واقعة تعذيب لممرض على يد طبيب تخرج فى كلية الطب وأقسم يمين الولاء والانتماء للمهنة السامية والحفاظ على شرف رسالته الإنسانية التي يتصدرها تخفيف معاناة المواطنين إلا أن الطبيب سبح عكس تيار الإنسانية بتعذيبه لممرض وإذلاله مقابل إعزاز كلب يمتلكه قائلًا للمرض: "إنت أهنت كلبي" ولم تقف مخالفته لشرف مهنة الطب السامية عند ذلك إذ طلب الطبيب من الممرض تعظيم الكلب وإرضاءه بالاعتذار له وتقديم التحية الرسمية وكأنه سلطان وجب تقديم القرابين للتقرب إليه، ناهيك عن إجبار الطبيب للممرض على السجود للكلب إعلاءً من شأنه أمام الحضور وترسيخًا في ذهن الممرض أن هذا الكلب أكثر منه قيمةً ومقدارًا لدى الطبيب ليخضع الممرض لطلبات الطبيب التي جاءت مقترنة بضربات على جسده وتهديدات بتعذيبه بالكهرباء ما لم يستجب لها، وبعيدًا عن العقوبة القانونية التي تستوجب عدم التأخير لحماية المجتمع من "طبيب الكلب" وغيره ممن يمارسون سلوكيات شاذة ومسيئة لمهنة الطب السامية تتساءل "بوابة الأهرام": ما الذي يجعل طبيبًا على درجة عالية من العلم والثقافة أن يقوم بمثل هذه السلوكيات الشاذة وهل سيلجأ "طبيب الكلب" إلى المرض النفسي كصفة ليفلت بها من العقوبة المنتظرة؟
سادية طبيب الكلب
يقول الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، هذا الطبيب من الشخصيات السادية التي تتمتع بتعذيب الآخرين وتتلذذ برؤيتهم يتألمون ويعانون عدم الراحة وهي من أسوأ أنماط الشخصيات في علم النفس.
وتتصف الشخصية السادية بالقسوة والعدوان المتكرر ولا تقتصر صفات الشخصية السادية على الاعتداء الجسدي أو العنف فقط وإنما تشمل للأسف بعض السلوكيات الاجتماعية المرفوضة لخطورتها مثل العدوانية والتمتع بإهانة وإذلال الآخرين والتقليل من شأنهم من أجل الشعور بالقوة أو السيطرة .
تصرفات طبيب الكلب موروثة ومكتسبة
يتوقع الطبيب النفسي أن يكون "طبيب الكلب" قد تعرض للقسوة في طفولته أو أنه بطبيعته كان يمارس العدوانية على أقرانه من الأطفال ويهين الآخر ممن يحيطون به خاصة أصحاب المهن المتواضعة كالبواب وعامل النظافة والبسطاء من المواطنين.
وتعود شخصيته السادية لجزءين، الأول وراثي فقد يكون اكتسب صفات هذه الشخصية السيئة من الأسرة، والثاني جزء مكتسب ولم يخضع للتعديل والتهذيب .
مخاطر جسيمة من سلوك "طبيب الكلب" لا تهدد فقط المحيطين به من ممرضين أو أطباء سواء في المستشفى الذي يعمل به هذا الطبيب أو عيادته الخاصة فقط وإنما تهدد أيضًا المحيطين به من أفراد أسرته فبحسب استشاري الطب النفسي سيعاني أطفال "طبيب الكلب" من التعذيب والتعنيف والتنكيل بهم إضافة إلى الحرمان العاطفي مؤكدًا أن شخصيته السادية تشكل خطورة بالغة على وجدان أطفاله الذين بلا شك سيرثون نفس السلوكيات، سادية وعنفا وتعذيبا وتنكيلا بالآخر.
سيكوباتية طبيب الكلب
إلى جانب الشخصية السادية يعاني "طبيب الكلب" اعتلالا آخر وهو الشخصية السيكوباتية إذ توجد لديه بعض ملامحها مثل أنه لا يقيم وزنًا للقيم والمعايير والأعراف الاجتماعية أو حتى الثوابت الدينية وهو ما شاهدناه يمارسه في واقعة تعذيبه للمرض.
الدكتور وليد هندي
وبحسب استشاري الطب النفسي دائمًا ما يكون الشخص السيكوباتي في مركز مرموق عذب الحديث يتمتع بالجاذبية الاجتماعية لكنه من الداخل كالبيت الخَرب لا يهمه سوى تحقيق رغباته وإشباع احتياجاته وهو بلا مبادئ وبناء على الأضرار الناجمة من سلوكياته مع الآخر فهو مجرم اجتماعيًا يعيش خارج أسوار السجون ويستلزم محاسبته وإعادة تأهيله.
سلوكيات طبيب الكلب ليس لها علاج
سلوكيات "طبيب الكلب" التي اختلط بين الشخصية السادية والشخصية السيكوباتية وكلاهما من أسوء الشخصيات، للأسف ليس لها علاج إلا تطبيق فلسفة السجن التي تقوم على "التأديب والتهذيب والإصلاح" فيقول استشاري الطب النفسي لـ"بوابة الأهرام": "العقوبة وحدها لا تكفي وهذا الطبيب بحاجة إلى أن يستفاد من فلسفة السجن من تأديب وتهذيب وإصلاح".
شروط عودة طبيب الكلب
ووضع استشاري الطب النفسي شروطًا لعودة "طبيب الكلب" إلى الاختلاط بزملائه في العمل أو حتى أفراد أسرته وهي أن يخضع إلى أخصائي نفسي يمارس معه تعديل السلوك من خلال بعض الأدوات والطرق النفسية كالتعليم بالنماذج مثل عرض نماذج للشخصيات السادية ومصيرها إلى أين انتهى، وأيضًا طريقة السيكودراما "طريقة مسرح مورينو" والغزو المعرفي والتحصين التدريجي ضد مواقف القسوة والألم.
طبيب الكلب ليس مريضًا نفسيًا
وأكد استشاري الطب النفسي أن "طبيب الكلب" ليس مريضًا نفسيًا كي لا يلجأ بعض المدافعين القانونيين إلى هذا التشخيص كمبرر لإفلاته من العقوبة القانونية على واقعة تعذيبه للمرض وإذلاله مقابل تعزيز الكلب الذي يمتلكه وإنما يعاني اضطرابا شخصيا لا يعفيه من إنزال أقصى العقوبة عليه، لافتًا إلى أن يخضع بالتوازي مع تنفيذ العقوبة القانونية إلى التحليل النفسي وبرنامج لتعديل السلوك من خلال الطرق والأدوات المهنية المعروفة لدي المتخصصين النفسيين :" هذه شروط عودته للتعامل مع الآخرين سواء في محيط عمله أو أسرته".
محاذير عودة طبيب الكلب للعمل
وحذر استشاري الطب النفسي من عودة "طبيب الكلب" إلى العمل والتعامل مع الآخرين قبل التأكد من سلامته السلوكية التي تتحقق بخضوعه للعقاب القانوني والتعديل السلوكي فهل سيخضع "طبيب الكلب" لذلك أم سيعاود عمله كطبيبًا ويتواصل مع المواطنين من المرضى من جديد ليسجل وقائع تعذيب جديدة يرسم بها بقعًا سوداء على بالطو الأطباء؟