مليون فدان قابلة للزيادة مع سريان المياه العذبة فى أراضيها.. و200 مليار جنيه التكلفة المبدئية
بدأ بحلم اسمه «مشروع مستقبل مصر» طالما راود الرئيس عبد الفتاح السيسى بزراعة 500 ألف فدان على امتداد محور روض الفرج والضبعة الجديدة، ومع الوقت ونجاح الفكرة كبر الحلم وتحول إلى مشروع «دلتا مصر الجديدة» لكى تزيد المساحة من نصف مليون فدان إلى مليون تصل لمليونين بعد سنوات من التطبيق، حال توافر المياه العذبة المعالجة من ترعة الحمام باتجاه بحيرة مريوط، والرياح الناصرى الذى يأخذ مياهه من النيل.
المشروع بمرحلتيه يستهدف توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين، وتصدير الفائض للخارج مما يساهم فى تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يتميز المشروع بموقع يجعله مقصدا زراعيًا للمستثمرين والمزارعين حيث يقع على محور الضبعة وبالقرب من مطارى سفنكس وبرج العرب وميناءى الدخيلة والإسكندرية، ما يحقق توجيهات الرئيس بتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتي، والمساعدة فى القضاء على البطالة وتوظيف المواطنين فى تخصصات مختلفة، حتى يستشعر المواطن حجم العمل المبذول وفق خطة الدولة فى التوسعات الاقتصادية التى من شأنها تحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة، والعمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات فى التعامل مع هذا النوع من اقتصاديات تعظيم العائد.
يقول الدكتور سيد خليفة المتحدث باسم الزراعيين، ان دلتا مصر الزراعية الجديدة، حتى الآن مقرر لها مليون فدان، وأساسها هو مشروع مستقبل مصر الزراعى الذى أطلقه الرئيس منذ عامين لزراعة 500 ألف فدان بالخضر والفاكهة والمحاصيل الإستراتيجية، وتم الانتهاء فيه من زراعة 250 ألف فدان كمرحلة اولى، بالاعتماد على خزان المياه الجوفية، كما تم الإعلان عن قرب الانتهاء من زراعة الـ 250 الف فدان فى المرحلة الثانية قبل نهاية عام 2021، مشيرا إلى ان مشروع مستقبل مصر الزراعى بطريق الضبعة هو الذى فتح شهية الدولة فى التوسع وانشاء دلتا مصر الزراعية الجديدة على مساحة مليون فدان على شمال وجنوب محور الضبعة الجديد، ويمتد حتى مطروح.
مشروعات عملاقة
وأوضح خليفة، أن دلتا مصر الجديدة مختلفة تماما عن ممر التنمية الزراعى الذى يمر بالتوازى مع النيل، أما الدلتا الجديدة فهى توازى طريق الضبعة حتى مطروح وكل قطع المشروع مقسمة الى قطع متساوية مساحتها 1000 فدان، لافتا إلى أن تكلفة المشروع تصل لـ 200 مليار جنيه منها 35 مليارا لتوصيل المياه المعالجة من ترعة الحمام باتجاه بحيرة مريوط وسوف يتم انشاء محطات معالجة عليها بالإضافة لترعة الرياح الناصرى التى سوف تصل لمشروع مستقبل مصر لتسرى الحياة فى أراضى الدلتا الجديدة كلها فتنتج الخير لمصر وتحقق حلم الرئيس فى الوصول الى الأمن الغذائى الكامل للمصريين، مع تصدير الفائض من المحاصيل الزراعية لتقليل فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتى من محاصيل القمح والذرة والشعير فول الصويا والبطاطس وبنجر السكر.
وأشار الدكتور سيد خليفة إلى أن المصريين حققوا انجازا غير مسبوق فى مشروع مستقبل مصر الزراعى، الذى أصبح الدلتا الزراعية الجديدة لمصر، وذلك بعد نجاح العقول والسواعد المصرية فى الانتهاء من استصلاح وزراعة 250 ألف فدان كاملة فى المرحلة الأولى للمشروع، ثم الإعلان عن قرب الانتهاء من المرحلة الثانية بالمساحة نفسها، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قرر تحويله لدلتا زراعية جديدة والقيام بمشروعات عملاقة لتوفير المياه العذبة والمعالجة لرى اكثر من مليون فدان بحيث يكون المشروع قابلا للزيادة حال توافر المياه اللازمة لذلك من محطات المعالجة التى سيتم إنشاؤها لتوصيل المياه من ترعة الحمام ومن الرياح الناصرى.
أما الدكتور أحمد فوزى خبير المياه بمعهد بحوث الصحراء، فأكد ان مشروع مستقبل مصر الزراعى هو نواة دلتا مصر الزراعية، وما حققه المزارع المصرى فى مرحلته الأولى من إنجازات قادر على تحقيقه فى باقى المراحل خاصة ان المشروع كان مهددا بعدم الاستدامة بسبب اعتماده على المياه الجوفية، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى قرر دعم المشروع وتوصيل المياه المعالجة لكل اراضيه والقادمة من ترعة الحمام باتجاه بحيرة مريوط بالإضافة لتوصيل مياه الرياح الناصرى الى اراضى الدلتا الجديدة، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من المشروع تشمل الانتهاء من 250 الف فدان اخرى بنهاية العام الحالى، وتتضمن مشروعات الخدمات اللوجستية والخدمية ضمن أعمال البنية التحتية وبلغت تكلفتها 6 مليارات جنيه.
مصادر المياه
وكشف خبير موارد المياه، ان مياه الرياح الناصرى سوف تصل الى اراضى الدلتا الجديدة لضمان استصلاح وزراعة المليون فدان، التى تمتد فى شمال وجنوب محور الضبعة الجديد وحتى مطروح بتكلفة 35 مليار جنيه، حيث سيتم ضخ 3 مليارات متر مكعب من المياه المعالجة لأراضى الدلتا الجديدة، لافتا إلى أنه فى حالة توافر مصادر المياه قد تصل المساحات التى سيتم استصلاحها لأكثر من 2 مليون فدان بعد اقامة العديد من المشروعات مثل محطات رفع مياه ترعة الحمام ومن خلال ترعة النصر القادمة من النيل.
وعود الرئيس
وأوضح الدكتور أحمد فوزى، ان الرئيس عبد الفتاح السيسى، قام بزيارة المشروع عدة مرات وتفقد مراحل العمل به، للوقوف على عدد من المشكلات التى يعانى منها المزارعون، منها توفير المياه المعالجة لرى الأراضى ووعد الرئيس بحلها عن طريق توصيل مياه ترعة الحمام بالإضافة لمياه الرياح الناصرى، الى جانب إعادة احتساب تكلفة الكهرباء وتخفيضها على المزارعين مع امكانية مساهماتهم لإنشاء محطات للطاقة الشمسية، لافتا إلى دعم التصنيع الغذائى بإنشاء المخازن المجهزة ومحطات الفرز والتعبئة والتغليف والتصدير، وهى المشروعات التى توفر 5 آلاف فرصة عمل دائمة و20 ألف فرصة غير دائمة للشباب خاصة فى مجال التسويق لأن المشروع قريب من الأسواق والمرافق وبه شبكة عملاقة للطرق بطول 500 كيلو وخطوط كهرباء بطول 200 كيلو متر.
الاكتفاء الذاتى
وقال الدكتور ياسر عبد الحكيم أستاذ الزراعات المحمية والصوب الزراعية، ان مشروع الدلتا الزراعية الجديدة قادر على تحقيق الأمن الغذائى الكامل من الخضر والفاكهة والمحاصيل الاستراتيجية التى يستهلكها المصريون، بجانب أن المشروع يمكنه تحقيق الاكتفاء الذاتى من محاصيل مثل القمح والذرة الصفراء والشعير وفول الصويا وغيرها، وهو الأمر الذى يقلل من فاتورة الاستيراد ويعمل على تعزيز الاقتصاد المصرى.
جاذب للاستثمار
وأوضح خبير الصوب الزراعية، أن مشروع دلتا مصر الزراعية، يعد نموذج جاذب للاستثمار خاصة فى مجالات إنتاج الخضر والفاكهة والموالح بنظام الزراعات المحمية والصوب الزراعية، التى يسهل الزراعة بها نظرا لقرب الموقع من الطرق الممهدة والأسواق الكبرى التى تسهل نقل مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات وتقاوى الى جانب قربها من موانئ التصدير البرية والجوية، لافتا إلى أن المرحلتين الأولى والثانية من المشروع على مساحة 500 الف فدان قادرة على إنتاج المحاصيل الاستراتيجية التى تحقق الاكتفاء الذاتى لمصر بالإضافة الى مشروعات الصوب الزراعية العملاقة فى مشروع الـ 100 ألف صوبة زراعية وهى القادرة على تغيير وجه الزراعة فى مصر.
مشروعات البنية التحتية
وأشار خبير الزراعات المحمية إلى أن مشروع الدلتا الجديدة، تصل فيه تكلفة استصلاح وزراعة 100 فدان الى 3 ملايين جنيه بحسب نفقات الأنفاق على البنية الأساسية للمشروع، لافتا إلى أن المستثمر يدفع جزءا من تكلفة إنشاء الطرق وتمهيدها، لافتا إلى أن المشروع به مشروعات عملاقة للبنية الأساسية، أبرزها محطتان لتوليد طاقة الكهرباء، و150 بئرا جوفية ومحطتان لتوليد الطاقة، وشبكة كهرباء قوية بطول 20 كلم، بجانب مخازن ومبان إدارية وسكنية واحدث مركز فى العالم لخدمة المستثمرين، خاصة بعد نجاح زراعة القمح وأشجار الزيتون والبرتقال والموالح وبنجر السكر والبطاطس وغيرها من الزراعات الاستراتيجية.
مناطق لوجستية
وكشف أحمد الصباحى رئيس إحدى الشركات العاملة بدلتا مصر الجديدة، عن أن الرئيس السيسى يساند مشروع الدلتا الزراعية الجديدة بقوة، ويصر على إزالة جميع العقبات التى تواجه المزارعين والمستثمرين، منها توفير المياه المعالجة للمشروع من مياه محطة الحمام بالإضافة لمياه الرياح الناصري، لافتا إلى أن الرئيس وعدهم بحل مشاكل تسعير الكهرباء، وإنشاء منطقة لوجستية ومحطات فرز وتعبئة وثلاجات للتصنيع الغذائى، لخلق مجتمع زراعى يعتمد على التنمية المستدامة خاصة بعد توصيل المياه العذبة من ترعة الرياح الناصرى قبل نهاية العام الحالى.