Close ad

الاستغفار.. الشيطان توعد بالإغواء والله تعالى وعد بالمغفرة خاصة فى رمضان

24-4-2021 | 14:00
الاستغفار الشيطان توعد بالإغواء والله تعالى وعد بالمغفرة خاصة فى رمضانالاستغفار
رجب أبو الدهب
الأهرام المسائي نقلاً عن

الاستغفار هو عبادة اللسان والاعتذار فى الحال والنجاة فى المآل كما فيه صلاح الأهل والمال والاستغفار أيضًا يطرد الشيطان ويرد للقلب أساريره ويعيد النور للوجوه العابسة ويخلص البال من الهم والفكر ومن المعلوم أن المعاصى تحول بين الإنسان وبين ربه، وبين الخير، ولم يهلك الأمم السابقة إلا المعاصى وعدم الاستغفار، وإبليس لم يخرج من الجنة إلا بالمعصية، وعندما أذنب آدم وعصى ربه تاب واستغفر فتاب الله عليه، قال تعالى «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» وقوله تعالى أيضًا: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا» [وقوله تعالى: «نَبِّئْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ» وينادى الله على عباده ويحثهم سبحانه على سؤاله المغفرة لذنوبهم كما فى الحديث القدسي: «يَا عِبَادِى، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِى أَغْفِرْ لَكُمْ» وحول فضل الاستغفار وأهميته للإنسان فى كل وقت وخاصة فى رمضان.

موضوعات مقترحة

فى البداية يقول الدكتور محمد شلبى كبير مفتشى الأوقاف إن الاستغفار فضيلة من الفضائل التى حث عليها الإسلام وهو يقرب العبد من ربه، ويكون سببًا فى نزول الغيث وزيادة الرزق وإنجاب الولد وكشف الكرب والهموم لقوله تعالى «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» وهذه الفضيلة حث عليها كل الأنبياء أقوامهم، فها هو سيدنا هود عليه السلام يقول لقومه مبينا لهم أن الاستغفار يزيد الإنسان قوة فى البدن وينزل الغيث ويزيد فى الأموال، لقوله تعالى على لسان هود «ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارًا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين» كما بين صالح عليه السلام أيضًا لقومه أن بالاستغفار والتوبة يكون العبد قريبًا من ربه وبالتالى يجيب الله دعوة العبد المستغفر قال تعالى «وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ مُجِيبٌ»

وقال إذا كنا مأمورين بالاستغفار على الدوام فإن الانسان فى رمضان الواجب عليه أن يستغفر كل لحظة، لأن هناك صفات طيبة حث عليها النبى صلى الله عليه وسلم «فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار» ولما كان النبى صلى الله عليه وسلم فى القوم وعد الله بأنه لايعذبهم لقوله تعالى «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»

والنبى صلى الله عليه وسلم حض أمته على الاستغفار والمداومة عليه وحذر من ترك الاستغفار، لقوله صلى الله عليه وسلم «والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» وكان بعض الصحابة إذا أذنب ذنبًا أتى النبى فذكر ذنبه فيأمره بالاستغفار، ثم يستغفر له الرسول فيغفر له الله لقوله تعالى «وَلَوْ أَنّهُمْ إِذ ظلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ الله وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوّابًا رّحِيمًا» وقد ورد أن رجلًا أتى إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله كنا نأتيك وأنت حى ونذكر لك ذنوبنا فتؤمرنا بالاستغفار وتستغفر لنا فيغفر الله لنا، والآن أنت انتقلت إلى رحمة الله، ولا أملك إلا هذين البيتين، وقال: يا خير من دُفِنَتْ بالقاع أعْظُمُهُ...... فطاب من طيبهن القاع والأكم، روحى فداء لقبر أنت ساكنه.... فيه العفاف وفيه الجود والكرم، ثم انصرف الرجل، وكان رجل جالس عند قبر النبى صلى الله عليه وسلم فأخذته سنة من النوم فجاءه رسول الله وقال يا هذا ألحق بالأعرابى، وقل له إن الله قد غفر له

وليعلم الجميع أن الله هو الذى يملك المغفرة ومن يستغفر يغفر الله له قال تعالى «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون» ولما أكل أدم عليه السلام وزوجه من الشجرة وعاتبهما ربهما: قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَن مِنَ الْخَاسِرِينَ» ويعلمنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار فقال «اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وأنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار.
ويضيف الشيخ رضا حشاد من علماء الأوقاف ما سمى رمضان بهذا الاسم لأنه يرمد الذنوب أى يحرقها وهذا من كثرة أفعال الخير من صلاة وزكاة وذكر تسبيح واستغفار، ولما سئل أحد الحكماء قال عليكم بالاستغفار، ومن المعروف أن الثوب لو كانت به قذارة لا نطيبه قبل غسله، فالغسل هو الاستغفار، والعبادات هى التطيب ومن هنا قال العلماء التخلية قبل التحلية، وإذا نظرنا إلى جميع العبادات التى شرعها الله تعالى لوجدنا أنها تشتمل على تطهير للنفس والروح والجسد، وقد جمع الله فى الصيام هذين الأمرين، وجعل جميع العبادات تدفع إلى الطهارتين الحسية والمعنوية، على سبيل المثال الصلاة فيها وضوء وهو طهارة حسية لإزالة الدرن والوسخ وطهارة معنوية لتأثيرها على الروح لما ورد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا»

وقال الزكاة شرعها الله تعالى للطهارة أيضًا قال تعالى «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِن صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» فالطهارة للصفات المشينة كالبخل والأنانية وكذلك أيضًا للأخذ طهارة له من الحقد والحسد والتزكية ترقية وبها ترفع الدرجات والصوم أيضًا لما ورد أن أَبِى هُرَيْرَةَ روى أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» فالصوم فيه ابتعاد عن الشهوة والطعام والشراب وبسببها ترتكب الجرائم، فلا يعقل أن يبتعد عن الطعام والشراب ثم يخرج ألفاظًا لا تتناسب مع الصيام، ولا يعقل أن يترك المباح ويرتكب الأشياء المحرمة كالغيبة والنميمة لقوله تعالى «لعلكم تتقون» وهذه الطهارة إذا لزمها العبد وأحبها فلو غفل ووقع فى المعصية وهو يعلم علم اليقين لا بد من أن يطهر نفسه ليزكوا بروحه وجسده وأن من اعتاد الطهارة وأحبها كان من أهلها حتى لو ابتعد عنها فترة وغلبته المعاصى.

اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة