صور نادرة بديوان عائلة شهيد الشرطة بقنا الرائد أحمد عبدالفتاح

يضم الديوان العائلي لجد الشهيد الرائد أحمد عبدالفتاح جمعة محمد حمد الهواري الكائن بمسقط رأسه بقرية أبودياب غرب دشنا الكثير من الصور النادرة لمصر، كما تضم مكتبة جده الذي كان نائبًا بالبرلمان في عام 1931م الكثير من الكتب التي صارت نادرة في زماننا الحالي مثل الرحلة السلطانية وديوان الشاعرة أنيسة حصلب ورحلة محمد بشير مدني وصور فوتوغرافية لزيارات شخصيات سياسية ودينية لمحافظة قنا مثل حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق.

والشهيد أحمد عبدالفتاح الهواري من مواليد عام 1981م استشهد مساء أمس الثلاثاء إثر اشتباكات مسلحة مع عناصر تكفيرية خطرة من تنظيم داعش الإرهابي في صحراء أبوتشت شمال قنا وتخرج الشهيد في كلية الشرطة عام 2005، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة رائد في حركة الترقيات عام 2016، وتولى قائد كتيبة الدعم بقطاع الأمن المركزي بقنا.

وقال بحبح الحباظي مؤلف كتاب موسوعة تاريخ نواب قنا لــ"بوابة الأهرام" إن جد الشهيد يدعي جمعة محمد حمد من مواليد عام 1889م من قبيلة أولاد يحيي هوارة وتوفي عام 1980م عن عمر 89 سنة، لافتا إلى أنه تولى الهيئة النيابية الخامسة في البرلمان في 10 أغسطس من عام 1931م حتي عام 1934م حيث فاز في انتخابات دائرة دشنا بالأغلبية بعد تنازل محمد إبراهيم أحمد أفندي عن العضوية مفضلا منصب العمدية عن عضوية البرلمان.

وأضاف الحباظي أن ديوان عائلة جد الشهيد زارته الكثير من الشخصيات مثل الرحالة العالمي محمد بشير المدني ذكر في رحلته الشهيرة التي دونها في كتاب "جمهورية مصر العربية" أنه قام بالتبرع لإنشاء مركز اجتماعي بقريته كما قام بالتبرع بمقدار 6 أفدنة من أرضه الزراعية لإقامة وحدة مجمعة كما كان يمد يد المساعدة لكل محتاج عن فطرة عربية سليمة.

من هذا النبت الطيب خرج للوجود الرائد الشهيد أحمد عبدالفتاح حيث كان والده الذي توفي عام 1997م أحد المثقفين المعدودين في قريته حيث عمل موظفا في مديرية التضامن الاجتماعي.

تمتد الرحلة الجغرافیة لصورة أمير الحج الموجودة في ديوان جد الشهيد من منطقة سراى حلمیة الزیتون بالقاھرة التى عاش فیھا أمیر الحج المصرى اللواء إبراھیم رفعت، الذى كان منكبًا على تعلم فن التصویر الضوئى، إلى مكة المكرمة، ومنھا الى أحد دواوین الصعید، وقال أحمد الرشيدي ابن عم الشهيد لــ"بوابة الأهرام" إن الصورة النادرة حیث ضمت شخصیة شھیرة من أحد أبنائھا وھو الشیخ محمد حسین الدیابى المولود بقریة أبو دیاب غرب بمحافظة قنا.

وأضاف الرشيدي أن الديابي جده استقر في الصعيد في أخريات حياته وقد جلب معه كتاب أمير الحج المصري اللواء إبراهيم رفعت حيث احتفظ الأحفاد بالصورة النادرة وقاموا بتوزيعها علي كافة دواوين القبيلة لما تحمله من تاريخ نادر.

حين كان الجد يذهب للقاهرة كان يجلب معه أعدادًا من الصحف القديمة والكتب التي صار عمرها حاليا أكثر من قرن حيث، وقد جلب معه كتاب الرحلة السلطانية للسلطان حسين كامل الذي وصف فيها كافة مدن الصعيد ومنها محافظة قنا لزيارة القطب الصوفي الشهير سيدي عبدالرحيم القنائي بعد أن شفي من مرض ألم به وتقول الرحلة السلطانية " إنه أقيمت مائدة تكفي لإطعام 10 آلاف فقير وأقيمت الأنوار التي جعلت ليل قنا كنهارها ثم انشغل المواطنون في قراءة القرآن الكريم والأدعية والبخاري للدعاء لسلطان مصر بالشفاء في رحاب الأستاذ عبدالرحيم القنائي كما وصفته الرحلة السلطانية " .

ولأن جد الشهيد عاش في عصر الملكية فقد كان من حظه أن يجلب معه ديوان الشاعرة أنيسة حصلب، التي كان ديوانها ذو الطبعة الفاخرة "القلائد الملكية" يحوي وثيقة التنازل عن عرش مصر من الخديو الأسبق عباس حلمي الثاني حيث أقر حلمي الثاني في وثيقة التنازل بأنه سيتبع الدستور بالأمر الملكي رقم 70 لسنة 1930م .

والشاعرة أنيسة حصلب كما يقول معجم البابطين عن سيرتها الذاتية "لها ديوانان هما: "القلائد الجوهرية في المناقب الملكية" وطبع في مصر عام 1923، و"عصر فاروق الأول الذهبي" وتمت طباعته في - المطبعة الملكية في مصر عام 1937، وكانت حصلب شاعرة تقليدية تمدح الملوك والأمراء وأنشأت أنيسة حصلب مجلة "الحوادث المصورة" سنة 1922، وقد خصصت بعض أعدادها للإشادة بالشريف حسين وأسرته والأسرة العلوية في مصر وقامت بزيارة سورية سنة 1922 - وكانت متعاطفة مع الثورة العربية، وتوفيت عام 1958م.

يحوي ديوان حصلب صور لمحمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية الذي كان يكتب له ساكن الجنان بالإضافة لصورة بارزة لنجله إبراهيم باشا صاحب الفتوحات المصرية في الشام والحجاز.

في عصر الجمهورية زار المفتي حسنين مخلوف الذي تولي الافتاء مرتين علي مدار تاريخه ديوان الشهيد حيث توضح الصورة المعلقة علي الديوان وبخط منسق "بمناسبة زيارة الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الجمهورية لديوان عائلة حمد يحيي بأبودياب غرب ثم حددت الكتابة كافة الشخصيات من أبناء البلدة ومن ضمنهم جد الشهيد الرائد أحمد عبدالفتاح الذي وصفته الكتب الصفراء الشعبية بأنه "مد يد العون لخدمة أبناء بلدته وتبرع بأراضيه الزراعية لإقامة وحدات صحية ومدارس.