Close ad

رحلت وتركت «الباقيات الصالحات».. عبلة الكحلاوى داعية كسرت هيمنة الرجال

26-1-2021 | 10:22
رحلت وتركت «الباقيات الصالحات عبلة الكحلاوى داعية كسرت هيمنة الرجالالراحلة الدكتورة عبلة الكحلاوي
هند مصطفى عبد الغني
الأهرام اليومي نقلاً عن

مؤلفاتها العلمية، وأعمالها الخيرية، وبرامجها الدينية، ستخلد اسمها لتظل حية فى النفوس، فهى كانت تشبه قطعة من السماء تعيش على الأرض، ومثالا للمسلمة التى تدعو بلسانها، وتحول ما تدعو له إلى فعل بيديها، وتمكنت من التواصل الناجح مع الجماهير، والتزمت بخطاب هادئ لتوصيل المعلومة، وهدوء ثابت فى أنشطتها لمساعدة المتقدمين فى السن والأيتام.

موضوعات مقترحة

غيب الموت أمس الأول الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوى، عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد نضال دعوى كسرت من خلاله «هيمنة الرجال» المعتادة على منابر الدعوة، وحققت نجاحا كبيرا فى تفسير آيات القرآن الكريم بشكل مبسط يصل إلى كل فئات الناس.

يقول عنها الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء: هى إحدى السيدات الفضليات فى هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف وعميد كلية البنات ببورسعيد سابقا وإحدى الداعيات الصالحات إلى الله عز وجل، نحسبها كذلك أنها كانت من الصالحات القانتات على هدى وبصيرة. خدمت طالباتها بجامعة الأزهر، فأدت رسالتها على أعظم ما يكون الأداء، وأسهمت فى الدعوة الإسلامية بتوجيه النصح للسيدات، ونسأل الله أن يكافئها جزاء ما قدمته .

من جانبها، نعت الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، الراحلة بقولها: «كانت نموذجا يحتذي وقدوة فى العلم والعمل والمعاملة الإنسانية والرقى الأخلاقي، فقد كانت أستاذة عندنا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة ولم نر منها إلا كل خير، نفعت بعلمها الأمة الإسلامية، فقدمت الكتب والمؤلفات العلمية لتكون لها صدقة جارية، علما ينتفع به وقدمته فى كل أشكاله وصوره العصرية من برامج دعوية وصوتيات، فكان لها من العلم النافع الشافع بإذن الله المقروء والصوتى المسموع والمرئى المشاهد. ولم تدخر وسعا فى ترجمة القول إلى الفعل فكان لها نشاط فى المساعدات المادية والخدمية الإنسانية لكبار السن واليتامى والأرامل وقدمت كثيرا من الخدمات والمساعدات لكثير من أطياف المجتمع».

والعالمة الجليلة التى كانت تعشق أن يناديها الجميع بلقب «ماما عبلة»، من مواليد 15 ديسمبر 1948 بحى الزمالك بالقاهرة، وهى نجلة الفنان محمد الكحلاوى المعروف بـ «مداح الرسول». التحقت بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر تنفيذاً لرغبة والدها، وتخصصت فى الشريعة الإسلامية، وحصلت على الماجستير عام 1974 فى الفقه المقارن، ثم الدكتوراة عام 1978 فى التخصص ذاته.

تدرجت الراحلة فى عدد من المناصب، منها أستاذة للفقه فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر، ورئاسة قسم الشريعة فى كلية التربية بمكة المكرمة، كما شغلت منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر.

وعملت بتقديم العديد من البرامج الدينية فى القنوات الفضائية، وكلفت بإلقاء دروس دينية فى الجامع الأزهر ولها درس أسبوعى فى بيت الحمد بمسجد المقطم أيضا.

والتزمت الدكتورة عبلة الكحلاوى فترة بإلقاء دروس يوميا بعد صلاة المغرب للسيدات فى الحرم المكى، وكانت تستقبل خلاله مسلمات من سائر أنحاء العالم، وبعد عودتها إلى القاهرة بدأت بإلقاء دروس يومية للسيدات فى مسجد والدها محمد الكحلاوى فى البساتين وركزت فى محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام بجانب شرح النصوص الدينية والإجابة عن التساؤلات الفقهية.

وأسست «الكحلاوى»، جمعية خيرية فى المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر، تحت مسمى «جمعية الباقيات الصالحات»، بالإضافة لدورها فى رعاية الأم والأسرة .

للدكتورة عبلة الكحلاوى العديد من المؤلفات منها «المرأة بين طهارة الباطن والظاهر… دراسة مقارنة»، صدر فى عام 1996، و«بنوك اللبن» و«الخلع دواء ما لا دواء له: دراسة فقهية مقارنة»، و«التحريم المتعلق بالدم»، و«مسافر بلا طريق»، و«قضايا المرأة فى الحج والعمرة»، و«البنوة والأبوة فى ضوء القرآن الكريم والسنة»، و«أحبوه كما أحبكم»، و«قلبى معاك».

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: