Close ad

مدير عام الحفاظ على تراث العاصمة لـ "بوابة الأهرام": لهذه الأسباب اختارت شبكة "اليونسكو" قاهرة المعز

25-11-2017 | 08:05
مدير عام الحفاظ على تراث العاصمة لـ بوابة الأهرام لهذه الأسباب اختارت شبكة اليونسكو قاهرة المعز
القاهرة - أميرة الشرقاوى

انضمت منذ أسابيع محافظة القاهرة لشبكة "اليونسكو" للمدن الإبداعية، وهى الشبكة التي أنشأتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (UNESCO) في عام 2004، وكانت تضم 116 مدينة، مهمتها جمع المدن المتميزة ذات الإرث الإبداعي في مجالات محددة، أهمها: الفنون والحرف التقليدية، وصناعة الفيلم والسينما، والطهي.

موضوعات مقترحة

"قاهرة المعز"، حرصت بتاريخها وعراقتها، على الترشح لعضوية الشبكة الأممية، التي اشترطت شروط الترشح لها إعداد ملف كامل عن الحرف اليدوية والتقليدية التي تشتهر بها المحافظة، وتم إدراج هذه الصناعات اليديوية، في ملف اللجنة التي شكلها المحافظ لدراسة الترشح لشبكة اليونسكو، وضمت في عضويتها عددًا من الخبراء والأساتذة المتخصصين، وتنفيذيين بمحافظة القاهرة.

ولأهمية الحدث، وعمق تاريخ المهن الحرفية، حاورت "بوابة الأهرام" الدكتورة ريهام عرام، مدير عام إدارة وحدة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، التي كانت على رأس القائمة المشاركة في إعداد الملف، ويرجع ذلك لكونها أحد المهتمين بالحفاظ على كل ما هو تاريخى وتراثى بالعاصمة، فضلًا عن دورها البارز فى مشروع تطوير "القاهرة الخديوية"؛ لمعرفة تفاصيل وخبايا الحفاظ على تراث العاصمة التاريخية.

- هل القاهرة هى المدينة المصرية الأولى التي انضمت للشبكة؟

** أسوان هى أولى المدن المصرية التي انضمت لشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، بموجب الفلكولور النوبى، فالشبكة أنشئت عام 2004 من قبل اليونسكو، بهدف ربط المدن المتميزة ببعضها البعض، من خلال فنون ومجالات سبعة هى (الطهى - التصميم - الأدب - السينما - الحرف التقليدية - الحرف الفنية - الحرف الشعبية).

- ما هو المجال الذى تقدمت به القاهرة للانضمام للشبكة الأممية؟

** فضلنا التقدم في مجال الحرف اليدوية والتراثية، وإعداد الملف عن الحرف التى اشتهرت بها القاهرة، وهى كثيرة كـ (الخيامية - النحاسين - الفواخرية وغيرهم)، وجميعها مهمة، ولابد من الحفاظ عليها من الاندثار.

- هل بعض هذه الحرف مهدد بالاندثار في القاهرة؟

** نعم وأبرزها حرفة "الخيامية".

- كيف أعددتم ملف هذه الحرف؟

** رصدنا الواقع الحالى لهذه الحرف، وشاركنا فى فعاليات كثيرة من خلال أجهزة المحافظة، كالمعارض التى نظمتها المحافظة فى حديقة "الأسماك"، وبيت "السنارى" وسوق الفسطاط ومؤسسة آغاخان، كما تواصلنا مع شركاء المجتمع المدنى، وقدموا لنا دعمًا من خلال خطابات التزكية، بل أرسلنا الملف بكل ما فيه من بيانات منذ شهر يونيو الماضى؛ للتأكد الشبكة من صدق ما جاء فيها، حتى تم إعلان فوز القاهرة بانضمامها لشبكة اليونسكو للمدن الإبداعية فى العالم نوفمبر الجارى.

- ما فائدة انضمام العاصمة للشبكة الإبداعية؟

** كثيرة، فالفوز سيساهم فى التسويق لمنتجاتنا، ولفت أنظار العالم إليها، باعتبارها حرف يدوية وسياحية، تجلب السائحين لمصر وللقاهرة.

- فرض عليكم الانضمام للشبكة مهام جديدة، فما الدعم الذى تحتاجون إليه فى إدارة الحفاظ على التراث؟

** نحن بحاجة لدعم من الدولة، وتحديدًا من وزارة الصناعة وغرفة الحرف التقليدية باتحاد الغرف.

- بعيدًا عن ملف المدن الإبداعية وانضمام القاهرة إليها، ما آخر مستجدات مشروع تطوير"القاهرة الخديوية"؟، وهل تم تطوير عقارات جديدة؟

** مشروع تطوير "القاهرة الخديوية" يسير بانتظام، وطورنا 200 عقار من أصل 500 بمربع القاهرة الخديوية، وجميعها عقارات ذات طابع معمارى متميز، صممها مهندسون ومعماريون أجانب كالفرنسيين والبلجيكيين والإطاليين.

- هل رقم 200 عقار مرشح للزيادة في إطار مشروع التطوير؟

** نعم سنحرص على تطوير البقية.

- بمناسبة ذكر وزارة الأوقاف، إلى أي مدى وصل تطوير مربع "المانسترلى" بالدرب الأحمر؟، وماذا عن تطوير الأسواق التاريخية بالقاهرة كـ (العتبة والجوهرى وباب اللوق)؟

** سؤال جيد، الأسواق السالف ذكرها، هى أسواق تاريخية موجودة بالقاهرة منذ أزمنة، لكنها تتبع وزارة الأوقاف، ووضعها الحالى، هو أننا شكلنا لجنة من أساتذة الهندسة بجامعة القاهرة؛ لتطوير هذه الأسواق، حيث أنهم وعدوا بوضع حلول إنشائية للحفاظ على تراث هذه الأسواق، كما أن هذه الأسواق بحاجة لتقنين أوضاع الباعة المتواجدين فيها، فهناك منهم من يدفع إيجارًا فقط 3 جنيهات، وهو غير ملائم لوضعنا الحالى، بالإضافة إلى أنه جار إعداد دراسة اقتصادية لإعادة استغلال هذه الأسواق مرة أخرى بما يعود بالنفع على محافظة القاهرة والباعة والدولة، فهى أسواق تاريخية هامة.

وبالنسبة لتطوير مربع "المانسترلى"، فهو ضمن مشروع تطوير "سوق السلاح" بالدرب الأحمر، وموجود منذ أزمنة، ووقعت المحافظة برتوكول تعاون مع وزارة الأوقاف لتطويره وإعادة تأهيله واستغلاله كفندق، مع الحفاظ على قيمته كأثر وتراث.

-هل يقتصر مجال عمل إدارة الحفاظ على التراث على القاهرة الخديوية والتراثية فقط، أم يمتد الاهتمام لأحياء أخرى؟

** نحن نهتم بالتراث فى جميع الأحياء، والقاهرة بها ما يقرب من 3000 عقار متميز، وكل حى من أحيائها به تراثًا لا يقدر بثمن، ولكننا نعمل وفق أولويات، ووفق ميزانيات نتطلع لزيادتها، حتى يمكننا الحفاظ على كل ما هو أثرى.

-ما الفرق بين مصطلحات القاهرة التاريخية والتراثية والخديوية؟

** الخديوية تختص بمربع القاهرة الخديوية، الواقع فى نطاق أحياء (عابدين - الأزبكية - حى غرب)، والقاهرة التاريخية أو التراثية هى القاهرة الفاطمية، بما فيها من مساجد وغيرها، واللفظين قريبين من بعضهما، بمعنى لدينا حى كالمطرية فى القاهرة ليس بتاريخى، لكنه مصنف ضمن الأحياء التى بها تراث، ينبغى الحفاظ عليه والاهتمام بتطويره، كـ (شجرة مريم ومسلة سونسرت) وغيرهما.

-تداولت أنباء عبر "مواقع التواصل الاجتماعي" عن تطوير عقارات المشاهير فى مربع القاهرة الخديوية، نفاها البعض، وأكدها مسئولون، فأين الحقيقة؟

** لدينا عمارة "الإيموبيليا" بوسط المدينة، وهى من أشهر العمارات التى سكنها فنانون راحلوان منهم (ليلى مراد وأنور وجدى وعلي بدرخان)، وسندرس بالفعل تطويرها مع وضع لافتة عند التطوير تخلد ذكرى هؤلاء العمالقة وتاريخهم الفنى.

-ما العقبات التى تواجههكم كإدارة؟، وما الذى تحتاجونه لتحسين الأداء؟

** نحتاج لدعم مادى من الدولة، فالقاهرة بها 3000 عقار متميز، لن تسطيع محافظة القاهرة تطويرهم بمفردها، كما نحن بحاجة لتشريع يسمح لنا بالتطوير وإشراك أصحاب المصالح، فمثلاً واجهنا انتقادًا فى تطوير "القاهرة الخديوية"، بأن العقارات طورت من الخارج، وبقى الداخل مترهلًا، فنحن ليس لدينا قانون يجبر الساكنين على تطويرها من الداخل، فمعظمهم من أصحاب الإيجارات القديمة، ولكن عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، ألزم رؤساء الأحياء، بإنشاء اتحاد شاغلين للعقارات بموجب قانون البناء 119، تكون وظيفته تطوير العقارات من الداخل، وعلى أعضاء الاتحاد الاجتماع بشكل دورى لمناقشة كل ما يختص بالعقار (تطوير- تنكيس – ترميم إزالة).

كما أن ثقافة المواطنين بحاجة لتغيير، فالمحافظة تعانى من إقناع كثير منهم بأهمية التطوير والإزالة أحيانًا، حفاظًا على أرواحهم.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: