Close ad

في العيد 145 لصدور العدد الأول.. «الأهرام» تجربة رائدة في نشر أكبر شبكة مراسلين حول العالم لمتابعة الأحداث

5-8-2020 | 15:58
في العيد  لصدور العدد الأول «الأهرام تجربة رائدة في نشر أكبر شبكة مراسلين حول العالم لمتابعة الأحداثجريدة الأهرام

يحتفل الأهرام اليوم بالعيد 145 على صدور العدد الأول وهو اليوم الذى يوافق الخامس من أغسطس عام 1876 ومن أهم ما مميز التجربة الصحفية للأهرام، أنها كانت سباقة في إدراك ضرورة التطوير والانفتاح، ونقل الخبر «مباشرة» إلى يدي القارئ وإطلاعه على كل مستجد على الساحتين الإقليمية والدولية. أرست «الأهرام» من أجل ذلك مواطئ قدم في مواقع الحل والربط حول العالم وذلك منذ بداية البدايات. فكانت للأهرام تجربة رائدة في تأسيس ومد نطاق شبكة من المندوبين، أو المراسلين حول العالم.

موضوعات مقترحة

يصعب إيجاز أهم المحطات التى مرت بها تجربة «مراسلي الأهرام»، فعملية إيجازها وبيان الآثار التى قام بها كبار مراسلي الأهرام حول العالم في سنوات السلم والحرب، تستلزم أعداداً وليس عددًا تذكاريًا واحدًا. ولكن لأن الهدف الأساسى من احتفالية هذا العام، هو العودة إلى البدايات ودراسة مواطن قوتها، فتوجب الاطلاع على بعض النماذج لمراسلى الأهرام، والذين أسهموا في تقديم تغطية صحفية دقيقة وتوثيق تاريخى مميز، على أن تتيح لنا الفرص المقبلة المزيد من المجال في استعراض الأجيال المختلفة لمراسلي الأهرام وتطور تجربة شبكة مندوبيها حول العالم.

بشارة تقلا .. في بريطانيا وفرنسا

كان بشارة تقلا ـ مؤسس «الأهرام» ـ من أوائل من اضطلعوا بدور «المراسل» الناقل لتفاصيل الحدث النائى والثقافة البعيدة. فقد كانت له سلسلة من الرحلات حول العالم تم تقديمها في سلسلة من المشاهدات والتقارير على صفحات «الأهرام». وكانت هذه التغطية نتاج رحلتين، الأولى في صيف 1884، واستغرقت نحو شهرين، أقام خلالهما في بريطانيا وفرنسا. وكان عظيم اهتمامه منصبا على رصد تطور الأحوال السياسية بالبلدين وتأثير توجهات حكامها على مصر والمنطقة.

وفي رحلة ثانية، استمرت 6 أشهر عام 1887، انشغل تقلا برصد ونقل الأمور التى لم يكتب عنها كثيرا، فذكر كل ما يمكن ذكره عن النزاعات السياسية داخل البرلمان البريطانى وبين أروقة حكومة «10 دوانينج ستريت». ولكن روايات بشارة لم تكن كلها سياسة، فقد أورد الكثير عن أحوال الأسواق في دول أوروبا، كما سجل عادات تجار اليونان مع «الفصال»، وغياب الموظفين عن الدوائر الحكومية في أثينا.

وكانت وقفته في بلغاريا تستحق التوثيق، لكونها كانت قد نالت للتو الوصاية الروسية وفقا لمؤتمر برلين الذى أقيم عام 1878 إثر النزاع العسكرى بين روسيا وتركيا. ومن بلغاريا، سجل تقلا بالتفاصيل رحلته إلى قلب رومانيا في «قطار الشرق السريع». كما زار خلال الشهور الستة ألمانيا وروسيا، ونقل الكثير من أنباء وملامح الحياة الثقافية والعلمية في البلدين.

 

«من الأستانة» .. إبراهيم سليم النجار

ومن أوائل التجارب التى تستحق التوقف فيما يخص « شبكة مراسلي» الأهرام كانت تجربة إبراهيم سليم النجار، اللبناني المولود عام 1882، الذى أحب الصحافة وارتحل من أجلها بين أنحاء العالم شرقا وغربا. وبخلاف قيامه بإطلاق عدد من الصحف بين لبنان وباريس، فإنه عندما حل بمصر، عمل بصحافتها دون إضافة منه. وكان مراسلا لـ«الأهرام» طيلة أولى سنوات القرن العشرين، وتحديدا في «الأستانة»، ما جعله، ولمحورية العلاقات بين الدولة العثمانية ومصر حينذاك، أحد أهم المراسلين في تاريخ «الأهرام».

وكانت مراسلاته شبه اليومية والتى تنشر في هيئة « خطاب» موجه إلى «حضرة الفاضل الكريم صاحب الأهرام» تعكس مختلف جوانب ترابط العلاقات السياسية والاقتصادية ما بين القاهرة والاستانة. فمن ضمن ما نشر بتاريخ 19 نوفمبر 1912، والتى أورد فيها تطورات النزاع الدولى وقتها، كتب تحت عنوان: «ما كان وما يكون»: «بين الواقعة العظمى التى نشبت.. وفي نبأ من بطرسبرج أن البلغاريين يكملون اليوم الإثنين (أمس) استعدادهم ويشرعون بعد ذلك في مهاجمة الحصون العثمانية على أبواب العاصمة، والظاهر أنهم أكملوها لأنهم بدأوا منذ أمس الأول بالتعرض لبعض قواتنا على الجناحين الأيمن والأيسر».

وكان للنجار كتابات متنوعة لا يقتصر لونها على السياسة، فكتب في بدايات يناير 1915، تحت عنوان «ما يجب على أدباء مصر عمله»، والذى دعا فيه، ومن خلال عدة مقالات، إلى إنشاء تجمع منظم لأدباء وكتاب مصر، يكون نموذجا يقتدى به أقرانهم في باقى بقاع الشرق. كما طالب بتطوير المنتج الثقافي المتاح، وتوفير ما نقص من نصوص في العلوم والتاريخ والجغرافيا وغيرها من أصناف المعرفة، على أن تكون باللغة العربية وتنهى سعى القارئ والمثقف المصرى والعربى وراء المطبوعات المماثلة باللغات الأجنبية.

ليفون كشيشيان من الأمم المتحدة

كما أن صحفيا أرمينى الأصول أبدع في تقديم صور حية من جميع أشكال الحياة بنيويورك خلال ستينيات القرن الماضى خلال سنوات ترؤس الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لتحرير «الأهرام». ويعتبر كشيشيان أحد كوكبة من الصحفيين الذين استفادوا من انفتاح متزايد حققه هيكل للأهرام في عهده. فقد شهد هذا العهد جولات منظمة وموجهة لصحفيى الأهرام للوقوف على جديد الأحداث وآثارها المختلفة.

وكان كشيشيان مراسلا لـ"الأهرام" لدى الأمم المتحدة ويرصد مختلف التطورات السياسية والثقافية في نيويورك. فكان يقدم ترجمة وتلخيصا وافيا وسريعا لأحدث الأوراق البحثية والدراسات التى تتناول أحوال مصر ومواطنيها فور صدورها في نيويورك، كما في موضوعه: «الأمل الجديد في مصر.. نيويورك تايمز تتحدث عن الفلاحين»، مشيرا إلى نشر صحيفة «نيويورك تايمز» مقالا مصورا لجاى والز مراسلها في القاهرة يتناول ما وصفه بأن «فلاحى مصر يحصلون على المزيد من الأراضى والحياة الجديدة». وذكر كشيشيان في نقله الدقيق أن الصحفي الأمريكى اختار صورة معبرة لفلاح مصرى كتب تحتها «المصرى الجديد لعبدالناصر».

التزم برصده لجلسات الأمم المتحدة وكان حاضرا بتغطية أزمة «الباخرة كليوباترا» المصرية التى تمت مهاجمتها ومحاصرتها في ميناء نيويورك في مايو 1960، وكان ذلك سببا في ردة فعل إزاء البواخر الأمريكية بعدد من الموانى المصرية والعربية، فقد كان كشيشيان المتمرس صاحب التصريحات الحصرية التى نقل فيها تأكيد الملاكم الأمريكى المسلم محمد على كلاى اعتزامه اعتزال الملاكمة والترشح لتولى منصب عمدة نيويورك وذلك عام 1964. وكان يعرف كشيشيان فوق ذلك كله بأنه مصور صحفي بارع.

نقلا عن صحيفة الأهرام


بشارة تقلابشارة تقلا
كلمات البحث