Close ad

«الشباب» تكشف سر خلطة البريمو الجديدة.. «الشبَو».. مخدر الشيطان القاتل

15-6-2021 | 15:58
;الشباب; تكشف سر خلطة البريمو الجديدة ;الشبَو; مخدر الشيطان القاتلصورة أريشيفية
محمد شعبان
الشباب نقلاً عن

كشفت مذبحة الفيوم التي وقعت الشهر الماضي والتي راح ضحيتها زوجة و6 أطفال أبرياء، قتلهم الأب دون رحمة، عن كارثة جديدة تدق ناقوس الخطر، حيث تبين من خلال التحقيقات أن القاتل كان يتعاطى مخدرا يحمل اسم "الشبو"، والذي يعد واحدا من أخطر أنواع المخدرات المصنعة وأكثرها تأثيرا على الجهاز العصبي حيث تدفع متعاطيها لارتكاب جرائم القتل والسرقة والاغتصاب بدم بارد للغاية وفي ظل غياب كامل للعقل.. فماذا وراء هذا المخدر؟ ولماذا يُقبل بعض الشباب على تعاطيه رغم خطورته؟ وهل أصبح "الشبو" هو خلطة البريمو الجديدة بعد نجاح الأمن في محاصرة الأستروكس؟ .. في السطور التالية نكشف لكم سر الخلطة كما نحذر من خطورة انتشار هذه المواد المخلقة التي تفتك بقوى الإنسان وتحوله لفريسة سهلة للشيطان.. البقية في التحقيق التالي: 

موضوعات مقترحة

قصة المنشط النازى

في البداية، لا يتوقف شياطين الإنس عن التفنن في ابتكار ألوان جديدة من المخدرات المصنعة التي يجري تركيبها في معامل الظلام وفي مصانع صغيرة تحت بير السلم من مواد كيميائية شديدة الخطورة على الجهاز العصبي للإنسان، ويأتى مخدر "الشبو" على رأس قائمة المواد المخدرة المحظورة عالميا، حيث تكشف بعض المواقع الأجنبية التي رجعنا إليها أن هذا المخدر محظور بشدة في أوروبا وآسيا، لكن المثير أن هذا المخدر المشهور بـ "الكريستال" و "الأيس" حيث يشبه الثلج يعود تاريخ تصنيعه لأول مرة إلى عام 1893 باليابان، وكان يتعاطاه الجنود الألمان بكثرة خلال الحرب العالمية الثانية حيث عرف آنذاك بالمنشط النازي، وكان الهدف من تعاطيه تعزيز قدرتهم على القتل والسلوك العدواني تجاه الآخرين. كما كان يتناوله أيضا بعض الرياضيين. لكن هذا المنشط لم يتوقف عن الانتشار، وخاصة في دول الخليج والفلبين وتايلاند، ثم انتقل إلى مصر من خلال بعض العمالة المهاجرة. ويبلغ سعر الجرام الواحد حوالي 1500 جنيه. 

وتكشف العديد من المحاضر والتقارير الأمنية عن وجود مصانع ومعامل صغيرة لتحضير مخدر "الشبو" في بعض المناطق، ومؤخرا نجحت شرطة مكافحة المخدرات في ضبط أحد مصانع إنتاج هذا المخدر بمنطقة الدقي، حيث كان يعمل به بعض خريجي إحدى كليات العلوم، وكشف تقرير الضبطية عن وجود 15.450 كيلو جراما من المخدر، بالإضافة إلى 16.370 كيلو جراما من مادة الكريستال السائل، و300 جرام من مخدر القنب، و500 جرام من أنواع مختلفة من المواد المخدرة والعقاقير، وقدرت قيمة المواد المخدرة المضبوطة بـ40 مليون جنيه. 

وفي مدينة نصر، ألقى رجال مباحث مكافحة المخدرات بالقاهرة القبض على عدد من المتهمين بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول، لقيامهم بإعداد معمل لتصنيع "الشبو" وبحوزتهم الخامات والأدوات التى تُستخدم في ممارسة هذا النشاط الإجرامي. 

سر الخلطة

وفقا لتقرير علمي أعده أحد المراكز المعنية بعلاج الإدمان، فإن "الشبو" هو مخدر يتم استخراجه من مادة "الميثامفيتامين" المنشطة للجهاز العصبي، ويتم تصنيعه معمليا في شكل بلورات أو حبيبات كريستالية زرقاء وبيضاء لامعة.

ويكشف التقرير عن طريقة تعاطي هذا المخدر إما عن طريق التدخين من خلال أنبوب بلوري أو الحقن أو الشم أو الابتلاع. وعند تناوله في البداية، يشعر المتعاطي بالطاقة والاندفاع، ولكن مع استمرار التعاطي لمدة أطول يؤدي إلى الوقوع في الإدمان والدخول في نفق مظلم، يصعب العودة منه مرة أخرى لبر الأمان، حيث يتعرض مدمنو "الشبَو" لحدوث آثار جانبية خطيرة قد تصل بصاحبها إلى الانتحار أو ارتكاب جرائم القتل، ويحدث ذلك نتيجة ما تسببه المادة الفعالة بالمخ من زيادة الحركة والنشاط والشعور الغامر بالقوة والثقة والاندفاع نحو القيام بأي سلوك مهما كانت درجة خطورته.

كما يدخل متعاطو الشبو في حالة كارثية من الاكتئاب نتيجة انخفاض هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة، ومع زيادة جرعات التعاطي يدخل المدمن في حالة هياج وعنف وعصبية غير مبررة تجاه أقل الأسباب، وذلك لأن المخدر يحفز المراكز المسؤولة عن الأنشطة العدوانية في المخ، كما أنه يتسبب في حدوث جروح وفقاقيع بالوجه والجسم وينقل الإنسان مبكرا لمرحلة الشيخوخة.

في هذا الإطار يقول د.أحمد عبدالله- أخصائي الطب النفسي والعلاج من الإدمان-: إن المخدرات المصنعة أو المخلقة والتي من بينها "الشبَو" هي حرب سافرة لتدمير أدمغة وعقول الناس بوضوح شديد، وحتى ندرك خطورة هذه المخدرات فإن العقل الذي خلقه الله يعمل  مثل الأوركسترا السيمفوني فهناك مايسترو يعطي التعليمات بشكل منضبط للمشاعر والسلوكيات والعواطف لكن عندما "ندلق" عليه مواد كيميائية غير منضبطة وتعمل ضد بعضها وتتفاعل مع الكيمياء الطبيعية للمخ فإننا هنا نتسبب في حدوث ارتباك وخلل عنيف في وظائف الدماغ، ويبدو الأمر كأننا نقف أمام فرقة موسيقية أخذنا منها آلات العزف وأعطيناها أسلحة وسهام بدائية

ومن هنا ستكون النتيجة حربا طاحنة داخل المخ، وبالتالي تخرج المشاعر والأحساسيس والسلوكيات عن السيطرة الكاملة ويخرج الإنسان أيضا عن سيطرة العقل المنطقي وتنشط مستويات تدميرية من التفكير خارج القشرة الدماغية، وتحت هذا التأثير المريب فإن المتعاطي للمخدرات المصنعة قد يلجأ للانتحار أو إلحاق الضرر بالآخرين وقد يلجأ لاقتراف جرائم القتل والسرقة والاغتصاب. وتكمن خطورة المخدرات المصنعة عموما في أننا لا نعرف بالضبط طبيعة المكونات التي تدخل في تركيبها معمليا خاصة أن الكثير من هذه المكونات لها آثار جانبية رهيبة. 

ويذكر عبدالله أن أرقام وإحصائيات الأمانة العامة للصحة النفسية حول معدلات الإدمان في مصر تكشف عن كارثة كبيرة لاسيما في السنوات الخمس الأخيرة، فقد كان المدى السني للإدمان يبدأ من سن 15 سنة لكن الآن هناك مدمنون في عمر 9 سنوات، كما تكشف الأرقام أيضا عن إقبال نسبة كبيرة من الفتيات على الإدمان، والكارثة الأخطر هنا تتمثل في الاتجاه للمخدرات المصنعة كالاستروكس والشبو لأن تأثيرها يفوق كافة أنواع المخدرات الطبيعية الأخرى والتي من بينها الحشيش والقنب والأفيون لدرجة أن هناك اتجاهات عالمية الآن تدعو لمواجهة المخدرات المخلقة بالمواد المخدرة الطبيعية ولكن بعد تنقيتها وتعديلها ونزع المواد الضارة منها وتبادلها في إطار صحي وطبي منظم. 

ويذكر عبدالله أن العلاج من إدمان "الشبو" وأي نوع آخر من المخدرات متاح في أي وقت، لكن المهم أن يكون هناك دافع قوي لدى المدمن، ويعتمد العلاج في الأساس على سحب المادة الفعالة للمخدر من الجسم، لكن الوقاية خير من العلاج، حيث إنه يجب أن نغير من اللايف استايل الخاص بحياتنا بممارسة الرياضة وشغل الوقت فيما يفيد والقضاء على البطالة وأن يشعر كل إنسان بذاته فضلا عن عدم الاستسلام للضغوط المعيشية والتي تدفع الكثيرين للمخدرات كبديل يمنحهم بعض النشوة أو الراحة أو الهروب المؤقت. 

دول المنشأ

عقوبات تصنيع وترويج هذه المواد المخدرة رادعة وتصل للسجن المؤبد والإعدام، لكن التحدي الأكبر هو منعها من المنبع، حيث يقول الدكتور عادل عامر- أستاذ القانون العام بجامعة طنطا، ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية-: إن المخدرات بوصفها مشكلة اجتماعية، وليدة خلل يصيب نظم المجتمع الاجتماعية والاقتصادية، فالتاجر والزارع والمهرب والصانع والموزع وجميعهم يشكلون أطراف هذه العملية الإجرامية يرغب كل منهم في تحقيق الثراء السريع، أما المدمن فهو يريد الهروب من الواقع الحقيقي إلى العالم الغيبي والانغماس في الاتجاهات والنزعات المتطرفة، وتتمثل خطورة المخدرات في أنها تعطل الإرادة الإنسانية، حيث يتحول الإنسان إلى عبد لعاداته الإدمانية، الأمر الذي يجعله يفقد عقله وإرادته، ويصبح مستعداً لأن يقدم أي شيء في سبيل الحصول على المخدر

وهذا ما يفسر الجرائم الأخيرة التي تبدو صادمة، هذا بالإضافة إلى ارتكاب السلوكيات الإجرامية أو المنحرفة، وطبعا بعض الأنواع الجديدة من المواد المخدرة تصل إلينا من الخارج عن طريق التهريب، وكل  الدراسات التي أجريت في دول الخليج حول ظاهرة تعاطي المخدرات المخلقة تؤكد على أن  ازدياد عدد العمالة الأجنبية في المنطقة كان له دوره الكبير في تسرب المخدرات إلى المنطقة بكمياتها الكبيرة من دول المنبع أو المنشأ، ومن ثم تسربت هذه المواد المصنعة إلى مصر.  

كلمات البحث