نّبه باحثون إلى أن مرضى "كوفيد- 19"، والمتعافون منه قد يصابون بداء السكري، حتى إن لم يعانوا هذا الاضطراب الصحي قبل التقاط عدوى كورونا، وهو ما يثير مخاوف طبية إزاء تأثيرات طويلة الأمد للوباء، وتوقعت دراسة إيطالية زيادة كبيرة في أعداد مرضى السكري، وقالت إن ذلك "قد يرجع إلى تأثر البنكرياس بفيروس كورونا المستجد".
موضوعات مقترحة
وقد شهد بعض الأطباء ارتفاعاً في كل من النوعين الأول والثاني من مرض السكري لدى الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا، فإنهم يفكرون في احتمال أن الفيروس - من خلال تعطيل التمثيل الغذائي للسكر - يمكن أن يؤدي إلى شكل جديد تماماً من مرض السكري.
متلازمة الخلايا المناعية الكسولة
ويقول الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة لـ "بوابة الأهرام" بدراسة "مرض كوفيد-19" على مستوى المستقبلات تبين أن متلازمة الخلايا المناعية الكسولة وأن مرضى داء السكري لديهم قابلية متزايدة للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية بما فيها الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، إحدى الآليات المسئولة عن هذا الاستعداد هي متلازمة الخلايا المناعية الكسولة، والتي تمثل ضعف قدرة خلايا الدم البيضاء المناعية على القيام بعملية البلعمة ، وهى العملية التي تمكن الخلايا المناعية من التهام الميكروبات الغازية، وهذا يتجلى بوضوح في زيادة الميل للإصابة بعدوى "كوفيد-19 " في مرضى السكري، مضيفًا أن "كوفيد-19"، اعتلال الأوعية الدقيقة في مرضى السكري وهذا يؤدي اعتلال الأوعية الدقيقة في مرضى السكري إلى إعاقة امتثال الرئة للتأثير المترتب على تبادل الغازات، كما يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تدهور سريع في وظائف الرئة و المناعة، مع حدوث تغيرات في الجهاز التنفسي لدى مرضى السكري تؤثر على حجم الرئة وسعة الانتشار الرئوي.
ارتباط فيروس كورونا بالخلايا
وتابع:"لوحظ زيادة تقارب ارتباط فيروس كورونا بالخلايا في مرضى السكري، وسهولة دخول فيروس كورونا الخلايا، وقلة قدرة الخلايا على تصفية الفيروس، كما تعرض مرضى السكري المصابون بـ"كوفيد-"19 لخطر زيادة فرص حدوث الالتهاب المفرط ، و حدوث عاصفة السيتوكينات، و الفيروسات، و طفيليات، مؤكدًا أنه لا يمكن للفيروسات أن تتكاثر بمفردها بل تعتمد على خلايا المضيف لإنتاج الطاقة والتكاثر داخل خلايا المضيف الحي للبقاء على قيد الحياة، وعند الإصابة بالفيروس تضطر الخلية المضيفة إلى إنتاج آلاف النسخ المتطابقة من الفيروس الأصلي بمعدلات كثيرة، عندما يتم تنشيط الخلايا المناعية البلعمية، تبدأ في إفراز السيتوكينات وهى مواد كيمائية تنظم المناعة بتركيزات منخفضة، فهي آمنة للجسم وتساعد على حمايته من الفيروسات والبكتيريا، ولكن تنتج بمستويات عالية في الحالات الشديدة من عدوى فيروس "كوفيد-19"، وتتطور إلى ما يسمى عاصفة السيتوكينات، وهى استجابة مناعية مفرطة، تتميز بالحمى واختلال وظيفي متعدد للأعضاء، وتنتقل السيتوكينات الالتهابية بشكل مفرط إلى الدورة الدموية مما يسبب عواصف السيتوكين الجهازية، والتجلط المنتشر داخل الأوعية الدموية، واعتلال عضلة القلب، والخلل الوظيفي المتعدد الأعضاء، وفى نهاية المطاف فشل الأعضاء المتعدد والوفاة ، يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تفاقم نتيجة العاصفة الخلوية".
تأثير فيروس كورونا على مرض السكري
وعن تأثير فيروس كورونا على مرضى السكري، يوضح بدران أن عدوى "كوفيد-19 " تعمل على تفاقم إجهاد داء السكري عن طريق إطلاق مواد كيمائية ( جلوكورتيكويدات وكاتيكولامينات) في الدورة الدموية، وتؤدي هذه العوامل إلى تفاقم التحكم في نسبة السكر في الدم وتزيد من مضاعفات السكري، أيضا تم استهلاك أطنان من الكورتيزون فى علاج مرضى كورونا بالعالم ، والكورتيزون يزيد من فرص الإصابة بمرض السكر عند الذين لديهم استعداد له، لافتًا أن التوتر المستمر كان ملازماً لمرضى كورونا، وأخبار كورونا في وسائل الإعلام خلفت وراءها بعبعا من الرعب والهلع، نتيجة الخوف من الموت والمضاعفات، ويسبب التوتر تدمير خلايا إنتاج الإنسولين، وأن هذا التأثير يبدو مبكرا في الأعمار الصغيرة، خاصة عند وجود استعداد وراثي لمرض السكر.
الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة