كشفت دراسة علمية أمريكية حديثة أشرف عليها باحثون أمريكيون أن متعاطى مخدر القنب أو الحشيش يحتاجون إلى أكثر من ثلاثة أضعاف التخدير عند الخضوع لجراحة. وقام فريق البحث في ولاية كولورادو ، حيث كانت الماريجوانا قانونية طبيًا وترفيهيًا منذ عام 2012 ، بفحص السجلات الطبية لـ250 مريضًا خضعوا لإجراءات بالمنظار بعد عام 2012. ووجدوا أن الذين يتعاطون الحشيش يحتاجون تخديرا يعادل 3 أضعاف ما يحتاجه غيرهم .
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" طرحت الدراسة علي خبراء في الطب وعلاج الإدمان وأيضًا جراحين وأساتذة تخدير لمعرفة لماذا يحتاج المريض المتعاطي إلي نسبة تخدير أعلي أثناء خضوعه للجراحة ؟ وما هي المضاعفات التي قد تحدث له داخل غرفة العمليات ؟ وهل يصارح المتعاطي طبيبه قبل العملية ؟
ما هو الحشيش ؟
هو نوع من أنواع المخدرات يؤثر على الجسم بطريقة سلبية من كافة النواحي هو منتشر بكثرة في بعض البلدان مثل الهند وأمريكا وغيرها ويستخرج من مادة مخدرة يطلق عليها اسم نبتة القنب الهندي وهي عبارة عن نباتات برية عشبية تستخدم في العادة لصناعة الحبال المتينة .
تأثيره أثناء الجراحة
كل إنسان لديه مخدر طبيعي في مخه يعمل علي تسكين الآلام وهو ما يسمي بـ"الأندروفين" .. المخدرات بشكل عام وفي مقدمتها الهيروين تلغي "الأندروفين" في مخ الإنسان وتحل محله أما الحشيش فلا يلغي "الأندروفين" ولكن يحتل جزءًا من الخلايا العصبية .
آلام مبرحة
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان يقول لـ"بوابة الأهرام" إن المريض العادي يخضع للتخدير قبل الجراحة لإغلاق جميع مصادر الألم لكن متعاطي الحشيش يحتاج إلي نسبة أكبر من التخدير لأن الحشيش يمنع إغلاق مصادر الألم .
ضعف الذاكرة
ويضيف أنه كلما زادت نسبة المخدر "الحشيش" الذي يتعاطاه المريض كلما زادت نسبة غيابه عن الوعي أثناء خضوعه للجراحة وهو ما يؤثر بالسلب بعد ذلك علي الذاكرة كما أن النسبة الزائدة التي يحتاجها المريض من التخدير لإغلاق مصادر الألم تسبب اختلال في درجة الوعي .
فقدان الوعي
ويتابع استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان أن الحشيش يتسبب في تأخير المستقبلات داخل المخ ما يجعل استيعاب المتعاطي للأمور متأخرًا عدة ثوانٍ وبالتالي تقع حوادث الطرق والتي قال عنها الدكتور عبد الرحمن حماد مدير وحدة الإدمان في مستشفي العباسية في 2016 إن 70% من حوادث الطرق في مصر ترجع إلي تعاطي السائقين للمخدرات وعلي رأسها الترامادول والحشيش .
تلف في خلايا المخ
أما الدكتور خالد سمير أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس فيقول لـ"بوابة الأهرام" إن للحشيش أنواع منه مالا يؤدي إلي الإدمان ويعتبر من المكيفات ومنه ما يعد إدمانًا ويسبب تلفا في خلايا المخ.
مضاعفات جسيمة
ويوضح أن غالبية متعاطي الحشيش لا يعرفون الفرق في النوع الذي يتناولونه إضافة إلي أن الحشيش الأصلي غير متوفر بسبب ارتفاع سعره وهو ما يجعلهم بنسبة كبيرة يتعاطون حشيشا مغشواش أو مخلوطا بمواد أخري وهنا تكمن الخطورة ويصبح هؤلاء الأشخاص عرضه للإصابة بمخاطر صحية في العموم ومضاعفات طبية أثناء خضوعهم للجراحة .
الوفاة أثناء الجراحة
ويتابع أستاذ جراحة القلب أن المتعاطي يضطر إلي الصيام قبل إجراء عملية جراحية له فيتوقف المخدر عن الجسم فتتعرض وظائف الجسم إلي اضطراب كبير إضافة إلي أن متعاطي المخدرات عن طريق الحقن يتعرض لمضاعفات خطيرة أثناء خضوعه لعملية جراحية مثل عدوي بكتريا في القلب وإمكانية انتشارها إلي المخ وأجزاء أخري من الجسم وتوقف القلب وبالتالي قد تحدث الوفاة أثناء الجراحة .
هل يصارح المريض المتعاطي طبيبه قبل دخول غرفة العمليات ؟
الدكتور عبد الله جابر أخصائي التخدير بجامعة الإسكندرية يقول لـ"بوابة الأهرام" أن المريض المتعاطي يخبره داخل غرفة العمليات بنوع المخدر الذي يتعاطاه وهو ما يسهل علي الطبيب معرفة نسبة التخدير التي يحتاجها هذا المريض لإجراء الجراحة ويضمن عدم تعرضه للألم .
ويضيف أخصائي التخدير أن مشكلات المريض المتعاطي للمخدرات تكون بنسبة أكبر في منطقة الصدر فأثناء خضوعه إلي عملية جراحية تتأثر وظائف التنفس لديه ما يعرضه للخطر أثناء وبعد الجراحة :" ممكن يحتاج لأجهزة تنفس صناعي إضافة إلي أن المخدرات تزيد من تصلب الشرايين فتجعل المريض المتعاطي أكثر عرضة إلي جلطات القلب".
جدير بالذكر أن جميع أنواع المخدرات تضر بالإنسان إذ لا تفقده صحته فحسب وإنما مستقبله أيضًا بل وتفقده حياته فتنعيه الأسرة التي فقدته بسبب المخدرات القاتلة وينعيه المجتمع الذي فقد عنصرًا بشريًا يتأثر بغيابه كل من الإنتاج والاقتصاد .