طلاب جامعيون متراصون على أسطح أحد المباني أو الساحات، يتلقون محاضراتهم على يد أساتذتهم بعيًدا عن قاعات الدراسة المتهدمة، مشهد ليس في إحدى الدول التي تعرضت للقصف خلال الحروب، بل هو مشهد من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، التي يعيش طلابها مأساة حقيقية بعد أن تصدع مبنى قسم العمارة به؛ ليخضع للترميم منذ قرابة العامين، ويتلقى الطلاب دروسهم ومحاضراتهم على أسطح أحد المباني.
منذ إغلاق مبنى العمارة بكلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة الإسكندرية، والطلاب يتلقون محاضراتهم العملية والنظرية في أماكن بديلة، سواء بساحة الكلية أو على سطح المبنى الأخر، بسبب أن قاعات المحاضرات الأخرى يدرس بها طلاب أقسام أخرى.
تقول منى كريم -طالبة- تم إزالة المباني والغرف من المبنى لعمل "قمصان" للأعمدة منذ عامين، مضيفة "الطلبة مش لاقية مكان تشتغل فيه غير الكافتريات وحول منطقة الكلية، وطبعا ده ميزانية على عاتق الطالب"، متسائلة "هى كل حاجة بقت صعبة كده ليه؟؟.. ونعمل إيه نفتح صندوق تبرع للجامعة؟!".
وتابعت:"إيه الحل لا ترميم ولاتجديد ولا أي شيئ، أرجو المسئولين وضع هذا الموضوع فى أولويات اهتمامهم".
ويقول أحمد شحاتة، أحد طلاب الكلية، "اسم الكلية بيخلي الناس تتخيل الطلاب في فنون جميلة مبسوطين ومبيتعبوش، وبيتخيلوا الأتليهات العملاقة، والمساحات الكبيرة الي بيشتغلوا فيها، لكن الحقيقة الكلية مبانيها منهارة، لأنها قصور قديمة، ولأنها علي البحر، وبتحتاج ترميم كل سنة، وأحنا كطلبة مبنشوفوش الترميمات دي!".
وأضاف":طلاب عمارة ونحت مش بس معندهمش مبني، وحاولوا يتكيفوا وحولوا الكافيترية لإتيليه، وبيحضروا في كلية زراعة وسياسة واقتصاد، لأ كمان القصر اللي واخد معظم مساحة الكلية بتقع أجزاء منه، وكان الحل العملي إنهم يحطوا الشاش الأخضر دا علي سور البلكونة إلي وقع أجزاء منها، كان ممكن حد يتوفي في حادثة ذي دي عامل أو طالب أو دكتور".
من جانبه، أكد الدكتور محمد هلال، عميد كلية الفنون الجميلة، أنه اجتمع مع كل من الدكتور أحمد حسين عبد الجواد، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ومحمد عاطف مدير عام رعاية الشباب مع وفد من اتحاد الطلاب لتوضيح مشكلة ترميم مبانى الكلية.
وأضاف "هلال"، أنه تم الاتفاق مع شركة مقاولات جديدة وسيتم العمل خلال الأسبوع القادم، على أن يتم الانتهاء من الأعمال فى غضون ستة أشهر منذ بداية استكمال العمل (مظلوم – جداري).
وأوضح "هلال" أن بداية المشكلة أنه تم صدور قرار إخلاء إدارى للمبنى قبل تولى الإدارة الحالية المهمة، مشيرا إلى أنه منذ توليه الإدارة قام بالعمل على التنسيق مع جامعة الإسكندرية بالاتفاق مع الشركة المسئولة للبدء فى الترميم، ولكن تم التأخير في صرف الدفعة الأولى، وعندما تم صرفها حدث زيادة فى سعر المحروقات، فقامت الشركة بتبليغ الجهة المسئولة أنه سيتم زيادة ميزانية التعاقد.
وأشار إلى أنه تم التعاقد بالسعر الجديد، ومع بدء العمل تم اكتشاف حاجة الأعمدة لعمل قمصان (تدعيم)، وهذا لم يكن موجود ضمن بنود العقد، وبناء على ذلك تم إبرام عقد جديد، وعلى خلافه قام باستئناف العمل، وعند الانتهاء حدث ارتفاع في سعر الدولار، فقامت الشركة بإنهاء التعاقد ووقف العمل.
وتابع قائلا: "أخيرا تم تثبيت الاتفاق على العمل مع شركة جديدة في خلال الأسبوع القادم على أن يتم الانتهاء من الأعمال مع بداية العام الدراسي الجديد".
# #