قصة عيد شم النسيم وسر أكل المصريين لـ"الفسيخ" و"البيض الملون" في هذا اليوم| صور

يرجع احتفال عيد شم النسيم إلى الفراعنة فهم أول من احتفل به من 2700ق م في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة إلى الآن وكان من أهم مظاهر الاحتفال به الخروج إلى الحدائق و الأماكن العامة وأخذ الأكلات الخاصة به مثل "الفسيخ، والملانه والبصل وتلوين البيض" كأحد مظاهر البهجة، "بوابة الأهرام" تحكي قصة عيد شم النسيم ولماذا نأكل الفسيخ ونلون البيض في هذا اليوم، الذي بدأت وزارة الصحة والسكان فى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التنفيذية للاستعداد لاحتفالات شم النسيم حيث تم التوجيه بانعقاد غرفة الأزمات والطوارئ المنعقدة على مدار الساعة بديوان عام الوزارة لتنفيذ خطة التأمين الطبى الشامل لأعياد شم النسيم على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك حتى انتهاء الاحتفالات.

 

أعياد الفراعنة
في البداية، قالت مهل محمد خبير أثري إن عيد شم النسيم من أعياد الفراعنة، ثم نقله عنهم بنو إسرائيل، ثم انتقل إلى الأقباط بعد ذلك، وصار في العصر الحاضر عيدا شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم، مستكمله أن أعياد الفراعنة كانت ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل.

"عيد شموش".
واستطردت الخبير الأثري أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم "عيد شموش" أي بعث الحياة، وحُرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة في العصر القبطي إلى اسم (شم) وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله، موضحة أنه يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.

وأكدت مهل محمد، أن الفراعنة يبدأون الاحتفال في ليلته الأولى أو ليلة الرؤيا بالاحتفالات الدينية، ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون، وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد، مشيرا إلي مظاهر الاحتفال به يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول والمتنـزهات؛ ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم، ويقضوا يومهم في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها.

أطعمة شم النسيم
وأضافت الخبير الأثري، أن هناك أطعمة لعيد شم النسيم أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، والطابع المميز له والتي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر، مستكمله أن أهم الأكلات هي "البيض،الفسيخ،البصل،الخس،الملانة" كما يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض "بيضة الشرق".

ولفتت مهل محمد أن الاحتفال يبدأ بأكل البيض كإحدى الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه فيحقق دعواتهم ويبدأ العيد بتبادل التحية "بدقة البيض".

واستكملت الخبير الأثري أن السمك المملح أو " الفسيخ" من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة، (الإله حعبى) عند الفراعنة الذي ورد عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة، مؤكدة أنه كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ وإنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد، أطلقوا عليه اسم "بور" وما زال يطلق عليه حتى الآن.

 

أهم النصائح قبل أكل "الفسيخ".
وفي سياق آخر قال الدكتور أحمد دياب استشاري علاج السمنة والنحافة والتغذية العلاجية، أنه لابد من أتباع عده نصائح خاص بعمليه الشراء وهي أن يتم الشراء من محلات معروفة وذات ثقة ومرخصة والبعد عن الأماكن المجهولة "الباعة الجائلين"، مستكملاً أن عمليه التمليح تتم في براميل بلاستيكية أو خشبية مدون عليها تاريخ التمليح وليس "صفيح" لأنها تتفاعل معها وتسبب أمراضا خطيرة ومن الممكن أن تسبب الوفاة.

واستطرد الدكتور أحمد دياب، أنه لابد أن تكون السمكة متماسكة وغير ممزق لحمها وتكون صلبة وتكون عينها لامعة ولا يوجد وغير منتفخة ولا يوجد بها رائحة كريهة، مضيفاً أن يتم فتح الخياشيم الخاصة بالسمكة ونتأكد أنه لا يوجد بها ديدان و لونها فاتح.

واستكمل استشاري علاج السمنة و النحافة والتغذية العلاجية، أن القواعد الخاصة بعملية التحضير هي أن أضع الفسيخ في ورق ألومنيوم ثم وضعه في الفرن لمدة عشر دقائق أو تقطيعه ووضعه في خل وزيت وليمون لمدة 3 ساعات قبل الأكل لأن الخل يقتل البكتريا و تجنب الخياشيم والأمعاء لأن السموم تتركز فيها.

وأضاف الدكتور أحمد دياب، أنه بعد الانتهاء من الأكل يجب شرب كوب من عصير الليمون مباشراً وبعد ذلك نقوم بغلي بذور الكرفس والبقدونس لطرد السموم والأملاح الزائدة في الجسم، مشدداً على ضرورة التوجه إلى أقرب معهد للسموم أو مستشفي جامعي إذا لوحظت هذه الأعراض وهي ازدواج الرؤية زغلله بالعين ضيق بالتنفس تنميل فى الفم صداع شديد.

يسبب الوفاة
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمود عمر المؤسس للمعهد القومي للسموم، إن الفسيخ من الأكلات التي تمثل خطورة بالغة على الصحة العامة لأن طريق تمليحه تساعد على تكون بكتريا خطيرة جداً على الصحة العامة، مضيفاً أن هذا الميكروب يتكون بنسبة 1% من الكمية أي لكل 10 أطانن يوجد طن يتسبب في الوفاء.

واستطرد المؤسس للمعد القومي للسموم، أن طريقة تمليحه هي أن يقوم بوضع كميات من الملح الكبيرة وأغلبهم يقوم باستعمال ملح "السياحات" وهذا النوع من الملح ضار جداً على صحة الإنسان و مليء بالسموم و بالمعادن الضارة، مستكملاً أن يتم وضعه بعد ذلك في صفائح محكمة تمنع دخول الأكسجين ومحكمة وليس بها أي ثقوب حتي لا يفسد.

وأضاف الدكتور محمود عمر، أن هذا الميكروب يتسبب في الوفاة في خلال 6 ساعات لأنه يتسبب في شلل بالجهاز التنفسي بسبب هذا الميكروب، مستكملا أن مرضي الضغط والسكر من الممكن أن يتسبب لهم في الوفاة أيضاً حتى لو كان هذا النوع صالح للاستخدام لأنه يتسبب في ارتفاع في ضغط الدم و يتسبب في موت بنزيف في المخ.

تخضع للإشراف والرقابة من وزارة الصحة.
وشدد مؤسس المعهد القومي للسموم، على ضرورة شراء هذا النوع من الأسماك المملحة من محلات معروفة وتخضع للإشراف الطبي، مضيفاً أنه لابد من التأكد من السمك قبل الشراء عن طريق النظر لها إذا كانت منتفخة أو لينة أكثر من الطبيعي بحيث أن تكون السمكة عضلاتها قوية و خياشيمها تكن باللون الأحمر.

وأكد الدكتور محمود عمر، أنه في حالة تناول الفسيخ وظهور أي أعراض غير معتادة مثل زغللة بالعين أو ظهور علامات في الفم وبعد ذلك يحدث تنميل أو ضيق في التنفس ضرورة سرعة الذهاب إلى أقرب معهد للسموم أو مستشفى ويقوم بعمل غسيل للمعدة وأخذ المضادات الحيوية والمصل الخاصة بها.