Close ad

الشائعات تلاحق اللقاحات.. أطباء: العزوف عن التلقيح خطأ قد يؤدي إلى الموت.. وما يتردد عن خطر الأمصال غير صحيح

1-6-2021 | 18:17
الشائعات تلاحق اللقاحات أطباء العزوف عن التلقيح خطأ قد يؤدي إلى الموت وما يتردد عن خطر الأمصال غير صحيحمركز تلقي لقاح كورونا داخل أرض المعارض - أرشيفية
رنا عصام رأفت

لماذا يتردد المصريون في الحصول على لقاح كورونا؟ سؤال بات يفرض نفسه بعد أن أكدت إحصاءات وزارة الصحة أن عدد الذين حصلوا على اللقاح بلغ مليوني مواطن فقط، ومن حصل على جرعتين لم يتجاوز 350 ألفا، وهى أرقام تعد هزيلة مقارنة بعدد السكان أو بدول أخرى مثل مص، ورغم أن الدولة من جانبها توفر اللقاح بل وتلاحق المواطنينين بالمناشدات والإعلانات الإرشادية لدفعهم على الذهاب للحصول على لقاحات كورونا، إلا أن هناك من يخشى الحصول على اللقاح، وهو شريحة كبيرة في المجتمع، ومن يبحث عن الأسباب التى تمنع مواطن من الحصول على لقاح مفترض أنه يحميه من وباء قاتل سيكتشف أنها في غالبيتها مبنية على شائعات ومعلومات مغلوطة عن اللقاح للدرجة أن البعض يقول إن اللقاح يسبب الموت أو يجلب الأمراض، فما حقيقة ذلك ولماذا هذا العزوف؟

موضوعات مقترحة

 تواصلت "بوابة الأهرام" مع عدد من الأطباء لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين بشأن آمن وفعالية لقاح كورونا، وتشجيعهم للتسجيل للحصول عليه، نظرًا لأهميته لحماية أنفسهم من خطر الإصابة، بالإضافة إلى حماية الأشخاص من حولهم وخاصة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

وأوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن معدلات انتشار فيروس كورونا تشير خسائر مادية وبشرية كثيرة، حيث يشهد العالم في الوقت الحالي 171.526.343 مصاب، بالإضافة إلى حوالي 3.566.499 حالة وفاة، بجانب تعطل الاقتصاد والتعليم والعملية الإنتاجية للعديد من الدول، مشيرًا إلى أن أمامنا بوابتين للخروج من هذه الأزمة والقضاء على فيروس كورونا والتخلص منه، البوابة الأولى هي تلقي اللقاحات المضادة للفيروس، أما الثانية فهي الألتزام التدبيرات الوقائية، والتي تتمثل في ارتداء الكمامات، وغسل اليدين، والابتعاد ومنع الاختلاط.

آثار هامشية

يرى الدكتور مجدي بدران أن الخوف من لقاح كورونا غير مبرر، لأن اللقاح آمن وفعال على صحة المواطنين، وأن الآثار الجانبية للقاحات هامشية ولا تستحق الذكر ومن المتوقع ظهورها، فأنها قابلة للأختفاء والشفاء بدون الطبيب، كما أن الحساسيات نادرة جدًا مع اللقاحات ولا يعتد بها.

أما عن أحتمالية تسبب لقاح استرازينيكا بالجلطات الدموية، يشير مجدي بدران إلى أنها تحدث لـ 5 حالات لكل مليون شخصًا، كما أن الحالات الخطيرة بفيروس كورونا تصاب بالجلطات بنسبة 30% إلى 70%، وبذلك تصبح الجلطات الدموية قابلة للحدوث أكثر مع الإصابة بالفيروس وليس التطعيم، لذا فمن الأولى التطعيم، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين إصيبوا بالجلطات بعد تلقي لقاح كورونا، كان بسبب إهمالهم لأمراض القلب والأوعية الدموية، وقلة شرب المياة والسوائل.

اللقاحات المتوفرة

أما عن اللقاحات المتوفر في مصر، هما لقاح سينوفارم الصيني ولقاح استرازينيكا، حيث لقاح سينوفارم يستخدم الطريقة التقليدية لأنتاج اللقاحات، ولذلك فهو أكثر شعبية وقبولًا في العالم، وتكون الفترة بين الجرعتين الأولى والثانية 21 يومًا، أما لقاح استرازينيكا يستخدم فيروس غير معدي يسبب نزلات البرد، وتم تعديله وتطويره بأكتساب مناعة ضد فيروس كورونا، وبالتالي يكسب الجسم المناعة ضد فيروس كورونا الأصلي عند العدوى، وتكون الفترة بين الجرعيتن ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أن مصر في سبيلها لأنتاج حوالي 40 مليون جرعة في السنة، لتصبح قاعدة كبيرة لإنتاج اللقاحات وتوزيعها على دول قارتي افريقيا وآسيا.

وأشار إلى أن من الضروري حصول المتعافيين على لقاح كورونا بعد مرور شهر إلى ثلاثة أشهر من المعافاة الكاملة من الإصابة بالفيروس، وذلك لأن المناعة المكتسبة من عدوى فيروس حقيقي غير دائمة وقصيرة الأمد، ولا تستمر ألا 6 أشهر فقط، كما أن هناك حالات مؤكدة كثيرًا في العالم أصيبوا بالفيروس مرتين وثلاثة مرات، كما أن المتعافين هم أكثر أستجابة مناعية من التطعيمات.

المبالغة والتهويل

وفي سياق متصل أكد الدكتور أحمد شاهين، أستاذ علم الفيروسات، أن مبالغة البعض حول الآثار الجانبية للقاحات، ووصفها بصورة أكثر مما من الواقع أدى إلى إثارة الخوف بين المواطنين وعزوفهم عن تلقي اللقاح، مضيفًا أن الآثار الجانبية يجب ألا تكون مصدرًا لقلق؛ بل هي مؤشر عظيم جدًا لتفاعل الجسم مع اللقاح والاستفادة منه وتكوين أجسام مضادة ومناعة ضد الفيروس.

واعتبر الدكتور أحمد شاهين أن لقاحات كورونا بمثابة طوق النجاة في ظل الجائحة التي يعاني بها دول العالم، نظرًا لأهيمته في منع انزلاق الإنسان إلى المضاعفات الصحية الناتجة، بحيث ألا تستدعى حالة المريض دخول المستشفيات والرعاية المركزة وأجهزة الأكسجين، مشيرًا إلى أن في حالة تلقي الفرد للقاح كورونا ثم إصابته بالفيروس، فإنه يمر عليه مثل دور الإنفلونزا البسيط وينجو منه بسلام، أما في حالة الإصابة دون التطعيم يكون الإنسان أكثر عرضة للتطورات المرضية الخطيرة الناتجة عن الإصابة مما يزيد من احتمالية الوفاة، فنسبة النجاة من مصابين كورونا التي تستدعى الرعاية المركزة تكون 8% فقط.

وأوضح أستاذ علم الفيروسات أن الآثار الجانبية تتمثل في ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم مع آلام العظام، وتورم في الذراع مكان تلقي الحقنة، وتستمر الأعراض لمدة يومين فقط ويتم السيطرة عليها بخافض للحرارة، مشيرًا إلى الجرعة الثانية للقاح تكون أشد لتحفيز الجهاز المناعي، ولكن في جميع الأحوال المضاعفات ليست خطيرة.

الألتزام بالإجراءات الاحترازية

وحذر الدكتور أحمد شاهين من تخفيف الإجراءات الاحترازية بعد تلقي لقاح كورونا، مؤكدًا أن اللقاحات لا تغني عن التدابير الوقائية أبداً، مشيرًا إلى ان اللقاح يعمل على منع مضاعفات الأصابة بنسبة كبيرة للغاية، ولكنه لا يمنع العدوى تمامًا، لذلك علينا الاستمرار في الإجراءات الاحترازية التي تتمثل في ارتداء الكمامات، وغسل اليدين باستمرار وتعقيمها، تقليل الاختلاط بالآخرين والحرص على التباعد.

وأشار إلى أن الفئات التي لا تحصل على اللقاح هم الأطفال دون الـ 18 عامًا، الحوامل، المرضعات، الأشخاص الذين حصلوا على كمية كبيرة من الكورتيزون أو مثبطات المناعة، والمصابين بفيروس كورونا حاليًا.

لقاحات آمنة وفعالة

وفي سياق متصل أوضح أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن مراكز اللقاحات في الوقت الحالي تشهد إقبالًا من المواطنين أكثر من الفترة الماضية، حيث كان هناك مخاوف كبيرة من المواطنين، مما كان يتطلب الإقناع والمناشدات لبث الطمأنينة بشأن تلقي اللقاح، ولكن مازال الأمر يتطلب إقبالًا أكثر بكثير من المواطنين، وذلك لأن لا يتم القضاء على الفيروس إلا من خلال اللقاحات.

ونفى الدكتور أمجد الحداد، كل ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي من وجود ضرر من اللقاحات التي وفرتها الدولة المصرية للمواطنين ضد فيروس كورونا، مؤكدًا أن اللقاحات مرت بالتجارب اللازمة لضمان مأمونيتها وفعاليتها على صحة المواطنين، مؤكدًا أن ظهور الأعراض بعد تلقي لقاح كورونا أمر طبيعي، وهو ما يدل على التفاعلات المناعية وليست الإصابة بالفيروس، وهو الأمر المتوقع خلال تلقي معظم اللقاحات، بالإضافة إلى أن اللقاحات تمنع مضاعفات الأصابة بنسبة كبيرة للغاية، ومن شأنها إضعاف الفيروس حتى يتم القضاء على المرض تمامًا.

تطعيم الشباب

وأكد استشاري الحساسية والمناعة، أن الأولوية للقاحات لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والمنظمة الطبية أيًا كان سنها، ويليهم في الأولوية فئة الشباب على الرغم من جهازهم المناعي الجيد، ولكنهم قد يكونوا ناقلي العدوى لذويهم من كبار السن، كما أن غالبية الشباب لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، وهو أمر في غاية الخطورة لأنه ينقل العدوى للعديد من الأشخاص دون أن يدري، مما يمثل الخطورة على صحتهم وصحة ذويهم، وبالتالي تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا أصبح ضرورة للشباب أيضًا.

معدل الإصابات

يذكر أن مصر سجلت أمس الأحد، 984 حالة إصابة جديدة بالوباء، 49 حالة وفاة، ليبلغ إجمالي عدد المصابين المسجلة 262 ألفًا و650 إصابة، تعافى من بينهم 192 ألفًا و112 حالة، بينما بلغ إجمالي عدد الوفيات 15 ألفًا و96 حالة وفاة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة