30 دقيقة فقط كانت كفيلة بفضح صناع الشائعات وكشف دعاة الفتنة والكارهين لهذا الوطن.. نصف ساعة فقط بين إذاعة خبر وسائل اعلام عربية ودولية قالت فيه إن السفينة الجانحة في قناة السويس عادت إلى مكانها مرة أخرى بعد تعويمها، وما إن تم بث هذا الخبر حتى انتشرت الشائعات كالهشيم في النار وتم نسج رويات وحكايات كاذبة
فيما تحركت لجان الجماعة الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي لتكتب بحبر الشماتة وحروف الشر عن فشل إدارة القناة في تحريك السفينة، وأن إعلانها فجر اليوم بنجاح المهمة كان كاذبًا..
لكن الصدمة انتابت هذه اللجان وصناع الشائعات بعد أن جاء رد هيئة قناة السويس مدويًا ببث مباشر على صفحتها لعملية تحريك السفينة بنجاح إلى البحيرات المرة.
هكذا عكست أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن" بقناة السويس، فشل الإعلام الدولي في نقل الحقيقة، وهو ما أكدته الأخبار الكاذبه التى تم ترويجها .
وكانت وسائل إعلام عربية ودولية قد أعلنت أنه ما إن لبثت السفينة الجانحة في قناة السويس تحريكها من موقعها حتى عدلت وضعها الذي سد قناة السويس الشريان الملاحي الأهم في العالم لمدة 6 أيام، حتى جاءت رياح عاتية أعادت سفينة الحاويات العملاقة إلى وضعها الطبيعي الذي يعرقل عبور أي شيء في المدخل الجنوبي للقناة.
هذه الواقعة عكست أزمة الإعلام الدولي في تناول أخبار مصر، وكيف أدى عدم تدقيق المعلومات في إثارة البلبلة لدى الرأى العام العالمي كون أن قناة السويس يتابعها العالم بأثرة، وتؤكد هذه الواقعة مجددًا أن وسائل الإعلام في حاجة عاجلة لمراجعة طريقتها في تناول الشأن المصري، من خلال التدقيق فيما يتم نشره، ولعل هذه الواقعة ليست الأولى بل هناك مئات الوقائع والأخبار المختلقة التى يتم ترويجها عن مصر دون مصداقية.
يؤكد الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك من يتربص لمصر للاستفادة من الأزمات التي تحل بها، وكانت آخر هذه المحاولات استغلال أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة بقناة السويس، وإغلاقها للقناة، لمصالحهم الدولية، ويحاولون نشر الأخبار الكاذبة لإثارة البلبلة في الدولة، فنشرهم لخبر عودة السفينة إلى وضعها بالعرض لتسد القناة، وهو لم يحدث.
ويشدد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة لـ "بوابة الأهرام"، أن هيئة قناة السويس ردت سريعًا، كان ضربة قوية لهم، فلم يتح لهم الفرصة لنشر الأكاذيب، ووعي المواطنين، جعلهم يبحثون في الصحف المصرية أولا قبل تصديق هذه الأخبار، والبث المباشر أثبت كذبهم أمام المواطنين بل أمام العالم أجمع.
ويوضح أن الإعلام المصري بذل جهدًا يقدر في هذه الأزمة، ولكن كان هناك تقصير سمح لمثل هذه المواقع أن تنشر أكاذيب على أمل أن الجميع سيصدقها، وأنها أول من تنشر الأخبار، وهذا ما جعل بعض المواقع أن تنقل منها الخبر ليتحول إلى خبر يتداوله الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويضيف "المرسي"، أنه كان من المفترض أن يكون الإعلام المصري أكثر سرعة في نشر الأخبار، فعلى سبيل المثال هناك قناة متخصصة في هذا الشأن تسمى القنال ومتواجدة بالقناة، فكان لابد أن تغطي الأحداث التي كانت يتابعها العالم بأكمله، وأن تغذي القنوات الأولى والفضائية، لكي يتم النقل منها، وأن يكون هناك بث مباشر منذ صباح اليوم، لكي يرى الجميع السفينة، وبذلك لم يكن لديهم الفرصة لنشر الأكاذيب.