Close ad

ارتفاع معدلات النمو السكاني في محافظة مطروح.. بين الثقافة القبيلة وسيطرة الفكر السلفي

4-12-2016 | 23:21
ارتفاع معدلات النمو السكاني في محافظة مطروح بين الثقافة القبيلة وسيطرة الفكر السلفي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء
مطروح - أحمد نفادي
كشف تقرير لجهاز التعبئة العامة والإحصاء عن تصدر محافظة مطروح معدلات الزيادة السكانية بـ5% لنسبة سكان المحافظة في مقابل 2.5% للمعدل القومي بمصر، وهو المركز الذي تحتله المحافظة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يرجع ذلك لعدة أسباب أبرزها النسق الثقافي والخطاب الديني الذي تسيطر عليه الدعوة السلفية.
موضوعات مقترحة


معدل النمو السكاني لمدينة العلمين وحدها بلغ 6,5%، في حين أن معدل نمو الدول النامية بشكل عام هو 1.8%، مما يعتبر مؤشر سلبي خطير يعوق عمليات التنمية الجارية، وتأتي علة أنجاب الذكور في مقدمة ظاهرة زيادة معدلات المواليد بمحافظة مطروح، وذلك نظراً لرغبة الرجل البدوي في إنجاب أكبر عدد من الذكور بسبب تكوين عزوة من الأبناء تستطيع الحفاظ علي ميراث الأجداد وخاصة الأراضي الصحراوية التي في حوزتهم.

وضع اليد على الأراضي

من المعروف أن قبائل مطروح تستحوذ علي مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية بنظام وضع اليد القبلي أو الملكية الطبيعية، وذلك باعتراف من مؤسسات الدولة المختلفة سواء رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء أو القضاء بأحقية واضعي اليد في تملك الأراضي بقرارات وقوانين وأحكام قضائية صادرة عنهم.

لذا فإن قضية حماية حيازة أراضي وضع اليد تحتاج العدد الكبير من الرجال والعدة لحماية ممتلكاتهم، من آية أعتداءت من قبائل أخري أو من العائلات والأسر داخل القبيلة الواحدة، وهذا ما يدفع أحيانا إلي قيام الزوجة نفسها بتزويج زوجها من آخري كي يستطيع أن ينجب منها ذكور جدد يكونا سنداً لأبنائها في مواجهة الطامعين في ميراثهم من أبناء العمومة أو العائلات والقبائل الأخري.

كما أن وزن كل بيت أو عائلة أو قبيلة يحسب بعدد الرجال فحسب، لذلك فإن قبائل البدو في مطروح يتنافسون في إنجاب الأبناء من الذكور وهو ما يؤدي في النهاية إلي ارتفاع معدلات المواليد.

سطوة الدعوة السلفية

السطوة الدينية في محافظة مطروح للدعوة السلفية التي تسيطر علي ما يزيد عن 80% من مساجد المحافظة، حيث تقوم بتشجيع ودعم تعدد الزوجات وإنجاب الأطفال وتقاوم فكرة تنظيم وتحديد النسل بأحكام وفتاوي شرعية، في مقابل صوت ضعيف وغير مسموع تقريباً لأئمة وزارة الأوقاف الذين لا يتجاوز عددهم 80 إماما فقط علي مستوي المحافظة المترامية الأطراف، وهو ما يعني غياب تام لدور الدولة في المواجهة من حيث التشريعات لحماية ممتلكاتها من الأراضي التي يتم السيطرة عليها بالسطو القبلية، وكذلك غياب دورها في مواجهة الأفكار الهدامة والتي تروج باسم الدين.

صالح فايز محارب القاسمي، شاب بدوي وعضو مجلس محلي محافظة سابق، يقول إن تعدد الزوجات في المجتمع البدوي كان مصدرا من مصادر القوة والعزة، بالإضافة إلى دوره في ربط القبائل بعضها ببعض بعلاقات المصاهرة والنسب، وكان تعدد الزوجات ظاهرة طبيعية لها قبولها في المجتمع البدوي لأنها تحل كثيرا من المشاكل الاجتماعية، ومن مظاهر التكافل الاجتماعي للمطلقات والأرامل، معتبراً أن تعدد الزوجات هو الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة العنوسة وتمنع انتشار الرذيلة وتحافظ على ترابط المجتمع.

مصدر القوة

أما نور عبدالغفار الصنقري، يؤكد أن قانون البادية يرتكز على القوة والهيبة وهذا يأتي من كثرة الرجال لحماية الممتلكات ووضع اليد على الأراضي لحيازة أكبر مساحة ممكنة، كما أن أهل البادية من طبعهم التفاخر بالأولاد الذكور وبكثرة عدد أفراد القبيلة للحفاظ على مكانتهم بين القبائل.
## ## ##
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: