هل تعتقد أن القلق والتوتر والخوف من امتحانات الثانوية العامة قد يؤدي إلى وفاة الطلاب ليتسلم الأهل شهادة وفاة أبنائهم بدلًا من شهادة مجموعهم؟
موضوعات مقترحة
من مستشفى منوف العام في محافظة المنوفية خرجت منار محمد عبد الباقي "طالبة في الثانوية العامة" جثة هامدة بعد أن سقط جسدها أمس مستويًا بالأرض ليكتشف الطلاب أن صديقتهم قد فارقت الحياة دون سابق إنذار.
وكشف الفحص الطبي أن الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية أثناء استعداد الطالبة لدخول امتحان الفيزياء في مدرسة نصر عبد الغفور الثانوية التابعة لإدارة منوف التعليمية .
ورغم تقرير الكشف الطبي انقسم المحيطون بالفقيدة حول سبب الوفاة إذ صدّق بعضهم على نتائج الطب الشرعي وذهب بعضهم إلى أن رهبة وقلق الامتحانات هي التي تسببت في الوفاة .
وهذه الانقسامات حول أسباب وفاة منار لم تمنع نزيف البكاء الذي سال في قرية كفر بلمشط مسقط رأسها بعد وصول جثمانها لتشييعه من الأهل والجيران والأصدقاء بدلًا من تهنئتها بنتيجة الثانوية العامة فبحسب حديث والدها: " كانت بنتي من المتفوقين".
680 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الثانوية العامة في مصر وإن كان القلق والخوف والضغوط النفسية الناتجة عن مواجهة الامتحانات قد تقود أصحابها إلى الوفاة فإن هناك خطرًا يهدد هذه الشريحة من المجتمع لذا تتساءل "بوابة الأهرام": هل يقتل القلق والتوتر طلاب الثانوية العامة؟
الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية يقول في حديثه لـ"بوابة الأهرام" عندما يتعرض طلاب الثانوية العامة لمجموعة من الضغوط النفسية منها الخوف والقلق والتوتر بسبب الامتحان وفكرة مواجهة المجهول والتفكير الزائد في محاولات توقع الأسئلة مع مواجهة ضغوط الأهل والمحيطين بالطلاب الذين علقوا عليهم آمالًا كبيرة ودائمًا ما يضعونهم تحت ضغط تحصيل الدرجات النهائية وإلا سيواجه الطالب نظرات الفشل وخيبة الأمل وإضاعة حلم العائلة .
انفجار الشرايين وذبحة صدرية
هذه الضغوط النفسية ينتج عنها أعراض جسدية خطيرة منها ارتفاع ضغط الدم المفاجئ الذي قد يؤدي إلى انفجار أحد شرايين المخ وبالتالي وفاة الطالب أو الإصابة بالذبحة الصدرية فيحدث الموت المفاجئ .
شلل وخرس مؤقت
ويتابع استشاري الصحة النفسية فيقول: "أيضًا من الأعراض إصابة الطالب بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة شعوره بالانهيار النفسي أو إصابته بالهستيريا التحولية نتيجة الصدمة النفسية من خوفه من الفشل وهذا الخوف يؤدي لبعض الأعراض الجسدية المؤقتة كالشلل والخرس المؤقت".
الفزع والموت
ليس ذلك فحسب وإنما تؤدي الضغوط النفسية التي يواجهها طلاب الثانوية العامة إلي الإصابة بهستيريا تخيلية فيعتقد الطالب أنه في حال عدم تحصيل الدرجات التي يرغبها الأهل سيلحق به عقاب شديد فيصاب حينها بالفزع المؤدي إلي الموت وإزهاق الروح.
67% يموتون مبكرًا بسبب الضغوط النفسية
في 2012 أظهرت دراسة أجريت للكشف عن العلاقة بين الضغوط النفسية والوفاة المبكرة أن القلق والاكتئاب حتى لو كان طفيفًا يؤدي إلى رفع مخاطر الموت المبكر ووجد الباحثون أن العيش بمستويات ولو قليلة من القلق ترفع نسبة الوفاة المبكرة بمعدل 16% وبحسب تأكيدات شبكة "بي بي سي" اكتشف علماء جامعة لندن وأدنبرة نفس الأثر للضغوط النفسية علي الموت المبكر بنسبة خطورة تقدر بـ 67% .
اضطرابات في القلب
الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب والصدر بجامعة عين شمس في حديثه لـ"بوابة الأهرام" الضغوط النفسية قد تتسبب في ارتفاع ضغط الدم وحدوث اضطرابات في القلب ومع تأخر إسعاف الحالة يمكن أن تحدث الوفاة وفي هذا العمر نطلق عليه الموت المفاجئ للشباب .
فقدان الوعي
ويؤكد أن ارتفاع ضغط الدم "نتيجة الضغوط النفسية" يؤدي إلي انفجار شرايين المخ كما أن انخفاض ضغط الدم "نتيجة الضغوط النفسية" يؤدي إلي فقدان الوعي قائلًا :" احتمال مستبعد أن يكون القلق بمفرده سبب في الوفاة ولكن قد يكون مفجرًا لأزمة صحية فمثلًا هناك أشخاص يعانون من عيوب خلقيه في الشرايين وهؤلاء مع تعرضهم للقلق أو التوتر أو ما شابه ذلك من ضغوط نفسية تحدث الوفاة".
امتحانات الثانوية العامة ليست مجرد أيام يجلس فيها الطالب أمام الكتاب لمذاكرة ومراجعة منهج ينتظر اختباراته ثم تنقضي تلك الأيام بسلام وإنما مجموعة من الضغوط النفسية صنعها الأهل حول أبنائهم فجعلتهم فترة امتحانات الثانوية مطوقون بالخوف والقلق والتوتر والرعب من عدم تحصيل الدرجات النهائية ومن ثم مواجهة العقاب وهذه الثقافة على الأهل تغييرها لأنهم يقتلون بها الأبناء دون أن يعلموا .