Close ad

الخوف من فقدان الخصوصية والوقوع فى الخطأ أبرز الهواجس.. «تكنوفوبيا» تحول التكنولوجيا إلى شبح مرعب

28-7-2021 | 03:52
الخوف من فقدان الخصوصية والوقوع فى الخطأ أبرز الهواجس ;تكنوفوبيا; تحول التكنولوجيا إلى شبح مرعبأرشيفية
تحقيق - عادل الشافعى
الأهرام العربي نقلاً عن

عمرو فاروق: الهاكر وسرقة الهوية الرقمية أهم مظاهر «سايبر فوبيا»

موضوعات مقترحة

د. رجب السوسى: المواجهة تبدأ بجودة الخدمات التكنولوجية المقدمة

د. وليد رشاد: الحل فى الاستخدام الرشيد.. والتشريعات الرادعة

د.مروة شطا: تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.. وكبار السن أبرز الضحايا

دخلت التكنولوجيا حياتنا اليومية فى مختلف المجالات بقوة، وازداد الاعتماد عليها مع انتشار فيروس كورونا، الذى فرض التباعد الاجتماعى، والعمل عن بعد عبر استخدام الأجهزة الذكية، كما زاد الاعتماد على التكنولوجيا بشكل عام والإنترنت بشكل خاص، فى البيع والشراء والعمل والتعليم، وكل مناحى الحياة.. برغم ذلك، تتحول هذه التكنولوجيا ممثلة فى الكمبيوتر، أو التابلت، أو أجهزة المحمول الذكية، أو ماكينات الصرف الآلي.. إلى شبح مرعب لدى البعض، فيما يعرف بالخوف المرضى من التكنولوجيا، أو«رهاب الأجهزة الحديثة»، مما يعرقل استفادة هؤلاء من الأجهزة الذكية، وقد يصل الأمر إلى إصابتهم بالشلل التام الذى يمنعهم من مجرد الاقتراب منها.

حول هذه الظاهرة، وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية، وكيفية مواجهتها، وعلاج سلبياتها يقول المهندس عمرو فاروق، خبير أمن المعلومات: «تكنوفوبيا» مصطلح ظهر سنة 1985 ويعنى الخوف من فقدان الخصوصية، وإن كان تأثيره السلبى فى تراجع عما كان الأمر عليه فى الماضى بسبب انتشار الأجهزة الحديثة “سمارت فون”، إلى حد أنها أصبحت جزءا أساسيا من الحياة اليومية.
ويضيف: فى المقابل ظهر حديثا مصطلح جديد “سايبر فوبيا” وهو الخوف من تسرب البيانات والمعلومات الشخصية عند استخدام التكنولوحيا،بسبب الاختراقات التى تتم عن طريق الإنترنت “الهاكر”، وأيضا من سرقة البيانات الشخصية، التى تشكل” الهوية الرقمية” وتشمل دوائر الاتصال، والأماكن التى تتم زيارتها وحسابات الشخص المستهدف على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث، واستغلالها فى تحليل و معالجات سلبية عن طريق تقنيات الذكاء الرقمى “عبر تحليل المعلومات”.

وعن طرق الحماية يقول عمرو فاروق: هناك قانون رقم "175 لسنه 2018" لمكافحه جرائم تكنولوجيا المعلومات، وهذا القانون عرض "13" جريمة إلكترونية، منها "انتحال الهوية ونشر الشائعات"، كذلك يوجد قانون حماية البيانات الشخصية بهدف حماية الأفراد من سرقة، أو اختراق وإساءة استخدام البيانات، وهو ما يعرض مرتكبها للعقوبة سواء الغرامة أم الحبس، لكن مازلنا فى حاجة إلى حزمة قوانين أخرى لتنظيم وتأمين الأفراد رقميا، مشيرا إلى أن أهم وسيلة لتأمين مستخدم الأجهزة الذكية، هى التوعية وثقافة الاستخدام الآمن عند استخدام الأجهزة الحديثة التى باتت تدخل فى جميع التعاملات الحياتية.

فيما يوضح د. رجب السوسى دكتوراه فى الإدارة المصرفية كلية التجارة جامعة الأزهر، أن العديد من الدراسات المصرفية تشير إلى أن توجه العملاء نحو استخدام التكنولوجيا المصرفية أو الخوف من استخدامها يعتمد على مدى جودة الخدمات المصرفية المقدمة، من خلال التكنولوجيا من عدمه وذلك وفقا لنموذج قياس جودة الخدمة، والذى يعتمد على قياس الفجوة بين توقعات العملاء وإدراكهم لما قدم لهم من خدمات، لافتا إلى أن الأحداث التى مر بها العالم أخيراً بسبب عزلة كورونا، أثبتت مدى أهمية استخدام التكنولوجيا، خصوصا فى ظل ما واجهته الدول من حالات الإغلاق التام أو الجزئى وصعوبة وصول العملاء لمقرات البنوك، ولك أن تتخيل مثلا عملاء يتحملون عناء الوقوف لأوقات طويلة على شباك التعامل التقليدى داخل البنك، ليصلوا إلى موظف الشباك ويطلبون إجراء تحويل بين حساباتهم فيخبرهم إن التطبيق المصرفى على الموبايل بنك متاح به تلك الخدمة، فيطلبون من الموظف إجراءها من خلال الهاتف الخاص بالعميل خوفا من أن يخطئ، لأنهم غير مقتنعين، فتجارب الآخرين مع أخطاء استخدام التكنولوجيا المصرفية، قد تدفعهم لعدم تكرار التجربة مرة أخرى بل وتحولهم إلى آلات إعلامية سلبية، تحذر من استخدام التكنولوجيا فى التعاملات المالية، لكن تغير الوضع مع ظهور وباء كوفيد 19، حيث واجه مقدمو الخدمات المالية تحديات كبيرة، تمثلت فى كيفية مواصلة عملياتها من خلال عمل موظفيها من منازلهم، وإقناع العملاء بالحصول على الخدمات المالية من خلال استخدم التكنولوجيا المصرفية، وكان لتوافر عامل الثقة و الأمان فى خدمات البطاقة الائتمانية دور فاعل فى التمييز بين مستخدمى البطاقات الائتمانية، وهو اعتبار البطاقة الائتمانية بديلا آمنا لحمل النقود، يليه الإحساس بالأمان لإمكانية الاستخدام فى أى وقت، والاستجابة للشكوى والعمل على حلها بسرعة وكفاءة بما يقنع العملاء بجدوى استخدام التكنولوجيا المصرفية، إضافة لذلك فإن الاستجابة، تدفع العملاء للقيام بدور المسوق للخدمات التكنولوجية.

ويطالب د.رجب السوسى بالاهتمام التشريعى بتكنولوجيا المعلومات، من خلال توفير بيئة قانونية وتنظمية للتعامل بالبطاقات الإلكترونية، بصفة عامة، مما يؤدى إلى زيادة درجة الإحساس بالأمان والثقة تجاه الخدمات البنكية المستحدثة، مع رفع الوعى لدى المجتمع بأهمية الخدمات البنكية الإلكترونية، وذلك بإدخال المفاهيم الخاصة بالخدمات البنكية الإلكترونية ضمن المناهج التعليمية وفقا وما يناسب كل مرحلة.

ومن جانبه يوضح د. وليد رشاد زكى: أستاذ علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، الفرق بين الاستخدام الحذر المتحفظ للتكنولوجيا، وبين الاستخدام المفرط، وبين هذا وذاك هناك الاستخدام العقلانى الرشيد، مشيرا إلى أنه بالفعل هناك العديد من الأفراد يخشون التعامل مع بطاقات الائتمان والشراء عبر الإنترنت، ومعظم أفراد هذه الفئة من كبار السن أكثر من الشباب، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية الحديث بشكل مبالغ فيه، إعلاميا واجتماعيا، عن السرقات والاعتداءات على بطاقات الائتمان، والشائعات المرتبطة حولها يجعل البعض يخشى من التعامل بها، على الرغم من أن الأنظمة الاقتصادية بها أعلى درجات التأمين، ولكنه الخوف من التكنولوجيا.

بينما تعتبر د. مروة شطا خبيرة الصحة النفسية والأسرية، أن التكنوفوبيا من أنواع الفوبيا المرضية، مؤكدة أن أسباب رهاب التكنولوجيا متعددة، أبرزها الشعور بعدم الأمان الذى يمنعه من التكيف مع التغير التكنولوجي، وهناك الوسواس التقنى بأن شخصا ما يراقب مستخدم التكنولوجيا، وقد يكون الخوف من مجهول، ومع الأسف تسبب انتشار كورونا فى زيادة حدة رهاب التكنولوجيا، مثل الخوف من الإصابة بالفيروس، من خلال ملامسة أجهزة الكمبيوتر والصراف الآلى.

وعن أهم أعراض رهاب التكنولوجيا، تذكر د. مروة شطا أنها الشعور بالخوف، والقلق، والتوتر، والأرق، والتعرق، وألم بالمعدة وأحياناً الغثيان، وصعوبة فى التنفس، وقلة التركيز وارتعاش الأطراف، موضحة أنه عادة تكون نسبة المرض أعلى عند الأشخاص فوق سن 40 عاما، بخاصة لمن لم يتعلم التكنولوجيا الحديثة فى عمر مبكر، بعكس الشباب، ولرهاب التكنولوجيا تأثير سلبى على الصحة النفسية، متمثلاً فى غياب التوافق النفسى، وعدم القدرة على مواجهة المشكلات وإيجاد حلول لها.

وتواصل د. مروة شطا قائلة: يتم للتغلب على هذا الخوف من خلال تدريب المريض على التعامل مع التقنيات المتطورة، وتشجيعه فى الحصول على دورات قصيرة لتأهيله، وإظهار قدرته على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة، وفى الحالات الشديدة يتم استخدام طرق العلاج النفسى مع الدوائى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: