغت حجم تكلفتها مايزيد علي 1,1 تريليون جنيه وبتوجيهات الرئيس السيسي اصبح الصعيد في قلب التنمية وشهد مشروع حياة كريمة معظم قري ومراكز ومدن الصعيد.
عندما كنت عندما ازور اهلي وناسي في الصعيد كنت اعاني من شدة الحر لدرجة ان الكهرباء تقطع باستمرار وكنا بنجيب محول للثلاجة وللتكييف وللبيت كله عشان نشغل التكييف والثلاجة وغيرها من الادوات الكهربائية وكنا نعتمد علي الطلمبات الحبشية في مياة الشرب الان في قريتي الحبيبة اولاد خلف ومركزي الحبيب دار السلام تم توصيل مياه الشرب النقية للقري والنجوع وجاري تنفيذ مشروعات الصرف الصحي لأول مرة كما تقوية محطات الكهرباء لنتخلص من محولات التقوية وهناك تطوير كبير في البنية التحتية لنجوع وقري ومدن الصعيد.
وكنت عندما اريد الذهاب الي مركز جرجا البر التاني المقابل لمركز دار السلام اقطع مسافة 60 كيلو متر للوصول لكوبري نجع حمادي او كوبري سوهاج فتم انشاء كوبري جرجا علي النيل الذي وفر الكثير من المسافات والذي ربط مابين الطريق الصحراوي الشرقي والزراعي الغربي وتولى الدولة اهتماما بالغا بالمشروع القومي لتنمية محافظات الصعيد ودعمه على كافة المستويات، وذلك لمحاربة الفقر والبطالة وخلق فرص استثمارية لاستغلال الموارد المتاحة وإلقاء الضوء على أهم المشروعات بمحافظات الصعيد . ووضع خطة مستقبلية لتنمية ما تملكه كل محافظة من مقومات وموارد وفرص استثمارية في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، لتحقيق التنمية الحقيقية والشاملة من كل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية. ويبلغ عدد محافظات الصعيد 10 محافظات يسكنها 35 مليون نسمة تقريبا يمثلون حوالي 29,7% من اجمالى سكان مصر .
بدأ المشروع القومي لتنمية محافظات الصعيد عام 2014/2015 واصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرار إنشاء الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر، والتي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل .
وإطلاق مشروع قومي لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظــات الصعيــد خـــلال الستــة شهور القادمة .
واستمر العمـــل فــي توسيـــع نطــاق إجـراءات الحمايــة الاجتماعيــة مــن خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التي يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة .زيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود في مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان .
كما شهدنا الإسراع فــي تنفيذ مشروع المثلث الذهبي قنا - سفاجا - القصير، على خمس مراحل متتالية، والذي يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية، بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار .
وتحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحي لمصر وإقامة احتفالية كبرى لهذه الذكرى. وإقامة اكبر احتفالية في الاقصر لتطوير طريق الكباش ويهدف برنامج التنمية المحلية لمحافظات صعيد مصر إلي رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المرتكزة على زيادة الدعم للقطاع الخاص لخلق المزيد من فرص العمل المستدامة .
بدأ تنفيذ البرنامج في 19/3/2017 ، وهو ممول من البنك الدولي بداية بمبلغ 500 مليون دولار. وقد تم اختيار محافظتي قنا وسوهاج لبدء تنفيذ البرنامج حيث وقع عليهما الاختيار على أساس مجموعة من المعايير وهي :- حجـم السكان، ومعدلات الفقر، والتجاور الجغرافي، والقدرات الاقتصادية . هناك مدن وقري اخري ستدخل مرحلة مشروع حياة كريمة العملاق لكن نتمني التوسع في انشاء المصانع والتصنيع الزراعي في صعيد مصر تسابق الحكومة الزمن لتحقيق أعلى معدلات التنمية فى محافظات الصعيد، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير فرص عمل.
وخير دليل على ذلك هو «برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر» بمحافظتى قنا وسوهاج، والذى يتم تحت إشراف وزارة التنمية المحلية، ونجحت هذه المشروعات فى تحقيق نقلة غير مسبوقة فى حياة المواطنين بالمحافظتين، وامتد لمحافظتى أسيوط والمنيا، ويحظى بدعم كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى مباشرة ومتابعة مستمرة من مجلس الوزراء وهو برنامج تنموي كبير يشمل سوهاج وقنا كنموذج يمكن تعميمه على باقى مناطق الصعيد، بعد نجاحه منذ إشراف وزارة التنمية المحلية عليه فى عام 2018، وبعد نجاح التجربة فى قنا وسوهاج تم مد مشروعات البرنامج فى مارس الماضى لتصل إلى محافظتى المنيا وأسيوط.
والدولة قامت فى عهد الرئيس السيسى خلال الـ7 سنوات الماضية بإنفاق حوالى 350 مليار جنيه استثمارات خلال الفترة من 2014 إلى 2021 بخلاف أكثر من 20 ملياراً ممثلة فى برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر والمرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، واستثمارات العام المالى 2021 ـ 2022، وأن الاستثمارات التى ضختها الحكومة تركزت فى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى باستثمارات حوالى 56 مليار جنيه، تلتها استثمارات قطاع الصحة بـ48 مليار جنيه، ثم استثمارات قطاع الطرق بحوالى 41 ملياراً واستثمارات الكهرباء بـ38 مليار جنيه، واستثمارات الإسكان وتطوير العشوائيات بنحو 30 مليار جنيه.
كما بلغت الاستثمارات فى قطاع التعليم حوالى 19 مليار جنيه، وتوزعت باقى الاستثمارات على القطاعات الأخرى، وأن البرنامج يتابع مستجداته عن كثب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء. لخلق فرص عمل وجذب الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال وتطوير الإدارة المحليةوبلغ إجمالى المشروعات التى يتم تنفيذها فى إطار البرنامج حتى نهاية العام المالى 2020/2021 بلغ 3589 مشروعاً بمحافظتى سوهاج وقنا، بالإضافة إلى 630 مشروعاً مقترحاً يجرى تنفيذها فى خطة العام المالى 2021/2022، بالتالى يبلغ إجمالى مشروعات البرنامج 4219 مشروعاً بسوهاج وقنا حتى العام المالى 2021/2022،وأنه تم تنظيم 180 دورة تدريبية لحوالى 6635 متدربا بسوهاج وقنا، وتضمنت الخطة التدريب على التخطيط والمتابعة والتقييم والتواصل مع المواطنين وآليات تنفيذ البرنامج والسلامة والصحة المهنية وإجراءات التعاقدات والمشتريات، ومهارات استخدام النظام الإلكترونى الجديد، والتعامل مع الجمهور والتواصل وقياس رضاء العميل. الصعيد كبير وتعداد سكانه اكبر ونتمنا المزيد من المشروعات والتركيز علي مشروعات استصلاح واستزراع الاراضي والتوسع في مشاريع التصنيع الزراعي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك المشروعات كثيفة العمالة لخفض نسبة البطالة وتشغيل الشباب
سوهاج.. تاريخ جديد من التنمية والرخاء
فى نهاية العام 2008 أنهيت مرحلة الدراسة بكلية الآداب قسم الإعلام بسوهاج، وتوجهت إلى القاهرة بحثًا عن فرصة عمل فى مجال الصحافة، ذلك المجال الذى أعشقه وتخصصت فى دراستى الجامعية للعمل به.ومر عام بعد الآخر، وكانت زياراتى لمسقط رأسى فى إحدى قرى مركز أخميم بسوهاج عارضة وقليلة نظرًا لظروف العمل وتحدياته.
خلال الخمس سنوات الأولى من انتهاء مرحلة الجامعة وفترة التدريب فى بلاط صاحبة الجلالة، كنت لا ألحظ تغيير يذكر خلال رحلاتى المتكررة من سوهاج إلى القاهرة والعكس، فتلك هى الطرق الوعرة والخدمات المتردية والحوادث المتكررة التى تجعل أى شخص يفكر ألف مرة قبل أن يقرر السفر إلى بلده للقاء الأهل والأقارب.
وكثيرًا ما كتبنا وصورنا وناشدنا المسئولين لكن للأسف دون جدوى، وتخللت هذه الفترة أحداث ثورة الخامس والعشرون من يناير عام 2011 وما تبعها من أحداث، وكان الوضع بمثابة ظُلة سوداء لا يُرى لها بداية من نهاية، ووصل بنا الحال إلى أن فقدنا الأمل فى صلاح حال الدولة ككل وليس الصعيد الذى ننتمى إليه وندافع عنه وندعمه حتى بمجرد الكتابات.
ومع بداية العام 2014 بدأ شعاع نور يظهر فى الأفق، ليبث من جديد روح الأمل فى النفوس بعد أن ضاقت بها الأفق وفقدت الأمل، فها هى الدولة استعادت هويتها ورجعت إلى طبيعتها وتعافت فى قوتها، لتبدأ بدعم شعبى تاريخى وغير مسبوق مرحلة جديدة من البناء والتنمية.
وبدأت مسيرة التنمية الحقيقية بعد إطلاق برنامج ناجح للإصلاح الاقتصادى فى عام 2016، تمكنت فيه الدولة من إعادة هيكلة مؤسساتها وترشيد نفقاتها والتصدى بقوة لجميع أوجه الفساد، لتشيد جميع المؤسسات المالية الدولية بأداء الاقتصاد المصرى وقدرته على النمو متخطيًا بذلك اقتصاديات عالمية ضخمة انهارت رغم رصيدها الكبير واحتياطاتها التى تخطت بلايين الدولارات.
وعلى الرغم من بدء تنفيذ مشروعات قومية ضخمة غير مسبوقة فى الدولة المصرية، منها الطرق والكبارى والأنفاق ومحطات توليد الطاقة وإنشاء جامعات جديدة تخدم سوق العمل بالتخصصات الحديثة المطلوبة، أسأنا الظن مجددًا لما لاقيناه فى الماضى القريب فالتنمية وإن وجدت فهى للقاهرة الكبرى والمحافظات المحيطة بالعاصمة ولا يزال الصعيد محرومًا.
وسرعان ما كان الواقع أبلغ رد على اتهاماتنا التى تبين لنا أنها واهية وغير صحيحة، فها هى التنمية لأول مرة فى تاريخ مصر تبدأ من الصعيد، لتسجل القيادة السياسية سبقًا غير متوقع بشمول الصعيد اهتمام كبير واستثمارات ضخمة وتنمية تخطت تكلفتها مئات المليارات من الجنيهات.
وليس أدل من ذلك على بدء تنفيذ مشروع حياة كريمة بتكلفة أولية 700 مليار جنيه، فى قرى الجمهورية وفى الصعيد على وجه الخصوص، ذلك المشروع الذى وصف بالإنسانى قبل التنموي، يضمن لأهالى قرى الصعيد خدمات حرموا منها عشرات السنوات، كالصرف الصحى ومياه الشرب النظيفة والخدمات الصحية المتكاملة فضلاً عن إنشاء الجامعات والتوسع فى الجامعات القائمة ومنها جامعة سوهاج، التى شهدت خلال أقل من 5 سنوات إضافة أكثر من 10 كليات جديدة بمقر الجامعة الجديد فى مدينة سوهاج الجديدة.
ليس ذلك فقط، فلأول مرة تشهد محافظة سوهاج كواحدة من محافظات الصعيد مشروعات الإسكان الاجتماعى الضخمة، لتوفير الوحدات السكنية اللازمة للشباب حديثى التخرج والمقبل على الزواج، بأسعار التكلفة والتقسيط على 20 عامًا، وأدى إنشاء المدن الجديدة فى سوهاج ومنها، سوهاج الجديدة وأخميم الجديدة وحى الكوثر، إلى ارتفاع قيمة الأراضى السكنية والتجارية، مما أنعش السوق التجارى بالمحافظة وجعلها جاذبة للعمالة بعد أن ظلت لعقود محافظة طاردة إلى القاهرة وإلى الخارج.ولم ينتهِ قطار التنمية فى محافظة سوهاج عند هذا الحد، فهناك اهتمام خاص بقطاع السياحة بالمحافظة، حيث تم افتتاح متحف سوهاج القومى فى 12 أغسطس 2018 بتكلفة إجمالية 72 مليون جنيه، ويقع على مساحة 950 مترًا بمسطح 6500 متر مربع ويضم 6 قاعات للعرض وحوالى ألف قطعة أثرية، ليكون المتحف إضافة إلى المناطق الأثرية التى تحظى بها المحافظة ومنها الدير الأبيض والدير الأحمر ومنطقة أبيدوس الأثرية، لتصبح المحافظة واحدة من أهم المقاصد السياحية خاصة وأنها تضم مطارًا دوليًا.
إننا بالفعل فخورين بجهود التنمية التى تنفذها القيادة السياسية فى سوهاج، بعد أن تحولت المحافظة إلى مقصد سياحى وموقع استثمارى متميز يوفر آلاف من فرص العمل.
الدولة تحاصر «دراكولا الجنوب»!
إن كنت تفكر -عزيزى القارئ- قبل بضع سنوات فى السفر إلى الصعيد عبر الطريق الصحراوى السريع المؤدى إلى محافظات هذه المنطقة، اعلم إنك كنت ستخاطر بحياتك وسيارتك وجميع رفاقك بالرحلة، فالموت على هذا الطريق الوعر فقير الخدمات، سريع لأبعد الحدود ومتاح فى أى وقت، فقد كان شاهدًا على حوادث تدمى القلوب وتقشعر منها الأبدان.. «دراكولا» قتل الأبرياء، وسال على أرضه دماء الأطفال والشباب والكهل.. لا تسأل وقتها عن السبب، فالأسباب كانت كثيرة على رأسها تجاهل الدولة للصعيد.
الحال الآن تبدل وتغير للأفضل، فقد أصبح للصعيد على سبيل المثال لا الحصر، نموذجان لطريق سريع يدعو للفخر والاعتزاز، أحدهما طريق "القاهرة - أسيوط" الصحراوى الغربى الذى انتهت الدولة المصرية من تطويره، بدءًا من محافظة القاهرة وحتى مشارف محافظة سوهاج بالمواصفات العالمية الآمنة، والثانى طريق "القاهرة - أسيوط" الصحراوى الشرقى، الذى يبدأ من منطقة حلوان مروا بمحافظات بنى سويف والمنيا وأسيوط، ويتفرع منه الطريق الشرقى المطور المعروف بطريق «البحر الأحمر»، والمؤدى لمحافظة قنا، والذى يشهد الآن أعمال تطوير كبيرة، تشمل مناطق خدمات ومنظومة مرورية حديثة، لمراقبة وحماية المترددين على هذا الطرق.
نستطيع القول بأن طريق الصعيد الذى يعد بمثابة شريان كبير تحول الآن من «دراكولا الصعيد» إلى مصدرًا لتأمين وآمان أبناء هذا الإقليم وزائريهم، فأبناء الصعيد دائمين التنقل على محافظات الوجه البحرى لارتباطهم الوثيق بالقاهرة الكبرى من الناحية العملية، ومن ثم كان الارتقاء بالخدمات المقدمة لهم حق أصيل من الدولة المصرية لدعمهم وتخفيف المعاناة عنهم، والحقيقة كان ذلك واضحًا خلال حزمة المشروعات القومية ومحاور الطرق والكبارى العملاقة التى نفذتها وتنفذها الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة فى منطقة الصعيد، وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بأهمية دعم هذه المنطقة، وتقديم كل الخدمات المطلوبة لأبنائه، باعتبارهم جزء أصيل من أبناء هذا الشعب.
ولقد كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية الصعيد واضحة فى هذا الشأن، ومترجمة بقراره بإنشاء جهة مختصة تشرف على منظومة المشروعات فى منطقة الصعيد تحت اسم «هيئة تنمية الصعيد»، تكون مسئولة عن متابعة أعمال المشروعات التى تنفذها الدولة المصرية فى الصعيد بالتنسيق مع الأجهزة والوزارات المعنية، على رأسها حزمة المحاور الرئيسية للطرق والكبارى بجميع المحافظات، وكذلك متابعة أعمال برنامج تطوير الريف المصرى «حياة الكريمة» الذى تنفذه الدولة المصرية فى معظم قرى محافظات الصعيد، وتحقيق التنمية المستدامة بعدد من المناطق المحرومة.
ومن منطلق الحديث عن أهم المحاور التى نفذتها الدولة المصرية لخدمة أبناء الصعيد الفترة الأخيرة، علينا ألا ننسى أن نذكر حزمة محاور النيل، منها محور كلابشة على النيل بأسوان، فيبلغ طوله 23 كم وعرضه 21 م بواقع 2 حارة مرورية لكل اتجاه بتكلفة 1.050مليار جنيه، محور قوص بقنا الذى تم تشغيله تجريبيا بطول 19 كم وعرض 21 مترًا بواقع 2 حارة مرورية لكل اتجاه، محور سمالوط بالمنيا، الذى تبلغ تكلفته الإجمالية 1.872 مليار جنيه بطول 24 كم وعرض 21 مترًا، محور عدلى منصور على النيل بمحافظة بنى سويف بطول محور عدلى منصور 7 كم وتصل إجمالى تكلفته إلى 1.1 مليار جنيه، إضافة إلى تطوير مشروعات الطرق الصحراوية المؤدية إلى أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان والمنيا بشكل آمن ونموذجي.
وأخيرًا.. يمكننا القول بأن الدولة الآن نجحت فى محاصرة «دراكولا الصعيد»، وتوقف نزيف الدماء على الطرق السريعة، وتخفف المعاناة عن أبناء هذا الجزء الغالى من الوطن بشروعها فى إنشاء هذه المشروعات القومية العملاقة التى كان يحتاجها الصعيد بفارغ الصبر، وربما بدء أبناء هذا الإقليم استشعار هذا الجهد الكبير الذى تبذله الدولة فى هذا المكان، لكنهم لا زالوا ينتظرون المزيد من التطوير، والارتقاء بكل الخدمات المقدمة لأبناء هذا الوطن، فى ظل قيادة سياسية حكيمة وعادلة تحرص دائمًا على تحقيق الشفافية فى ملف التطوير بكل أراضى هذا الوطن العظيم.. حفظ الله مصر.
قريتى فى حضن الوطن
فى واحدة من القرى المنسية التى سقطت سهوا من ذاكرة ووجدان المسؤولين لعقود طويلة من الزمن شأن الآلاف من القرى فى مصر عشت سنوات عمرى من الميلاد حتى الجامعة حياة بلا حياة، لم تعرف الحد الأدنى من الخدمات التى يحتاجها الإنسان البدائى فى حياته.
كانت قريتى «كوم الحاصل» إحدى قرى مركز مغاغة فى الظهير الصحراوى الغربى لمحافظة المنيا، تعانى من الإهمال الجسيم ولم يكن يدلف لقلب واحد من أبنائها أن يحلم بتطويرها أو أنها ذات يوم سوف يتذكرها مسئول فى الدولة
الحلم الوحيد الذى كان يراود عقل ووجدان شبابها المتحدى الظروف العصيبة هو الخروج منها ليكمل حياته فى المدينة بعد أن ينتهى من دراسته.
المرفق الوحيد بقريتى كان منزلا معرش بإفلاق النخيل عبارة عن خمس حجرات فقط تم استئجاره من أحد المواطنين واستخدامه كمدرسة ابتدائية مقسمة على فترتين، وعندما ينتهى الدارس من المرحلة الابتدائية عليه أن يبحث عن مدرسة إعدادية فى أحدى القرى المجاورة ليسير على قدميه عشرات الكيلومترات فى اليوم الواحد صباحا ومساء.
وكان لتلك البيئة أثرها الملحوظ فى شبابها فتخرج منها أطباء ومهندسين ومعلمين وعباقرة فى كل المهن، جاهدوا أنفسهم ونجحوا فى إبادة تلال الظلام فى مراحل قاسية
ومرت السنوات وتقدمت بلدتى خطوة إلى الامام فتم انشاء مدرسة ابتدائية وآخرى إعدادية ومستشفى حتى وان كانت بلا طبيب ولا دواء إلا أنها ملجأ لتطعيم الاطفال وقيد المواليد.
وبعد مجهود طويل وعناء شديد قطعنا رحلة كفاح لإنقاذ المسنين والأرامل والمطلقات والموظفين من التردد على مكاتب البريد المجاورة وما كان يلحق بهم من تعب وعناء يتم بناء مكتب بريد قريتى بالجهود الذاتية التى كشفت معدن أبنائها إذ تسابق محمد وحنا فى نسيج واحد يدفعون من قوت أبنائهم من أجل توفير مبالغ مالية لبناء المكتب .
لم يكن بمقدورنا يوما أن نحلم لأكثر من ذلك حتى دخلت قريتى ضمن مبادرة حياة كريمة التى أعادت تلك القرى إلى حضن الوطن واعادت إلى الناس الآدمية الضائعة ووجد الأهالى المسؤولين يترددون عليهم ويسألونهم عن احتياجاتهم من الخدمات
ولأن البعد يولد الجفاء لم يصدق الناس مايحدث واعتبروا أنها مجرد درب من خيال أو طيف من سراب وأنه لا يعقل أن يهتم محافظا بقرية ربما ليست على الخارطة
عندما كنت اسافر قريتى واجلس مع اصدقائى بها كنت أشعر أنها مناقشات بلا جدوى وأن القنوات الهدامة أثرت تأثيرا بالغا على الأفكار لم يصدق أحدهم أن الصرف الصحى سوف يدخل ويمر ببيوتهم وان هناك مجمعا للتعليم الأساسى ضمن الخطة وسوف يتم بنائه.
رغم أن الصرف قد طال بلاد تجاورنا، عشرات من المناقشات والمجادلات وأنا اتنقل معهم من دليل لآخر ومن قرية لآخرى كانت مثلنا والان دخلت حيز الاهتمام
وعندما توجهت لإجراء حوار مع اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا سألته عن الصرف الصحى وأثرت مشكلة محطة الرفع التى أبلغنى بها بعض الأصدقاء ونقلت إليه خوف الأهالى من حرمانهم من تلك الخدمة العامة، لكن الرجل وبحق لم يبخل بمعلوماته وعلى مدى ساعتين متتاليتين جلست معه بمكتبه تأكدت أن الدولة أصبح لها فكر جديد ورؤية مستقبلية فعندما سألت المحافظ لماذا يتم بناء مجمعا للتعليم الأساسى رغم وجود مدرستين ابتدائية واعدادية وكأنه تعجب من سؤالى وبادرنى بالسؤال عن تعداد السكان والكثافة فى الفصول بحلول عام 2050 قطعا وجدت مسئول ينظر إلى آفاق المستقبل وليست حكومة تنظر تحت قدميها كما كنا نعيش فى غياهب الماضى
حياة كريمة أدخلت السرور على أهل قريتى مع شبكات الصرف الصحى التى يتم حفرها فى كل الشوارع والحوارى ووجدت الناس من فرط فرحتهم يخرجون الأكل والشراب للعمال الذين يقومون بالحفر وذرع المواسير
وجدت المسيحيين ينافسون المسلمين فى أعمال الخير والتكافل المجتمعى الذى يتم فى تزويج الفقراء ومحدودى الدخل وفى تبادل واجبات التعازى والتهانى فى نسيج واحد
هكذا يكون الحصاد فعندما دخلت التنمية بلادنا المهجورة صار الجميع على قلب رجل واحد وسادت المحبة كل أرجاء البلدة وتعمق الود بين أبناء الوطن الواحد.