على الرغم من اهتمام الحكومة الكبير بوسائل الحد الزيادة السكانية، إلا أن هذا الاهتمام لا يوجد له إجراءات مؤثرة حتى الآن على أرض الواقع.
وأولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اهتماما كبيرا لمواجهة هذه القضية، واعتبرها من أهم المعوقات أمام التقدم الاقتصادي، وأكد خلال خطابات متعددة له، بضرورة خفض معدل الزيادة السكانية، وأن المواطنين لن يشعرون بأي تأثير إيجابي، إلا إذا كان معدل النمو السكاني مناسبا.
وبحسب آخر إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في فبراير، وصل عدد سكان مصر إلى أكثر من 96 مليونا و445 ألفا و531 نسمة.
مفهوم خاطئ لحديث الرسول
قالت د. أمنه نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية وعضو مجلس النواب، إن الزيادة السكانية تصبح ثروة إذا كان هناك ما يقابلها من الزيادة الإنتاجية.
وأضافت أن هناك فجوة كبيرة بين الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي، حيث إنه أي زيادة تحدث في الاقتصاد تبتلعها الزيادة السكانية، فيؤدي إلى عدم الشعور بالإصلاح الاقتصادي.
وأوضحت أن هناك مفهوما خاطئا لحديث الرسول صلى الله عيه وسلم "تناكحوا، تكاثروا، تناسلوا، فإني مباه بكم الأمم إلى يوم القيامة"، موضحة أن "هذا الحديث كان دعوة للشباب لكي يتزوجون وينجبون لكي يزيد عدد المسلمين في هذا الوقت، ولكن في هذا الزمن ليس بحاجة للزيادة".
وأشارت إلى أن الغريب في الأمر هو أن الأسر الفقيرة هي التي تكثر من إنجاب الأطفال ليكون لهم عزوة في الفقر، وبعد ذلك يقومه بتسريحهم لكي يكونوا مصدرا للدخل.
وأكدت أن تنظيم النسل مسائلة ضرورية، لافتة إلى أنه يجب تفعيل دور رجال الدين خاصة الأئمة في المساجد لشرح النصوص الدينية، وحثهم على أهمية تنظيم الأسرة.
الزيادة السكانية ثروة بشرية
قال د. رشاد عبده، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن الزيادة السكانية تعتبر ثروة بشرية في الكثير من الدول الأجنبية، وذلك بتحويل السكان من قوى سكانية مستهلكة إلى قوى منتجة.
وأضاف أن الصين بالرغم من أن عدد سكانها قد وصل لأكثر من ألف و300 مليون نسمة، إلا أنها لا تعتبرها مشكلة، وأصبحت دولة من أقوى اقتصاديات العالم؛ لأنها استثمرت البشر بطريقة صحيحة.
وأشار إلى أن ألمانيا تلجأ إلى فتح الهجرة بسبب "الشيخوخة السكانية" التي تعاني منها لقلة عدد المواليد، إلا أنها تعتبر من أكبر الدول اقتصاديا في أوروبا.
ولفت إلى أن مصر يمكن أن تستغل الزيادة السكانية بها، وتحولها باستخدام سياسات اقتصادية إلى قوى منتجة، وتشجع البشر على العمل وتطلق طاقات الإبداع، وتقضي على الفساد المتواجد بالمجتمع، واختيار قيادات سياسية قادرة على خلق فرص عمل وزيادة الاستثمار.
الأمية والفقر سبب الانفجار السكاني
أرجعت د. هالة يسري، أستاذة علم الاجتماع، السبب الرئيسي في الانفجار السكاني لانتشار الأمية والفقر بالمجتمع، وعدم التخطيط له جيدا من جانب الزوجين.
وقالت إن بعض الأهالي التي تنجب الكثير من الأطفال تستغلهم؛ حيث يعتبرون أن الطفل هو مصدر للدخل.
وأكدت أن الإعلام له دور كبير في توعيه المواطنين بمخاطر كثرة الإنجاب، وحثهم على تنظيم الأسرة والتعليم وخاصة الإعلام المسموع؛ لأنه يستطيع الوصول لكل الفئات بالمجتمع.
ودعت إلى أن تكون الزيادة السكانية قضية قومية تتضافر كل جهات الدولة الحكومية والخاصة لعلاج هذا الأمر، ويكون هناك متابعة للتأكد من صحة السياسات المتبعة، كما يجب توفير وسائل تنظيم الأسرة في جميع المناطق الفقيرة ومدعمة بنسبة 100%.
وطابت بضرورة تغيير الخطاب الديني، وتفعيل دور المؤسسات الدينية بشكل أكبر بحيث يكون لها دور في توعيه المواطنين؛ نظرا لأن البعض يفسر الدين بشكل خاطئ.
التيار المتطرف سبب زيادة الإنجاب
كما قال وكيل لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة بمجلس النواب، محمد أبو حامد، إنه يجب أن تكون زيادة معدل النمو السكاني مناسبة للزيادة في معدل التنمية حتى يشعر المواطنين بالإصلاح الاقتصادي.
وأشار إلى أن نسبة الأمية والفقر وعدم الوعي مرتفعة جدا في مصر، ما يؤدي إلى عدم الاستفادة من القوى السكانية بشكل صحيح، كما تفعل الدول المتقدمة.
وأضاف أنه يجب تحسين خصائص القوى السكانية وتوزيعها بشكل أفضل على كل أراضي مصر، لافتا إلى أن تعمير الأراضي هو جزء من علاج هذه المشكلة.
ونوه بضرورة أن توفر الدولة وسائل تنظيم النسل لتكون متاحة للجميع، كما يجب أن يكون هناك توعية بشكل مستمر من الإعلام، ووزارتي الثقافة، والصحة، لحث المواطنين على أهمية تنظيم الأسرة.
وأكد ضرورة إصلاح الخطاب الديني، وأن يتم تفسير النصوص الدينية بشكل صحيح خاصة في القرى؛ لأن سيطرة التيار المتطرف خلال الفترات الماضية على الزوايا والمساجد كان سببا كافيا لزيادة الإنجاب، كما يجب أن يكون هناك تشريعات تجرم عمل الأطفال وزواج القاصرات، لافتا إلى أن اهتمام القيادة السياسية بهذا الأمر يؤدي إلى زيادة التوعية وتفعيلها بشكل أفضل.