دخلت مصر الموجة الرابعة من فيروس كورونا "القاتل" في الوقت الذي ظهرت سلالات جديدة تحوّرت من هذا الفيروس نتيجة تأخر المواطنين عن تناول التطعيم وفي الوقت نفسه تتشابه أعراض الفيروس الأصلى مع أعراض السلالات المتحورة مما رفع مخاوف المواطنين حول : كيف نفرق بين الفيروس وسلالاته وأين نذهب وماذا يحدث لنا داخل المستشفى ؟ كل هذه التساؤلات تجيب عنها "بوابة الأهرام" في السطور التالية من خلال مسئولي مستشفى حميات العباسية فبحسب حديث وكيل المستشفى لـ"بوابة الأهرام" بدأت حالات الإصابة في الارتفاع هذه الأيام وغالبية المتوافدون على المستشفى يأتون في مراحل متأخرة من الإصابة وبروتوكول العلاج يختلف من مريض لآخر .
حميات العباسية تكشف كواليس الموجة الرابعة لكورونا
يقول الدكتور محيي الدين سليمان وكيل مستشفى حميات العباسية لـ"بوابة الأهرام" بدأت حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في الارتفاع هذه الأيام عن سابقتها محذرًا الناس من تجاهل الإجراءات الوقائية :"الناس لازم تلتزم".
ولم تشهد حميات العباسية حتى الآن حالات مصابة بسلالة دلتا المتحورة من "كورونا" وعند قدوم حالات مشتبه في إصابتها بهذه السلالة تحتجزها المستشفى على الفور للفحص الطبي والتأكد من إصابتها أو سلامتها .
أعراض "كورونا" وسلالة دلتا المتحورة
وتتشابه أعراض هذه السلالة "القاتلة" مع أعراض فيروس "كورونا" الأصلي مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم والالتهاب الرئوي وتكسير الجسم والكحة والإسهال واحمرار العين .
ويفرق الأطباء بين عدوى "كورونا" وعدوى سلالة "دلتا" بواسطة الأشعة والتحاليل والمسحة فبحسب وكيل مستشفى حميات العباسية لا تجزم الأشعة وحدها بنوع العدوى المصاب بها المريض وما إذا كانت عدوى "كورونا" أو عدوى سلالة دلتا المتحورة ويستلزم الأمر إجراء أيضًا تحاليل ومسحة للفيروس .
متى يحدث العزل المنزلي ؟
"أي حد عنده برد يعزل نفسه" .. أوصى بذلك مسئول مستشفى حميات العباسية لاسيما ونحن مقبلين على فصل الشتاء الذي ترتفع فيه الإصابات بدور "الأنفلونزا" الذي تتشابه أعراضه مع أعراض فيروس كورونا من صداع والتهاب في الحلق ورشح وتكسير في الجسم لذلك نصح المسئول كل مواطن يشعر بأعراض دور البرد يتعامل على أنه مصابًا بكورونا ويعزل نفسه عن الآخرين لمدة 15 يومًا .
ويقصد بالعزل ألا يختلط المريض بالآخرين وأن يتجنب ملامستهم سواء عن طريق المصافحة أثناء اللقاء أو الجلوس معًا في نفس الغرفة أو تناول الطعام في نفس الأواني التي يتناول فيها الآخرين .
تطعيم كورونا يحمي من مخاطر المرض
يؤكد وكيل مستشفى حميات العباسية ضرورة التطعيم لفاعليته في التقليل من إصابة بالفيروس والتخفيف من حدته إذا "لا قدر الله" وقعت الإصابة فالتطعيم يحمى من الحاجة إلى تنفس صناعي ودخول العناية المركزة .
كيف نحمي الأطفال من كورونا وسلالاته
أما الأطفال حيث لا يمكنهم تناول التطعيم الذي يبدأ من سن 18 عامًا فيوصي مسئول مستشفى الحميات بحمايتهم من خلال عدم تواجدهم في أماكن الزحام و التكدسات مع ارتدائهم للكمامة أثناء الخروج من المنزل والحرص على نظافتهم الشخصية بعدم ملامستهم للأسطح الملوثة وغسل يديهم بالماء والصابون لإبقائها نظيفة .
رحلة دخول كورونا جسم الإنسان
يدخل الفيروس جسم الإنسان عن طريق الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي ثم يتوجه إلى الدم وبحسب الدكتور محي الدين سليمان عندما يدخل الفيروس للجهاز التنفسي يشعر المريض بأعراض مثل ضيق في التنفس وسعال ونهجان وعندما يدخل الجهاز الهضمي يشعر المريض بأعراض مثل الإسهال والترجيع وآلام البطن والنزلات المعوية وقد يصل الفيروس للمخ ويسبب حينها التهابات في المخ وغيبوبة لكن هذه الحالة نادر حدوثها .
متى يحتاج مصاب كورونا دخول المستشفى
وليس كل مصاب بالعدوى يحتاج للحجز داخل المستشفى وإنما فقط من يعاني انخفاض نسبة الأكسجين في الدم إذ تعد نسبة الأكسجين منخفضة عندما تقل عن 92% وحينها يستلزم الأمر احتجاز المريض لتوفير التنفس الصناعي ويظل تحت العناية المركزة حتى تتحسن حالته وتستقر ثم يغادر المستشفى.
وتحتجز المستشفى مصاب "كورونا" في حالات انخفاض نسبة الأكسجين عن معدلها الطبيعي أو وجود التهاب رئوي فقط وفيما عدا ذلك يعود المصاب للمنزل مكتفيًا بالعزل المنزلي لمدة 15 يومًا مع تناول الفيتامينات والمعادن عبر الأطعمة والمشروبات لتحسين كفاءة جهاز المناعة حتى يقوى على مواجهة الفيروس .
ولا يتكلف مصاب "كورونا" في رحلة علاجه بمستشفيات الحكومة سوى فقط ثمن تذكرة المستشفى التي لا تتجاوز خمسة جنيهات وبحسب مسئول مستشفى الحميات يوجد بروتوكول علاج يحتوى على حقنة بتكلفة 2000 جنيهًا وبروتوكول يحتوى على حقنة أخرى بتكلفة 25 ألف جنية ويحتاج المريض إلى هذه الحقن لمدة أسبوع وهو ما تدعمه الدولة وتوفره مجانًا للمواطنين .
حميات العباسية تحذر من تأخر المصابين التوجه إلى المستشفى
ويناشد وكيل مستشفى حميات العباسية المواطنين ممن يشتبهون في إصابتهم بـ"كورونا" التوجه إلى المستشفى إذا كانت الأعراض متطورة كضيق التنفس والنهجان لأن غالبية المتوافدين على المستشفى يقومون بهذه الخطوة في مراحل متأخرة من الإصابة وهذا التأخر يؤدي إلى تأخر التعافي أو دخول المصاب في مرحلة حرجة من المرض يصعب معالجتها .
ويوصي بضرورة تناول التطعيم مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى الفيروس وأهمها ارتداء الكمامة والبعد عن التكدس والزحام مع الحرص على تناول الأطعمة والمشروبات التي تمد الجسم بالمعادن والفيتامينات لتحسين كفاءة جهاز المناعة.