تعد حديقة "الفسطاط" بحي مصر القديمة، من الحدائق التراثية والتاريخية، التي يرتادها مواطنو العاصمة في رمضان، يقضون بها أوقاتًا روحانية، حيث قربها من جامع "عمرو بن العاص"، أول جامع بني في إفريقيا والشرق الأوسط.
موضوعات مقترحة
وتعكف أجهزة محافظة القاهرة، خلال الشهر الكريم، من كل عام، على تجهيزهما، بالشكل الذي يليق بهذه المناسبة، فتخصص الجامع، لإقامة شعائر صلاتي التراويح والقيام، فضلا عن الاعتكاف، وتجهزه مديرية الأوقاف أيضا لهذه المناسبة.
أما الحديقة، والتي تبعد عنه أميالا، فتقوم أيضا الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، بتجهيزها، لاستقبال المواطنين في رمضان، حيث تعد من حدائق العاصمة، التي يكثر بها الإفطار في رمضان.
كما تعد من الحدائق، التي تخصص لها مديرية الصحة بالقاهرة، خدمات ليلية، وتنشر بجوارها سيارات إسعاف، فضلا عن تعيين وتكثيف خدمات نقل، من قبل هيئة النقل العام بالقاهرة، لرواد الحديقة وجامع عمرو بن العاص، تستمر حتى بعد منتصف الليل.
وسُميت حديقة الفسطاط بهذا الاسم، لأن عمرو بن العاص، كما قال الطبري بعد فتح حصن بابليون أراد رفع الفسطاط، والسير إلى الإسكندرية بعد فتح مصر، فإذا يمام قد فرخ في أعلاه فتركه على حاله وأوصى به صاحب الحصن و القصر.
وعندما فتح الإسكندرية، وأراد الاستقرار بها نهاه عمر بن الخطاب عن ذلك، وأوصاه باختيار موضع ييسر له الاتصال به، فلم يجد عمرو أنسب من اختيار الموقع المجاور لحصن بابليون لحصانته و موقعه وسأل أصحابه أين تنزلون قالوا نرجع إلى موقع فسطاطه لنكون على ماء و صحراء فعاد إليها وأقطعها للقبائل التي معه فنسبت المدينة إلى فسطاطه فقيل فسطاط عمرو فالفسطاط على هذا النحو معسكر أو مخيم أو بيت من الشعر.
والفسطاط هى المدينة التي بناها عمرو بن العاص عقب فتح مصر سنة 641 و هي تقع بمقربة من حصن بابليون تقع على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي قبل القاهرة بحوالي ميلين وكان النيل عندها ينقسم إلى قسمين و موضعها كان فضاءً و مزارعَ بين النيل و الجبل الشرقي ليس فيه من البناء والعمارة سوى حصن بابليون الذي يطل على النيل من بابه الغربي الذي يعرف بباب الحديد.
كان أول بناء فى الفسطاط مسجد الجامع الذي بناه عمرو بن العاص، وكان هذا المسجد كبير و شهير الذكر، ثم بنى عمرو داره الكبرى عند باب المسجد، وكان يفصلها عن الجامع طريق ثم شيد دارًا أخرى ملاصقة لها.
كانت الفسطاط هي المركز الرئيسي لحركة النقل المائي و ميناء التجارة القادمة من الصين والهند وأوروبا، وعندما كانت ترسو المراكب الواصلة إليها والمحملة بأصناف الغلال المختلفة، كان الحمالون يقومون بحمل ذلك إلى أماكن التخزين الخاصة بها، التي كانت موجودة في عدة أماكن بالقاهرة.
وقد قام "أحمد بن طولون"، ببناء ترسانة في جزيرة الروضة بالقرب من الفسطاط، وعند تولية "محمد الإخشيدي" الحكم، حول الترسانة إلى حديقة، وقام بإنشاء ترسانة جديدة سنة 937، ومن هنا سميت حديقة الفسطاط.