تتنوع العادات والتقاليد المصاحبة لعيد الفطر المبارك في مراكز وقرى محافظة بنى سويف، فالسواد الأعظم من أهالى المحافظة ينتمون إلى قرى بعينها وكل قرية بها مجموعة من الدواوين، يحمل كل ديوان منها اسم إحدى العائلات وتستقبل تلك القرى صباح عيد الفطر المبارك داخل هذه المقرات أفراد كل عائلة خاصة من الذين أجبرهم كسب العيش على السفر هنا أو هناك، وغالبا ما يأتى كل عيد بأعضاء جديد من كتيبة تلك العائلة عبر المواليد الجدد أو الزواج وفي جو احتفالي يبارك الجميع بعضهم البعض بالعيد.
موضوعات مقترحة
ويتم التعرف بالأفراد الجديدة "المواليد" والمنتسبين ويتم توزيع فيه عقب الإفطار الجماعى البسكويت والكعك و"القرص" المحشوة بالعجوة، والتى يتم تناولها بالشاي السادة أو الشاي الممزوج بالحليب وترى خارج تلك الدواوين عشرات الأطفال يلهون ويلعبون ويتعانقون، ويبدأ بعدها رءوس كل عائلة فى المرور للسلام علي الجيران للمباركة بالعيد.
فى البداية، يقول هيثم عزام موظف بالتربية والتعليم من عائلة "العزامية" بقرية تزمنت الشرقية: يوجد بالقرية أكثر من 20 "مندرة" أو ديوان وكل ديوان يحمل إسم عائلة وغالبا ما تتجمع تلك العائلات على رأس كل عيد لنبارك بعضنا لبعض ونتناقش قى الأمور العائلية وأحوال البلد والقرية ونحاول أى نسلم الجيل الصغير الراية فى تلك المناسبات ونعرفهم أجدادهم وأعمامهم وأبناء عمومتهم حتى يكبر كل طفل وسط معرفه تامه بأقاربه فالهدف لا يقتصر فقط على فرحة العيد كما نقوم بمساعدة فقراء العيلة أو من يحتاج إلى أى شىء حتى تسرى الفرحة بين الجميع.
وأضاف حازم الخولي موظف من عائلة الخولى: للعيد فرحة عندما نتجمع مع أهالينا عقب انقضاء شهر رمضان المبارك فالعمل والرزق يأخذ الإنسان هنا وهناك بعيدا ونشبع أعيننا من بعضا البعض وأحيانا يمتد اللقاء بنا داخل الدواين إلى آخر اليوم بينما يذهب الأطفال عقب أخذ " العيدية" إلى زملائهم ليلهوا.
ومن أبرز عادات بني سويف محافظة، السيدات حتى الآن عادة عمل الكعك والبسكويت والخبز البيتي فى منازلهم والتنافس فى إبراز الأشكال الفنية لكعكهن والذى تتم تسويته بالأفران الخاصة داخل كل حي.
تقول هايدي أحمد ربة منزل عقب انتهائنا من تسوية الكعك تقوم كل سيدة بملء "طبق" من المخبوزات وإهدائها لجيراننا الأقباط أولا ثم بقية الجيران وتتنافس كل سيدة على مذاق مخبوزاتها لأنها تعلم أنها ستتعرض للنقض من سيدات المنطقة التى تسكن فيها إذا لم تحسن المذاق.
ويقول جابر سالم موظف، إن الرنجة والفسيخ ينافسان الكعك والبسكويت فى بنى سويف فتلك العادة لم تنقطع من سنوات، وهى وجبة أساسية على منضده كل سويفى ولا تحلو تناولها إلا في الحدائق والمتنزهات صباح عيد الفطر المبارك.
وتضيف سحر محمد طبيبة، أن للأطفال في بنى سويف عاداتهم الخاصة والتى تبدأ بتجهيز لبس العيد منذ أسبوع قبل انقضاء شهر رمضان ثم يقوم كل طفل فى صباح العيد بجمع "العيدية" من أقاربة ثم يبدأ فى شراء اللعبة التى يفضل اللهو بها مع زملائه ليذهبوا للبيوت في ظل منع الحدائق بسبب كورونا لقضاء بقية يومهم ولا يسأل أي طفل أمه في هذا اليوم عن أي وجبة طعام فالكشري هو الوجبة المفضلة لديهم في فترة الغذاء وفي الليل يكون الكريب والحواوشى.