مفاجآت مدوية بأزمة "واحة الخير".. رئيس الشركة يكشف لـ"بوابة الأهرام" المسئول عن فساد البناء ويعد بتعويض السكان

"بوابة الأهرام" تواجه المهندس محمد عبدالمقصود بملف فساد "واحة الخير"

أنا مش مسئول عن مخالفات البناء في "واحة الخير" والمشرع أقيم قبل ما أتولى مسئولية الشركة
شركات المقاولات وراء العيوب البنائية والشركة تقاضيها أمام المحاكم
مستعدون لصرف تعويضات للسكان المتضررين بشرط صدور قرارات إزالة للعمارة
ننسق مع جهاز المدينة لحصر العمارات التي تتم إزالتها وتعويض سكانها 

في مفاجأة من العيار الثقيل، شهدت أزمة عمارات واحة الخير بأكتوبر التى فجرتها بوابة الأهرام تطورات مثيرة، حيث تبرأ رئيس الشركة المنفذة للمشروع، وهي شركة النصر للإسكان من العيوب البنائية التى ضربت الوحدات السكنية للحد الذي يهدد حياة السكان، وقال إن هناك شركات مقاولات ومكاتب استشارية نفذت المشروع وأن الشركة أقامت دعاوى ضد هذه الشركات لأنها تتحمل المسئولية.

وقال المهندس محمد عبدالمقصود، العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة الشركة، لـ"بوابة الأهرام"، إن المشروع تم إنشاؤه وتسليمه قبل أن يتولى مسئولية الشركة أى قبل أكثر من 10 سنوات، وأضاف قائلا: إن كانت هناك مسئولية فإنها تقع على الإدارة التي نفذت هذا المشروع وشركات المقاولات.

وأوضح أثناء مواجهته بملف المخالفات البنائية الجسيمة بالمشروع وخطورتها على السكان، أن القضية برمتها تحت البحث والتحقيق، وأن هناك تنسيقا كاملا مع جهاز مدينة أكتوبر عما إذا كانت هناك عمارات تتم إزالتها فإن الشركة مستعدة لدفع التعويضات اللازمة للسكان المتضررين، واستطرد قائلا: "ملتزمون بتعويض سكان أي عمارة بالمشروع يقرر جهاز المدينة إزالتها".

المأساة.. أن  سكان عمارات "واحة الخير" بالمنطقة العمرانية الجديدة في مدينة 6 أكتوبر ينتظرون الموت تحت الأنقاض، بعد أن تصدعت العمارة 16 بمجاورة 14 وجرت بها الشروخ ثم انتقلت إلى 6 عمائر غيرها بنفس المشروع السكني، الذي صب غضبه عليهم بعد استلام شققهم بعامين فقط وسداد قيمة تتراوح ما بين 400 إلى 900 ألف جنيه في كل شقة حسب مساحتها المقررة في العقد المبرم بينهم وبين شركة النصر للإسكان والتعمير المسئولة عن إنشاء وتطوير وبيع المشروع السكنى الذي أطلقت عليه "واحة الخير" ليتحول بعد عامين فقط من تسليمه إلى "واحة للموت" تلتقط السكان الذين لم تكتف بما حصلته حتى الآن فالتصدعات والشروخ جرت في 6 عمارات ولا زالت الشكاوى تنهال على "بوابة الأهرام"، التي "فجرت القضية" والاستغاثات تئن لها القلوب فأكثر من 60 أسرة فقدوا "تحويشة العمر"، التي ادخروها لدفعها في سكن كريم ينسون بين زواياه كبد الحياة وألم الغربة وليال عجاف باتوا فيها رابطين على بطونهم للفوز بهذى الحياة الكريمة مستقبلًا ووجدوا آمانهم قبل المغامرة بتحويشة العمر في الاستمثار مع القطاع العام فتوجهوا لإحدى الشركات الكبرى وهي النصر للإسكان والتعمير قدموا على الوحدات وأبرموا العقود وسددوا الثمن ليستيقظوا بعد عامين غضب المبنى الذي بدأ في التحرك يمينًا ويسارًا تميل حوافه تارة وتتشقق أسقفه تارة وتهبط أرضياته تارات كثيرة مشاهد مرعبة في النظر إليها وشديدة الرهبة في أن تعيشها وسؤال واحد يفرض ننفسه على هذا الواقع الجسيم".

ما الذي يحدث؟.. تجيب تقارير فنية مسئولة صادرة عن مراكز حكومية متخصصة في فحص ومعاينة وتحليل المباني بأن الشركة المسئولة استخدمت مواد بناء رديئة لا ترتقي للحد الأدنى من الجودة وأن صدأ صلب التسليح يلتهم الكتل من حوله وأن العمر الافتراضي للمبنى الذي لم يمر على تسلمه سوى عامين في نقصان لتتحول المنازل إلى قبور تنتظر سقوط المبنى لتلتقط سكانه دون تمييز بين شاب أو طفل وتحتويهم جثثًا تحت الأنقاض ليبدأ من هُنا البكاء على اللبن المسكوب!.

مواجهة المسئول الأول بالشركة 

المهندس محمد عبدالمقصود رئيس مجلس إدارة شركة النصر للإسكان والتعمير "المسئولة عن إنشاء وبيع هذه الوحدات السكنية" يقول في رده على  "بوابة الأهرام" عن هذه الكارثة :"أنا جيت الشركة لقيت العمارات دي مبنية وخلصانة ومتباعة"، متنصلًا من أرواح السكان التي تصارع الموت الآن وقد بلغت أعدادهم 60 أسرة.

قرارات إزالة 

وبإخباره أن العمارات الـ 6 بالمشروع السكني "واحة الخير" يعانون تصدعات خطيرة وشروخ مفزعة وهبوط مرعب للأرضيات فضلًا عن تشقق درج العمارة وانفصال أجزائه عن بعضها البعض وهو ما حدث أيضًا للشرفات التي كشفت "بوابة الأهرام" بالمستندات اعتراف الشركة بوجود عيوب في البناء، حيث قامت بالتواصل مع إحدى المكاتب الهندسية لعلاج هذه العيوب "ولدينا المستند" قال: "لا أعلم شيئًا عن هذه العيوب وسوف أتحرك في حال وجود قرارات إزالة من جهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر وحينها سألتزم بإخلاء العمارة الصادر بشأنها قرار إزالة وتنفيذ القرار وتعويض السكان".

مسئولية جهاز المدينة 

وبالإشارة إلى أن هناك عمارات لم يصدر بشأنها قرارات إزالة لكن التقارير الفنية الصادرة عن مراكز حكومية متخصصة تفيد بأن العمارات تعاني عيوبًا في البناء واستخدام مواد رديئة الجودة وأن وجود السكان يهدد أرواحهم قال: "لست أنا المتحكم في إدارة قرارات الإزالة وهذه مسئولية جهاز المدينة فإذا توفر لي قرار إزالة لعمارة سأخضع له وأقوم بتنفيذه وتعويض السكان على الفور".

وحول التأكيد على خطورة التقارير الفنية الخاصة بالعمارات الستة قال: "كلمة خطر دي أنا مقدرش أفسرها"، مشككًا في تقارير المركز القومي لبحوث الإسكان "التابع لوزارة الإسكان" والمنوط بتنظيم أعمال البناء من حيث التصميم والتنفيذ.

وبسؤاله: ماذا يحدث إذن في عمارات "واحة الخير" المشروع السكني التابع لشركتكم قال لا أعلم ولا أستطيع الجزم بأن هناك مشكلة في المشروع.

وبمواجهته بالتقرير الصادرة للعمارة 16 في مجاورة 14 في المشروع السكني "محل الشكاوى والمخالفات البنائية"، والذي يؤكد وجود عيوب في البناء التقط رئيس مجلس إدارة الشركة أنفاسه قليلًا ثم أقر بعيوب البناء قائلًا: "إحنا رافعين قضية على المقاول اللي نفذ العمارات".

وكان من الطبيعي أن تتساءل "بوابة الأهرام": " ليس المقاول وحده هو المسئول.. ماذا عن المهندس الذي تسلم المشروع السكني؟ ليأتي الرد سريعًا بأن الشركة تعاقدت مع مقاول لبناء المشروع السكني وكان معه استشاري لتنفيذ هذه العمارات كلاهما ارتكب الخطأ  للأسف والشركة قامت برفع قضايا ضدهم بل وحصلنا على تعويضات. 

6 عمارات تواجه الإزالة 

وبسؤاله لماذا لا يتم إخلاء العمارات الستة المتضررة لإزالتها وتعويض السكان أشار عبدالمقصود  إلى جهاز مدينة 6 أكتوبر وقال: "هو المنوط بإصدار قرارات الإزالة ونحن كشركة مستعدون للتحرك على إثر هذه القرارات وتعويض السكان في الحال"، مؤكدًا لـ"بوابة الأهرام" قائلًا: "العمارة اللي يجيلها قرار إزالة تتفضل تزورنا في مقر الشركة ومعاها العقود وهتاخد فلوسها اللي دفعتها فورا".

ولمن لا يعلم.. فإن هذا المشروع عبارة عن كمباوند للإسكان الفاخر وقد أقيم بالمنطقة العمرانية الأولى ويقع بالمجاورة 14 على مساحة 35 فدانا بإجمالي عدد 111 عمارة والمجاورة 17 على مساحة 32 فدانا بإجمالي عدد 89 عمارة العمارات جميعها ذات نماذج ومسطحات مختلفة من 140 إلى 250 مترا والعمارات تتكون من بدروم جراج وأرضي وأربعة أدوار متكررة والمشروع مزود بمساحات مخصصة خدمات تجارية وترفيهية وتعليمية ودينية وحدائق، وبعد تسلم المشروع فوجئ السكان بعيوب بدأت تظهر يوما بعد يوم إلى أن أصبحت تشكل في حجمها خطرا كبيرا على حياة مئات السكان.

يذكر أن "بوابة الأهرام" قد فجرت أزمة عمارات "واحة الخير" عبر سلسلة من التحقيقات التي كشفت بالمستندات وجود عيوب ومخالفات في البناء مما أصبح تهدد حياة السكان.