Close ad

الاستهتار يقود إلي الموجة الرابعة من كورونا.. خبراء يطالبون بتكثيف حملات التوعية بخطورة الوباء

28-4-2021 | 15:48
 الاستهتار يقود إلي الموجة الرابعة من كورونا خبراء يطالبون بتكثيف حملات التوعية بخطورة الوباء الاستهتار يقود إلي الموجة الرابعة من كورونا
إيمان البدري

رغم دخول فيروس كورونا للمرحلة الثالثة وهي المرحلة الأخطر، التي قد تقودنا لدخول المرحلة الرابعة إذا استمر استهتار المواطنين في حالة تجاهل وجود الفيروس، والتي تبدو واضحة في كل الأماكن حيث تفاجأ أن من يجلس بجوارك في المواصلات والمحلات، مصاب فعليا بفيروس والذي يسير بجوارك تسمع صفير السعال في صدره، وعندما تنظر له يقولك بكل استهتار اشتباه كورونا، ورغم ذلك لا يخبر أحدا وكأنه أصبح من الطبيعي أن يصاب ولا يعزل نفسه، بل ويفرض على المجتمع قانون التعايش مع مصابي كورونا بالإكراه في كل خطواتنا من الصباح حتى المساء، فقد غاب الوعي تماما بخطورة الفيروس.. وها نحن ندق أبواب الخطر إلى المرحلة الرابعة.

موضوعات مقترحة

وقالت مروة محمد، إن جارا لها مصابا بفيروس كورونا ولم يخبر أحدا، ويتعامل وكأنه لا توجد لدية إصابة، وعلموا بخبر إصابته مصادفة من أحد العاملين بالصيدلية، التي يشتري منها الدواء بنفسه، وأيضا قيامه بشراء كافة احتياجاته، وعندما تمت مواجهته قال لهم، إنه يتعايش مع كورونا، وكانت إجابته صادمة وتعكس حالة استهتار ملحوظ.

"صوت مرتفع من السعال لفت انتباهي".. هذا ما قاله شريف كرم وهو يجلس في إحدى المواصلات، حيث سمع أحد الركاب بجواره مصابا بسعال جاف جدا، ويتصرف بدون ارتداء كمامة، وعندما تحدث معه كان رده: "ما تاخدش في بالك شوية برد وها يروحوا لحالهم "!!

.."للأسف أصيبوا أثناء التجمعات الرمضانية عند الإفطار، وظهرت بينهم بعد عدة زيارات".. هذا ما قالته أماني صالح، خاصة وأن اغلب الحضور لم يلتزم بارتداء الكمامات ونطبيق كافة الإجراءات الوقائية.

وأشتكى عدد أصحاب المهن التي تتعامل بكثافة مع الجمهور من الاستهتار، الذي أصبح سائدا من المواطنين؛ ويجعلهم عرضة للخطر والإصابة بالفيروس.

المرحلة الرابعة من كورونا
ونبه الدكتور عبد الحميد هيكل، مدرس مساعد أمراض صدر بجامعة عين شمس، إلي أن الأعداد تزايدت نتيجة استهتار الناس في شهر رمضان، نظرا لاستجابتهم بكثرة للتجمعات أثناء الإفطار في شهر رمضان، لذلك أصبح واضحا الآن في توجه الحكومة التي بدأت التمهيد للغلق بشكل غير صريح حتى الآن، فضلا عن استهتار المواطنين خلال الفترة الحالية في وسائل المواصلات، التي نلاحظ فيها الأعداد الكبيرة والمتزاحمة ولا ترتدي الكمامات..

..ولذلك لابد من عرض تحذيرات ورسائل توعية عبر التليفزيون، وأن تهتم كل الجهات بفرض الرقابة أكثر من ذي قبل ومنع دخول كافه الجهات إلا بارتداء الكمامات. 

وأكد هيكل، أن الاستهتار سيصل بنا إلى زيادة أعداد المصابين أو الوفاة، وعبر عن أسفه أن ذلك سيحدث خلال الفترات القادمة، والتي يجب أن يلتزم فيها المواطنون أكثر من ذلك، معتبرا أنها أخطر فترة ستمر على الجميع نظرا لارتفاع أعداد الحالات المصابة، وهي حالات تتزايد بشكل مخيف، وتصل إلى المستشفيات مابين متوسطة إلى صعبة وخطرة للغاية، وتحتاج الدخول مباشرة إلى غرف الرعاية.

وكشف مدرس مساعد أمراض صدر بجامعة عين شمس، ان أماكن العزل في المستشفيات أصبحت محدودة جدا، وتوجد حالات في الاستقبال. 


وتوقع هيكل، أن الاستهتار مابين المواطنين الآن سيسرع من دخولنا إلى المرحلة الرابعة، التي ستضخم فيها الإصابات والتي لن تتاح لها أي أماكن للعلاج، وبالتالي سترتفع حالات الوفاة وإذا زادت حالات الالتهاب الرئوي التي إذا لم تحجز في المستشفى تموت، لأنها حالات لا يصلح حجزها في المنزل؛ وبالتالي سيحدث نقص في الدواء إذا سحبها مرضى العزل في المنازل، بالتالي سيحدث نقص في الأدوية الأساسية داخل الصيدليات وخاصة أدويه الكورتيزون والأدوية المناعية.

وحذر هيكل المواطنين، أن مستشفيات العزل بجامعة عين شمس الآن في حالة إغلاق تام،  ولا توجد أماكن لاستقبال مصابين جدد، إلا في حاله شفاء أحد الحالات، لذلك على الجميع الالتزام وعدم النزول إلى الشارع إلا في حاله الضرورة القصوى، مع مراعاة المسافات في نطاق العمل، والالتزام بكافه الإجراءات الاحتياطية، كما كان يحدث في الموجه الأولى، لكي نتمكن من السيطرة على الجائحة هذه الفترة لتقليل حجم الخسائر في الأرواح.

وقال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، نحن الآن دخلنا إلى الموجة العمياء لجائحة كورونا، التي لم تعد تفرق في الموجة الثالثة بين الأعمار المختلفة من الأطفال إلى الكبار، فأصبحت مدمرة نظرا لمرور الإصابة مباشرة الجهاز التنفسي، فأصبحت فعاله في التسبب في الموت سريعا، ونجد ذلك واضحا في موت بعض المشاهير في الفن والإعلام في المجتمع ماتوا سريعا.

 وأعرب استشاري الصحة النفسية عن دهشته من أن تزايد حجم المخاطر لم يمنع الناس من التعامل مع كورونا بسلبيه مفرطة وسلوكيات غير سليمة نجدها في الشوارع والأسواق وفي العزومات وصلاة التراويح والمتنزهات، موضحا أن ذلك يعد استهتارا غير مرغوب فيه على الإطلاق، وذلك يعود إلى أسباب نفسية أهمها أن المواطن المصري لديه قدرة غير عادية على التعايش السلمي مع الأزمات، والتكيف الاجتماعي مع الأوبئة والأمراض والضغوط مما جعل المواطن يتكيف مع الوضع السيئ.

وأشار هندي إلي ضرورة إصدار قانون حاسم لمن يستهتر بتطبيق الإجراءات وتفعيل الحظر، والاستعانة بالشخصيات المحببة إعلاميا لدى الجماهير في نشر الوعي،  وطالب بوجود عدة صفحات بعدة لغات على مواقع "سوشيال ميديا" لتوعية الناس والاستعلام عن كورونا، لكي يتعامل الجميع بجدية واحترام مع جائحة المرض في الموجة الثالثة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: