Close ad

تضخم البروستاتا يهدد الرجال فوق الستين بالسرطان.. وأساتذة المسالك البولية يوضحون طرق الوقاية

8-2-2021 | 19:15
تضخم البروستاتا يهدد الرجال فوق الستين بالسرطان وأساتذة المسالك البولية يوضحون طرق الوقايةسرطان البروستاتا
داليا عطية

"شبح قاتل يهدد الرجال بعد سن الستين" .. هكذا وصف الأطباء سرطان البروستاتا في حديثهم لـ"بوابة الأهرام"، فبالرغم من أنه واحد من أورام كثيرة شائعة بين الرجال في مصر إلا أنهم يحذرون من الإصابة به وخطر مضاعفاته، لاسيما في ظل وجود توقعات بارتفاع نسبته خلال السنوات المقبلة.

موضوعات مقترحة

بحسب الأرقام، هناك قرابة 124 ألف مريض أورام وتمثل نسبة الإصابات بسرطان البروستاتا 4.3% من مجمل إصابات الأورام بين الرجال، خاصة من هم فوق سن الستين، وتشير توقعات محلية وعالمية إلي ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان بحلول عام 2050، ما يجعل التوعية بالمرض وأهمية الكشف المبكر عنه ضرورة تفرض نفسها لتجنب الإصابة بهذا الشبح القاتل.

"بوابة الأهرام" توضح ما هو سرطان البروستاتا وكيف يمكن الوقاية منه لاسيما في ظل انتشار جائحة "كورونا" التي تتطلب إجراءات احترازية صارمة من تباعد اجتماعي وتجنب الاختلاط، وهو ما يتطلب جهدًا لتطبيقه بين المرضى في العيادات وكذا المستشفيات.

بحسب حديث الدكتور محمد الغنيمي، أستاذ المسالك البولية وأمراض الذكورة بطب القاهرة، فإن هناك عدة عوامل تسهم في تحديد مدى خطورة الإصابة بالسرطان والحاجة إلى المكوث بالمستشفى أو المتابعة على فترات، أولها تحديد نوع الورم بالبروستاتا، وذلك من خلال أخذ عينة من منطقة الإصابة وإجراء تحليل الأنسجة، ثم رصد ما إذا كان الورم في مكان واحد أو انتشر لمناطق أخرى بالجسم، وهو ما يتم تحديده بالأشعة المقطعية والمسح الذري على الجسد وغيرها من الإجراءات التشخيصية.

أما الحالات المشتبه في إصابتها فيجب أن تقوم بالكشف الطبي وإجراء التحاليل اللازمة وسحب العينات لتحديد نوع الورم ودرجة الإصابة والبرنامج العلاجي المتبع.

وبالنسبة لمن هم في مراحل التشخيص الأولى يقول الدكتور محمد الغنيمي: "للأسف لا توجد أعراض محددة لتحديد ما إذا كان المريض مصابا بالسرطان أم لا" ما يجعل إجراء التحاليل والفحوصات الطبية خطوة ضرورية للتأكد من الإصابة أو عدمها.

اكتشاف الحالات
ويوضح أن أغلب مرضى سرطان البروستاتا تم اكتشافهم عن طريق الصدفة بعد شكوى متكررة من المريض من وجود صعوبة في التبول أو في حالة إجراء الفحص والتحاليل الخاصة بدلالات الأورام.

وبحسب الطبيب، فقد يكون التضخم حميدا، وهو ما يحدث لأغلب الرجال بعد سن الستين، أو بسبب نمو ورم سرطاني، وتلك الفئة تمثل نسبة ضئيلة جدا لا تستدعى من مجمل الحالات التي تعاني من تضخم البروستاتا مطمئنًا الرجال حيث الفئة المهددة بهذا المرض فيقول: "بشكل عام لا يوجد ما يستدعى الهلع من سرطان البروستاتا "

ويضيف أستاذ المسالك البولية، أنه إذا شعر المريض بأعراض لا يجب أن يتهاون في حق نفسه ويتجه للطبيب مباشرة للكشف الطبي وتحديد نوع الورم ودرجة الإصابة ومن ثم إقرار المسار العلاجي الأمثل له، كما أن الحالات التي تعاني من أنواع أكثر شراسة للورم فإنه مع إجراء التدخل الجراحي والعلاجات الإشعاعية والدوائية تزيد فرص استجابتهم للعلاج وشفائهم.

غدة البروستاتا
وبحسب الدكتور خالد عبدالعزيز مدير مركز الأورام بمؤسسة مرسال الخيرية، فإن نمو البروستاتا في الحجم مع تقدم الرجال في العمر يعد أمرًا طبيعيًا، ولكن قد يسبب هذا النمو في بعض الأحيان مشاكل صحية معينة مثل صعوبة التبول إلا أن صعوبة التبول لا تعد وحدها مقياسًا علي الإصابة بسرطان البروستاتا لأنها من المشكلات الشائعة بين الرجال خاصة الأكبر سنًا.

ويوضح أن نسبة قليلة جدا لا تتعدى 5% ممن يعانوا من تضخم حميد بالبروستاتا هم من يصابوا بسرطان البروستاتا، وبحسب الدراسات فإن الكشف المبكر والعلاج يحد بنسبة 80% من تطور الورم.

أما مرضى سرطان البروستاتا، يقول الدكتور خالد عبدالعزيز يتم علاجهم بأدوية لا تؤثر على الجهاز المناعي وقلما نلجأ للعلاج الكيميائي، كما أن هناك أدوية هرمونية متطورة يمكن أن يحصل عليها المريض وهو في المنزل دون الحاجة للتوجه للمستشفى ويمكن متابعة المريض خلال فترات متباعدة، مؤكدًا أن كل العوامل السابق ذكرها يمكن أن تسهم في علاج مرضى أورام البروستاتا وتحسين نوعية الحياة لهم.

ويشير الطبيب إلي ارتفاع معاناة مرضى الأورام في بريطانيا خلال الموجه الأولي لفيروس كورونا المستجد، حيث تراجع الخدمات الطبية وهو ما لم يحدث في مصر "الحمد لله" حيث التنظيم الجيد والمتابعة الدورية لمرضى الأورام، مما قلل أيضًا من احتمالية إصابتهم بالعدوى الفيروسية.


الوعي المجتمعي
وعن الوعي بأهمية الكشف المبكر يقول الدكتور محمد الحفني، استشاري الأورام بطب عين شمس وعضو جمعية علاج الأورام، أنه ارتفع خلال السنوات الأخيرة لافتًا إلي أن سرطان البروستاتا بطيء النمو والانتشار، وفى أغلب الأمر يعيش المصابون به حياة عادية أثناء تلقيهم الأدوية والمتابعة الطبية.

ويضيف أنه في السابق كان المرضى يأتون للكشف وهم في مراحل متأخرة من الإصابة أو في مرحلة انتشار الورم لمناطق مختلفة بالجسم وبفضل الوعي المجتمعي تغير هذا الأمر بشكل كبير.

وعن الحالات التي تحتاج إلي الفحص المبكر للسرطان قال الدكتور محمد الحفني، استشاري الأورام، إن هناك عوامل محددة لاختيار هذه الحالات فيجب أن يكون الشخص فوق سن الستين ولديه تاريخ مرضي في الأسرة وظهور بعض الأعراض الأولية مثل ضعف وصعوبة التبول، ناصحًا هذه الفئات بالحرص على إجراء تحليل دلالات الأورام مرة كل سنة، وذلك وفقا لتوصيات الجمعية الأوروبية للمسالك البولية.

علاج المرضى في ظل جائحة "كورونا"
وعن أماكن علاج مرضى سرطان البروستاتا ومرضى الأورام بشكل عام، يقول الدكتور حسام عبدالغفار، أمين عام المجالس الأعلى للمستشفيات الجامعية والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إن 51.3% من مرضى الأورام بما في ذلك سرطان البروستاتا يتم علاجهم بالمستشفيات الجامعية نظرا للخبرات العلمية والإمكانيات الكبيرة المتوفرة في أكثر من 15 مركزا متخصصا لعلاج السرطان أشهرهم المعهد القومي للأورام والذي يتولى علاج ومتابعة ما بين 25-30% من مجمل مرضى الأورام.

ومع انتشار وباء كورونا كان هناك حرص كبير على محاربة الوباء دون التأثير على جودة الخدمات الصحية المقدمة لعلاج المرضى الآخرين، وبمرور الوقت وزيادة المعلومات بسبل التعامل مع المرض تحسنت في الموجة الثانية السياسات الصحية الموجهة للتعامل مع الفيروس، كما حدث فصل واضح في المستشفيات سواء المتعاملة مع مرضى كورونا أو باقي المرضى.

وفيما يتعلق بمراكز الأورام، يقول الدكتور حسام عبدالغفار، لم يتم إدخالها ضمن مستشفيات العزل في المرحلة الثانية لفيروس كورونا المستجد وذلك مقارنة بالمرحلة الأولى، حيث كنا نخصص بعض الأقسام للعزل في تلك المراكز، لافتًا إلي أن المشكلة الراهنة في كافة المستشفيات هي التزاحم، حيث قد يؤدي للإصابة بالعدوى الفيروسية لمرضى الأورام وغيرهم من المترددين على المستشفيات، مؤكدًا التغلب علي تلك المشكلة بتنظيم توافد المرضى علي الخدمة العلاجية والمتابعة الطبية، خاصة وأن الحالات الطارئة لمريض الأورام قليلة ونادرة.

دور المستشفيات الجامعية
وعن آلية تطبيق ذلك، يقول أمين عام المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية: "لجأنا إلى تنظيم توافد المرضى من خلال الخط الساخن وتحديد المواعيد مسبقا وقمنا بمد أوقات عيادات الأورام حتى الساعة الخامسة مساءا لتقليل التزاحم، ويمكن القول إننا في الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد كانت المنظومة العلاجية أكثر كفاءة في التعامل مع الأمراض غير المعدية ومنها السرطان".

يوصي بأهمية أن تكون هناك خطة واضحة للدولة لدعم برامج الاكتشاف المبكر لأورام البروستاتا لتعزيز فرص الشفاء، ويجب أن تشمل تلك الخطة "زيادة الوعي بالأعراض ومضاعفة عدد مراكز التشخيص والعلاج وإجراء المسوح الطبية والتحليل الدوري للبيانات ومعدلات الإصابة بالأورام"، مؤكدًا أن كل تلك السياسات الإجرائية تسهم كثيرا في إنقاذ الأرواح وتحسين نوعية الحياة لمرضى سرطان البروستاتا، كما تحد من المضاعفات الصحية المحتملة في المستقبل.


دكتور حسام عبدالغفاردكتور حسام عبدالغفار

دكتور خالد عبدالعزيزدكتور خالد عبدالعزيز

دكتور محمد الحفنىدكتور محمد الحفنى
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: