Close ad

من سجلات الإجرام.. الست حنفية تتهم الأغا وانلي بسرقتها لرفضه مبادلتها الحب.. وابنها يكشف المستور

13-2-2017 | 18:29
من سجلات الإجرام الست حنفية تتهم الأغا وانلي بسرقتها لرفضه مبادلتها الحب وابنها يكشف المستوربالصور من سجلات الإجرام " حنفية تتهم الأغا وانلي بسرقتها لرفضه مبادلتها الحب بعد أن عشقته"
قنا - محمود الدسوقي

في 10 مارس من عام 1889م اطلع أعضاء القومسيون العالي لوزارة الداخلية على قضية الست حنفية التي اتهمت أحمد الأغا وانلي بسرقة منزلها الكائن بعزبتها الواسعة في قرية زرافة بمديرية البحيرة.

موضوعات مقترحة

كان أحمد أغا وانلي يمتاز بالطول والوسامة، فالرجل الذي كانت تجري به دماء ربما كانت كردية خالصة أو تركية غير نقية أو جركسية، كان عليه أن يقع في الابتلاء وهو كبير حين تمت "جرجرته" في أقسام الشرطة بسبب اتهامه بنقب حائط في عزبة الست حنفية.

أما الست حنفية التي كانت تملك عزبة كبيرة ككافة الإقطاعيين الأتراك الذين حازوا مئات الأفدنة في مصر في ظل أسرة محمد علي باشا في القرن التاسع عشر، فقد وقعت في هواه أيضا وهي أرملة معها أبناء متزوجون، كل ما هنالك أنها عشقته لحد الجنون دون أن تقدر علي امتلاكه، هي الأنثي التي تجري بها دماء تركية والتي حين ترغب في شيء يتحقق، ما عدا الأغا وانلي الطويل الوسيم الذي كان لا يبادلها الحب.

لماذا لم يبادل أحمد الأغا الحب ويقع في غرام الست حنفية؟، هي التي تزوجت صغيرة ومات زوجها فقررت أن تقوم بتربية الأبناء ثم تتفرغ لحياتها مستقبلا.

كان الأغا الوسيم أيضا الذي حاز علي الرتب والمناصب في عهود خلفاء أسرة محمد علي باشا كبيرا مثلها وربما يكون أيضا أرمل، ولكن لماذا لم يؤمن الأغا بقانون أن العشق في المراحل المتأخرة في العمر هو أنقي الحب وأصعبه؟، مثلما كانت تؤمن الست حنفية التي كان يؤرقها السؤال الدائم ككل عاشقة، ما الذي ينقصها وهي التي عاشت في النعيم وتملك مئات الأطيان كي لايقع في هواها هذا الطويل الوسيم؟.

تؤكد الوثيقة "علي الإفادة الواردة من قومسيون جنايات مديرية البحيرة وعلي الأوراق المرسلة المختصة بالسطو المقال بحصوله علي منزل الست حنفية الكائن بعزبتها بأراضي ناحية زرافة بالبحيرة، حيث تم التحقيق في الواقعة التي حدثت وقائعها في ليلة 19 نوفمبر من عام 1888م، لافتة إلى "أن الست حنفية ادعت بأن أحمد أغا وانلي قام بنقب حائط منزلها الكائن في العزبة وقام بسرقة أساور ذهب و180 جنيها أفرنجيا، وأنه قد تمكن من الهرب بعد أن أطلق 3 عيارات نارية من سلاحه ولم تصب أحدا واستشهدت بشهود حضروا الواقعة".

الشهود الذين استشهدت بهم حنفية العاشقة كانوا مفاجأة، فقد استشهدت بكل من ابنها ويدعي محمد وصفي وزوجته وتدعي خديجة، بالإضافة لبكر صويلح خفير القرية، حيث تضاربت أقوالهم في التحقيقات وقالت خديجة زوجة ابنها محمد وصفي للشرطة أنها عرفت أحمد أغا وانلي من خلال طوله وهيئته ولبسه الذي يرتديه دائما، أما الخفير فقد أكد أنه لم يشاهد مطلقا أحمد أغا وانلي وأن أي قول سيقوله في التحقيقات هو كذب وبإغراء من الست حنفية التي جعلته شاهدا في هذه القضية التي لا يعرف عنها شيئا، أما الابن محمد وصفي فقد كان محرجا من شهادته أمام الشرطة مما جعل الشرطة تقرر استجواب الست حنفية مرة أخري.

لماذا أوقعت الست حنفية الأغا في هذا العذاب؟، ذلك الرجل الذي استحق علي مدار حياته أن يحوز لقب الأغا وهو لقب عثمانى يعني السيد أو الرئيس والذي كان يعطي لطوائف العسكريين والمدنيين، هل كانت تقصد أن تلوث سيرته لأنه لم يبادلها الحب والعشق أم أنها فقط كانت مرغمة علي استخدام مكيدة النساء وتلويث سمعة الأغا ذا الجذور غير المصرية مثلها لأسباب لانعرفها؟، هل كانت الست حنفية مريضة بحبه وكانت عليها أن تقنع عقلها المريض أنه يحبها". 

حين أرادت الشرطة التأكد بعد تضارب أقوال الشهود استمرت الست حنفية في كذبها أيضا، حيث ادعت أيضا أنها واعدت أحمد أغا وانلي بالزواج منه ثم عدلت عن هذا الوعد، فهي لا تريده زوجا، لذا أراد أن ينتقم منها فقام باقتحام منزلها الفخم وقام بسرقتها، وكان معه سلاحه الناري الذي أشاع به الرعب والخوف، واستشهدت ثانية بخديجة زوجة ابنها محمد وصفي وبالخفير وبابنها، مما دفع الشرطة لتخبرها أن هؤلاء الأشخاص أقوالهم كانت متضاربة جدا وأنهم غير جديرين بأن تسترشد الشرطة في صدق كلامها منهم بأنها واعدت الأغا بالزواج وأخلفت وعدها.

كان علي الشرطة أيضا أن تجري معاينة موقع السرقة في الحادث وأن تقوم بالتحفظ علي المتهم أحمد أغا وانلي وأن تستمر في سير التحقيقات بأروقة القضاء لمدة عام حتي ظهرت الحقيقة كاملة بمفاجأة من ابن الست حنفية وهو الابن الثاني ويدعي محمود وصفي الذي كان عليه أن يتدخل في القضية التي تحولت في ألسنة الإقطاعيين وكبار رجال الدولة كحكاية ترددها الألسنة بضحك واستهزاء.

قال محمود وصفي إن "والدته الست حنفية كاذبة وأن الأغا لم يقم بسرقة العزبة من أجل أن والدته وعدته بالزواج وأخلفت في وعدها"، كما قام بتفجير مفاجأة أنه زوج ابنة الأغا وأن والد زوجته الوسيم الجميل لم يفعل هذه الجناية، مما أدي بمعاون بوليس مركز البحيرة لكتابة تقرير مفصل عن واقعة نقب حائط المنزل في العزبة، حيث أكد في تقريره أن المنزل يمكن الدخول والخروج منه من الجهة الغربية دون الاحتياج لنقبه.

كما فجر معاون البوليس مفاجأة أن الست حنفية ادعت في المحضر أن أحمد الأغا قام بنقب حائط الجهة الشرقية من المنزل حين قام بالسرقة، وأن الحائط علي حاله دون نقب، وأن الحائط الشرقي يتواجد بينه رفين من الخشب، وبالنظر إلي الرفين يتضح أن من قام بالسرقة لابد أن يكون من داخل المنزل وليس من خارج المنزل مثلما ادعت الست حنفية في المحضر.

ويضيف الباحث التاريخي أحمد حزين الشقيري لــ"بوابة الأهرام" أن لقب عائلة الوانلي الذي كان يحمله أحمد الأغا هو لقب ضمن ألقاب العلائلات الكردية، حيث كان من ضمن عشرات العائلات الكردية التي استوطنت مصر وصارت مصرية خالصة علي مر الأزمنة.

كان علي الشرطة أن تستجوب الأغا ليؤكد أنه صهر الست حنفية وأن ابنها محمود وصفي وهو الابن الثاني متزوج من ابنته، مؤكدا بصيغة جازمة أنه لم يواعد الست حنفية بالزواج ولا بالحب، مما استلزم الإفراج عنه وبراءته لعدم ثبوت حصول هذا السطو، وهو الحكم الذي صدق عليه القومسيون العالي لوزارة الداخلية.

مستندات براءه الآغا من تهمه السرقه

مستندات براءه الآغا من تهمه السرقه

مستندات براءه الآغا من تهمه السرقه

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة