محمد القرش: إنتاج بذور الخضر محلياً يزيد معدلات الإنتاج ويحقق توازن الأسعار
محمد فهيم: هدف البرنامج الوطني عدم خضوع القطاع الزراعي لضغوط المناخ
شاكر أبو المعاطي: البحث العلمي نجح في استنباط أصناف تقاوي عالية الجودة
حاتم النجيب: توفير مدخلات الإنتاج الزراعي يقضى على «فواصل العروات»
محمود الطوخي: توفير تقاوي الخضر يمنع الاحتكار والمبالغة في الأسعار
نجاح كبير يشهده البرنامج الوطنى لإنتاج البذور، والذى بدأ باختيار 11 محصولاً من الخضر الرئيسية، بعد إعلان وزارة الزراعة التوصل لاستنباط تقاوى محلية لعدد من محاصيل الخضر منها (البطيخ الأصفر والطماطم والفلفل والباذنجان والبسلة والفاصوليا والبطاطس والكنتالوب والخيار والكوسة واللوبيا)، بما يمثل نجاحا حقيقيا للدولة المصرية بصفة عامة ووزارة الزراعة ومراكزها البحثية بصفة خاصة، فى توفير تقاوى الخضر لأول مرة محليًا بدلاً من استيرادها سنويًا بملايين الدولارات. وتأتى أهمية مخرجات البرنامج الوطنى لإنتاج البذور، نظرًا لارتفاع أسعار تقاوى الخضر عالميًا بما يكلف المزارع المصرى ملايين الجنيهات سنويًا لشراء تلك التقاوي، كما يواجه مشكلات عديدة فى بعض تقاوى المحاصيل المستوردة ومنها البطاطس، بسبب تلف التقاوى وعدم الإنبات لعدم تلاؤم بيئة إنتاج تلك التقاوى من طبيعة الأحوال الجوية فى مصر، ويسهم توفير تقاوى الخضر محليًا كذلك فى خفض تكاليف الإنتاج الزراعى على المزارعين ومن ثم توفير الخضر والفواكه بأسعار أقل للمزارعين.
وكان انضمام مصر لاتفاقية الاتحاد الدولى لحماية الأصناف النباتية «الويبو» خطوة غاية فى الأهمية فطنت إليها الدولة المصرية، منذ شروع مصر فى تدشين البرنامج القومى لإنتاج البذور، وهو ما يستلزم تسجيل الأصناف المحلية والحفاظ على حقوقنا فيما يتعلق بالابتكار والملكية الفكرية، كما أن الدول المتقدمة دائمًا ما تكون حريصة على الانضمام لمثل هذه الاتفاقيات لحماية ابتكاراتها العلمية وأصنافها المحلية، خاصة مع ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية لم تقتصر فقط على المجالات الصناعية والالكترونية بل امتدت إلى القطاع الزراعى وظهور تكنولوجيات حديثة فيما يتعلق باستنباط الأصناف والتقاوى بما يتناسب مع طبيعة مناخ كل بلد والتغيرات المناخية والأمراض المتوقعة.
وتمنح الاتفاقية للدول المشاركة فيها حق تسجيل وبيع وشراء الأصناف الزراعية على اختلافها، ولكن يتطلب ذلك من الدول المشاركة أن تكون لديها قوة كبيرة فى مجال البحث العلمى الزراعى والقدرة على استنباط أصناف عالية الكفاءة والإنتاجية لتحقيق أعلى استفادة ممكنة من الاتفاقية.وحققت مصر نجاحات كبيرة فى مجال استنباط تقاوى الحبوب خاصة المحاصيل الإستراتيجية ومنها القمح والقطن والأرز والذرة، إلا أن هناك مشكلة فى إنتاج تقاوى الخضر والفواكه وهى جزئية من الصعب أن تنافس فيها مصر بعد انضمامها للاتفاقية، وهو ما يتطلب على وجه السرعة بذل المزيد من الجهد لاستنباط أصناف تقاوى خضر وفواكه مصرية خاصة بعد إعلان مصر تدشين البرنامج الوطنى لإنتاج البذور.
«الأهرام التعاوني» ترصد آخر تطورات البرنامج الوطنى لإنتاج البذور وأصناف تقاوى الخضر والفواكه الجديدة التى تم استنباطها، وحرص مصر المسبق على الانضمام إلى لاتفاقية الاتحاد الدولى لحماية الأصناف النباتية «الويبو» لحماية الملكية الفكرية للدولة المصرية والشركات المستثمرة فى مجال إنتاج التقاوى البذور، خاصة بعد إعلان وزارة الزراعة توصل جهود العاملين بالبرنامج الوطنى لإنتاج البذور، إلى تسجيل 5 أصناف هجن من الطماطم عالية المحصول والجودة مقارنة بالأصناف المستوردة، وتسجيل 5 أصناف هجن من البطيخ، و5 أصناف من الباذنجان، و2 هجن من الكنتالوب، وتسجيل صنفين من البسلة، و3 أصناف من الفلفل الحلو، وصنف واحد من اللوبيا، وجميع هذه الأصناف متفوقة من حيث المحصول والجودة مقارنة بالمستوردة.
أكد الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، أن العمل يجرى على قدم وساق فى البرنامج القومى لإنتاج البذور، بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية، لتوفير تقاوى الخضر محليًا للمزارعين بأفضل سعر وأعلى جودة، ويسهم البرنامج فى توفير العديد من أنواع تقاوى وأصناف الخضر محليًا والتى يتم استيرادها سنويًا من الخارج بملايين الدولارات.
وأضاف القرش، أن حرص مصر على الانضمام لاتفاقية «الويبو» يُحافظ على حقوق الملكية الفكرية لتقاوى الأصناف النباتية التى يتم استنباطها محليًا.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، أن الدولة أيضًا حريصة على رفع نسب مساهمة الإنتاج المحلى من الخضر والفواكه لتحقيق توازن الأسعار فى السوق، كما يسهم إنتاج تقاوى الخضر محليًا فى زيادة الإنتاج من خلال تأقلم الأصول الوراثية للنباتات مع الظروف المناخية المصرية، بما يعظم الاستفادة منها فى الإنتاج، موضحًا أن من أهم أنواع التقاوى التى تم استنباطها (البطيخ الأصفر والطماطم والفلفل والباذنجان والبسلة والفاصوليا والبطاطس والكنتالوب والخيار والكوسة واللوبيا).
فى السياق نفسه، أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزى للمناخ، أن البرنامج الوطنى لإنتاج البذور، هدفه العمل على إنتاج بذور وتقاوى الخضر محليًا بدلاً من استيرادها من الخارج، وتوفير التقاوى بأسعار مناسبة وجودة عالية للمزارعين.
وأضاف الدكتور شاكر أبو المعاطي، أن هناك العديد من البرامج التى يتم العمل عليها حاليًا فى مركز البحوث الزراعية، ومنها برامح لمقاومة الإجهاد الحرارى والملحى والبيئى للأصناف النباتية سواء كانت خضر وفواكه أو حبوب، وبناء على ذلك يتم رسم الخريطة الصنفية لمختلف المحاصيل، ونجحت مختلف المعاهد البحثية فى استنباط أصناف تقاوى تتأقلم مع الظروف المناخية المتقلبة، حرصًا على تحقيق أعلى إنتاجية وجودة ممكنة.
وشدد أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزى للمناخ، على أهمية التنسيق بين المعاهد البحثية المختلفة للوصول إلى نتائج جديدة ومميزة، فيما يتعلق بجودة التقاوى المنتجة وتأقلمها مع الظروف المناخية، وكذلك تحقيق أعلى إنتاجية من وحدتى المساحة والري.
وأَشار الدكتور شاكر أبو المعاطي، إلى أن مصر حققت الاكتفاء الذاتى من تقاوى الحبوب، وأن إنتاج تقاوى الخضر محليًا طفرة جديدة يسعى القطاع الزراعى إلى تحقيقها خلال الفترة القادمة، من خلال الدعم الكبير الذى يحظى به القطاع الزراعى من الدولة، إيمانًا بأهمية القطاع الزراعى فى تحقيق الأمن الغذائى للمواطنين وتوفير مختلف السلع والمنتجات الزراعية بأسعار مناسبة وجودة عالية.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بمركز البحوث الزراعية، إن الدولة حريصة على تحقيق الاكتفاء الذاتى من تقاوى الخضر، كما هو الحال بالنسبة لتقاوى الحبوب، كجزء من الأمن الغذائى المصري، مضيفًا أن إنتاج تقاوى الخضر محليًا يضمن زيادة فى الإنتاج والمعروض وتحقيق لاستقرار الأسعار والسوق.
وأضاف الدكتور محمد على فهيم، أن ما يُميز أصناف تقاوى الخضر المنتجة محليًا، أنها أنتجت فى جميع مراحلها فى أجواء ومناخ مصري، وهو ما يضمن تفوقها وجدارة زراعتها وجودة إنتاجها، مشيرا إلى أن هدف البرنامج الوطنى لإنتاج البذور، ليس فقط إنتاج أصناف محسنة وتوفير العملة الصعبة، وإنما تحقيق الأمن الغذائى المصرى محليًا وبموارد محلية وعدم خضوع القطاع الزراعى لضغوط خارجية بفعل الأحداث الجارية أو حتى الكوارث والجوائح الطبيعية، كما أن إنتاج تقاوى الخضر محليًا يحمى المزارعين من الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار بعض أنواع التقاوى ومنها تقاوى البطاطس والطماطم.
وفى سياق متصل، أضاف حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، أن البرنامج الوطنى لإنتاج البذور طفرة حقيقية يشهدها القطاع الزراعى المصري، ويحقق عائد ضخم من خلال توفير تقاوى الخضر محليًا وعدم استيرادها من الخارج، كما يضمن توفير تقاوى عالية الإنتاجية والجودة.
وأضاف نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، أن توفير تقاوى الخضر محليًا يمنع الفواصل بين العروات والتى تتسبب فى الارتفاع الكبير لأسعار الخضر بسبب قلة المعروض، كما تحمى المزارعين من الأخطاء فى التقاوى المستوردة كما حدث سابقًا فى تقاوى البطاطس والطماطم، وتسبب فى خسائر فادحة للمزارعين.
وشدد حاتم النجيب، على ضرورة أن تكون مدخلات الإنتاج الزراعى محلية، للعمل على استقرار السوق وآليات العرض والطلب، وكذلك توفير منتج زراعى صحى وآمن، مضيفًا أن أهم أنواع تقاوى الخضر التى يتم استيرادها من الخارج بمليارات الجنيهات سنويًا هى البطاطس والطماطم، ولابد من توفيرهم محليًا كخطوة أولى نظرًا للأهمية الاقتصادية والزراعية لهذين المحصولين.
أكد المهندس محمود الطوخي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجى الخضر، أن نجاح البرنامج الوطنى لإنتاج البذور هو نجاح حقيقى للقطاع الزراعى المصري، الذى يشهد دعم كبير وغير مسبوق من القيادة السياسية، حيث تم توفير أكثر من 15 صنف تقاوى لمحاصيل الخضر محليًا بإنتاجية وجودة أعلى من نظيرتها المستوردة.
وأضاف المهندس محمود الطوخي، أن إنتاج تقاوى محاصيل الخضر محليًا، يزيد من معدلات الإنتاج خاصة وأن تلك التقاوى ملائمة للبيئة والمناخ المصري، كما أنها عالية الجودة وموثوقة من قبل الجهات البحثية والعلمية التى نجحت فى استنباطها، كما أن توفير تقاوى الخضر محليًا يمنع احتكار كبرى الشركات التى تعد على أصابع اليد الواحدة، من التحكم فى أسعارها وبيعها للمزارعين بأضعاف تكاليف استيرادها.
وشدد رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجى الخضر، على أهمية توجيه الدعم الكامل للبحث العلمى الزراعي، للعمل على استنباط جميع أصناف تقاوى الخضر والفواكه محليًا، خاصة مع الارتفاع غير المقبول والمبالغ فيه لأسعار التقاوى المستوردة، سواء بسبب جشع الشركات المستوردة أو ارتفاع الأسعار فى بلد المنشأ.
وأشار المهندس محمود الطوخي، إلى أن عملية تسجيل أصناف التقاوى المستوردة تستغرق عامين، وبالتالى فإن توفير التقاوى محليًا سوف يحدث طفرة حقيقية فى القطاع الزراعى المصرى ومعدلات الإنتاج، ولابد أيضًا من تفعيل البورصة السلعية للمحاصيل الزراعية لتسويق الحاصلات الزراعية، لضمان تسويق المحاصيل الزراعية بأسعار عادلة.
وأضاف المهندس محمود الطوخي، أن هناك العديد من الطفرات التى تحققت فى القطاع الزراعى خلال السنوات القليلة الماضية، بدعم كامل من القيادة السياسية، ومنها التوسع الأفقى فى الرقعة الزراعية والتوسع الرأسى من خلال زيادة معدلات الإنتاج بعد تدشين مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية، وكذلك تفعيل دور مركز الزراعات التعاقدية التابع لوزارة الزراعة لتسهيل تسويق المحاصيل الزراعية، وكذلك المنظومة الجديدة لتسويق محصول القطن والتى قفزت بسعر المحصول إلى 4100 جنيهًا للقنطار بعد أن كان يتم بيعه بـ 1800 جنيهًا.
وأوضح المهندس محمود الطوخي، أن البرنامج الوطنى لإنتاج البذور جاء مكملاً لتلك الإنجازات لتوفير مدخلات الإنتاج الزراعى محليًا، وزيادة معدلات الإنتاج كمًا وكيفًا وتحقيق استقرار الأسعار فى السوق، وكذلك تجنب التأثيرات الخارجية والتى تمنع فى بعض الأحيان إمكانية استيراد بعض أنواع التقاوي.
وكان البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى محاصيل الخضر، قد بدأ باختيار 11 محصولاً من الخضر الرئيسية والتى تضم إنتاج 25 صنفا فى المرحلة الأولى منها محاصيل الطماطم والبسلة والفاصوليا والبطاطس والكنتالوب والخيار والكوسة والبطيخ والفلفل والباذنجان واللوبيا، وتشارك فى البرنامج فرق بحثية من معهد بحوث البساتين ومعهد بحوث وقاية النباتات، الذى يقوم بدراسة مدى مقاومة المواد الوراثية للإصابة بالحشرات ومعهد بحوث أمراض النباتات الذى يرتكز دوره على اختبار العشائر والسلالات المنتخبة للأمراض وتحديد مدى مقاومتها ومعهد بحوث الهندسة الوراثية الزراعية الذى يقوم بعمل البصمة الوراثية للهجن المستنبطة.
وتقوم الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي، بإنهاء فحص واعتماد التقاوى وتسجيلها قبل عملية التداول فى السوق والإدارة المركزية لإنتاج التقاوى التى تقوم بإنتاج تقاوى الأصناف المستنبطة بالكميات اللازمة.
منطقة المرفقات