Close ad

أحمد..لا يسمع ,ولا يتكلم ويملك تقليد حركات وسكنات نواب الصعيد

26-11-2010 | 23:11
قنا- محمود الدسوقى
أحمد محمود.. لا يمتلك حاسة السمع ولا حاسة الكلام، ذو عينين زرقاوين تخرجان بريقا فى الليل والنهار. عمره 24 عاما كما قاله بلغة الإشارة التى تعلمها بالفطرة. يعشق الأطفال، ولا يهوى مجالسة الكبار الذين لهم حواس السمع والكلام.. لذا يجعل لهم كل يوم حلقة، حيث يلتف حوله أطفال القرية، قبل أن يذهب بأغنامه الخمسة إلى حظيرتهم فى بيت أبيه..
موضوعات مقترحة

إذا كره أحدا قام بتقليد حركاته، وأكثر من يكرههم فى الحياة هؤلاء الذين يغضبون من أغنامه وهى تروح لحقولهم أو بيوتهم فيتشاجرون معه من أجلها لكنه هو الوحيد الذى يتخذ من الأرض مسكنا يجعل أغنامه فى أى أرض يشاء، فالأرض كلها ملك له، وأيضا إذا رمى عيونه على أى أحد قام بتقليد حركاته للأطفال خاصة نواب أعضاء مجلس الشعب فى الصعيد الذين يتواجدون فى سرادقات العزاء، فيشاهدهم دون أن يعرف لماذا يتواجدون فى الجنازات فقط أو فى دواوين العائلات لإصلاح خصومات ثأرية، فينظر لهم بدهشة ويراقبهم وهم يتحدثون لغة غير مفهومة له ويخططون لأمر يبدوا له سخيفا وتافها فيشعر أنهم ضمن الكبار الذين لايرتاح لهم.
أحمد يشير إلى ويضرب بأصبعه على باطن يده فافهم منه أنه لم يذهب إلى مدارس، وأنه يبصم فقط على الأوراق أقوم له بتقليد حركات نائب مجلس شعب معروف فى دائرة المركز الذى يتواجد فيه، والذى تولى العضوية منذ 1975 حتى الدورة الماضية، فيطلب منى سيجارة يضعها النائب دوما على فمه فأعطيه فيقلده بحركاته المعروفة ( وضع العمامة على حافة الرأس وبحلقة عيونه كالنائب لتكون شبيهة بعين عوراء، ثم يضرب وجهه بيده فى لحظات الغضب ثم يزعق بلغته هاهاهاااا ويشير للأطفال بغضب كما يشيرالنائب لتابعيه ومعاونيه)، أما الأعضاء الآخرون فهو يقلدهم بحركاتهم المعروفة خاصة العضو الذى يرفع يديه ويتجه حوله وهو يمسك بأطراف جلبابه بين لحظة وأخرى ويهتز وهو يمسك العصى ويحرك رأسه شمالا ويمينا، يقوم أحمد بتقليده بالظبط، فيضحك الأطفال ضحكات عالية فأضحك معهم، أما العضو الذى إذا قابل أى شخص ويقوم بمعانقته وتقبيله يطلقون عليه الناس النائب المبواس، فهو يجعل طفل أمامه ويقومان بتقليد التمثيلية. .
أحمد يزيد على التقليد، فيلوى شفاهه كأنه غير معجب بهم، ثم يقلد حركة الكبر والغرور التى تنتاب أغنياء الصعيد ومتجبريها خاصة فى نقل حركات أرجله.
يطلب الأطفال منه أن يقوم بتقليد من يكرهونهم مثله، فيقلد الرجل السمين وحركات يديه وهو يستخدم ماكينة الزراع،ة ثم يجلس فى وسطهم صامتا ليشاهد بعيونه الزرقاء سعادتهم بما فعل، إلا أن الأطفال يطلبون منه أيضا تقليد الناس الذين يقفون فى طوابير العيش فيقلد رجل طماع ويملأ فمه بالهواء، ثم يشير لى أنا باخد 5 أرغفة فى اليوم بس زى عدد غناماتى تخيل.
الأطفال فى النهاية يقولون له قلد الأستاذ دا ويشاورون عليَّ، فينظر إليَّ للحظات، ثم يقوم بتقليد حركات يديَّ وكرمشة جبينى فى الدهشة اضحك له فيطلق هااا، ثم يجرى بسرعة، استفسر من الاطفال لماذا يجرى أحمد هو خايف من شىء ؟ يأتى الرد "لأنه يااستاذ معه ميعاد لإرجاع غناماته الخمسة للحظيرة خايف إن الناس اللى بيكرهم يضايقوا الغنامات بس هو كل يوم بيجلس معانا ويقلد ناس إحنا وهو مش بنحبوهم".
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة