يبدو مصطلح القلق والاكتئاب مألوفًا للأذن، فلا يندهش أحدهم من سماع أن شخصًا ما يعاني من القلق أو الاكتئاب، لكن هل سبق لك أن سمعت أن شخصًا يعاني من متلازمة البط، بالطبع لا، رغم أن الدراسات أثبتت أن 87% من الأفراد يعانون من هذه المتلازمة، حيث تراهم من بعيد هادئين ومتزنين وسعداء، إلا أنهم في الحقيقة يعانون من صخب وضغط واضطراب لم يستطع أحد اكتشافه غيرهم.
ما هي متلازمة البط؟
يظهر البط بصورة هادئة ويتمتع بالرصانة بشكل دائم أمامنا، ولكن أكد الباحثون أن البط يعيش معركة حياتية تحت الماء، وهي معركة التجديف، فيجدف البط بشكل هيستيري، حيث إنه يداوم الدفع برجله في اضطراب شديد، محاولة منه للوصول إلى مكانه النهائي، وهذا ما يحدث للكثير الذين يبدون هادئين، لكنهم يواجهون صعوبة بالغة في مواكبة متطلبات الحياة، لهذا سميت بمتلازمة البط.
هي متلازمة تعاني منها نسبة كبيرة من الأفراد، تشمل عوامل الخطر لمتلازمة البط تعرض الشخص لضغوط البيئة المحيطة به، وسعيه الدائم لمواكبة المتطلبات الشخصية والعائلية، وبذل كل ما بوسعه لإنجاز مهامه، وشعوره أيضًا بالقلق، والأمراض النفسية الأخرى، بالإضافة إلى تعرض الفرد إلى ضغط هائل نتيجة محاولته الظهور أمام الآخرين أنه متزن وهادئ ولا يعاني من المشكلات أو الاضطرابات، لما يتعرض له من ضغط لمراقبة الآخرين له.
الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، يوضح أن هؤلاء الأشخاص يعانون من مشاكل كثيرة داخلهم ويخفونها طوال الوقت لكي لا يعرف أحد ما به، لذا يراه الناس دائما بخير وهادي وحياتهم طبيعية، إلا أنهم يعيشون داخل دوامة من القلق ويمكن حدوث تفكك أسري بسبب ما يشعرون به، لأنهم دائما ما يشعرون بالقلق من كل شيء.
ما هي أعراض متلازمة البط؟
وتشمل أعراض "متلازمة البط" ما يلي:
- اضطرابات شديدة بالنوم
- خلل في الساعة البيولوجية.
- صداع شديد متكرر، مع زغللة بالعين.
- تساقط شعر الرأس خاصةً عند السيدات، وخلل في انتظام الدورة الشهرية.
- الضغط الجنسي أحيانًا لدى الرجال
- الانشغال العقلي باستمرار
- يعانون من الانهيار العصبي.
حقيقة متلازمة البط؟
تتشابه متلازمة البط، بالأشخاص الذين يجتهدون بشكل مفرط في الظهور وكأنهم يمتلكون كل شيء معًا ويعيشون في راحة بال، وكأن مثل البط الذي يحاول أن يظهر هادئًا على سطح الماء ولكنه في الأسفل يجدِّف بشكل مفرط ومضطرب للبقاء فوق الماء، ولكن ما يوحي بالخطر هي أن هذه المتلازمة، يمكن أن تُظهر الاكتئاب أو القلق أو المراحل الأولية للعديد من الأمراض العقلية، وعادةً ما يكون ذلك كرد فعل للتوتر.
وينصح استشاري الصحة النفسية، بضرورة علاج هذه المتلازمة والتعامل معها بشكل سريع وجدي، من خلال زيارة أطباء نفسيين أو محاولة الحصول على قسط من الراحة والتمتع بحياة مثالية بعيد عن الأجواء المشحونة والمتوترة.
ويشار إلى هذه المتلازمة أيضًا باسم متلازمة بطة ستانفورد، لم يتم التعرف عليها رسميًا على أنها مرض عقلي ولكنها تشير إلى ظاهرة تم وصفها في المقام الأول لدى طلاب الجامعات، فالأشخاص الذين يجتهدون بشكل مفرط في الظهور وكأنهم يمتلكون كل شيء معًا، يظهرون مثل البط الذي يحاول أن يظهر هادئ على المستوى السطحي للماء ولكنه أسفل الماء يجدف بشكل مفرط ومضطرب للبقاء فوق الماء.
كما أن هذه المتلازمة هي إحدى الطرق التي يمكن أن يظهر بها الاكتئاب أو القلق أو المراحل الأولية للعديد من الأمراض العقلية، وعادةً ما يكون ذلك كرد فعل للتوتر، نظرًا للعواقب المدمرة المحتملة للاكتئاب أو القلق، يجب التعامل مع متلازمة البط على محمل الجد وعلاجها بسرعة.
علاج متلازمة البط
قد يشمل علاج متلازمة البط التخفيف من أي حالة طبية تسبب أو تفاقم الاكتئاب أو القلق أو الأمراض العقلية الأخرى المصاحبة، على سبيل المثال قد يتلقى الشخص الذي وجد أنه يعاني من تقلب كبير في مستويات السكر في الدم دواءً للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
قد تشمل جوانب العلاج الأخرى العلاج الداعم، مثل نمط الحياة والتغييرات السلوكية، والعلاج النفسي، وربما الأدوية للأعراض العاطفية المتوسطة إلى الشديدة، وفي حال إذا كانت الأعراض شديدة بما يكفي بحيث يكون العلاج بالأدوية مناسبًا، فمن المحتمل أن يتحسن الفرد بشكل أسرع وأكثر قوة ولفترة أطول عندما يتم الجمع بين الدواء والعلاج النفسي.
كما يمكن العلاج النفسي "العلاج بالكلام" وهو نوع من استشارات الصحة العقلية التي تنطوي على العمل مع معالج مدرب لاكتشاف طرق لحل المشكلات والتكيف مع الاكتئاب.