ما أكثر التصريحات التى صدرت عن مسئولي السكك الحديدية - على مدى السنوات العشر الأخيرة - عن تطوير المزلقانات، ولكن لم يحركوا ساكنًا، وظل مشروع التطوير حبرًا على ورق إلى أن تحركت وزارة النقل أخيرًا للإسراع فى تنفيذه، حيث يوجد على مستوى شبكة السكك الحديدية 1332 مزلقانًا مطلوبًا تطويرها، وتم التعاقد مع أكثر من شركة لتطوير 1102 مزلقان للعمل إلكترونيا.
ومن المقرر الانتهاء منها بالكامل في نهاية 2018، بينما باقى المزلقانات وعددها 230 مزلقانًا، فتأتي حركة المرور للمارة والسيارات عليها ضعيفة جدًا؛ لذلك تم الاكتفاء برفع كفاءتها مع استمرار عملها ميكانيكيًا.
ولا شك أن الحل الأفضل هو إقامة "كباري" وأنفاق على طول خطوط الهيئة، وغلق المعابر غير الشرعية بالتنسيق مع الإدارات المحلية بالمحافظات ووزارة الداخلية، فمن أسباب وقوع حوادث المزلقانات اقتحام سائقي المركبات لها برغم غلقها، وتشغيل الأجراس بفترة كافية قبل قدوم القطار.
ومن الضروري تأكيد أن هناك إهدارًا كبيرًا للمال العام فى بناء أسوار ضخمة ومكلفة بشكل مبالغ فيه، وكان من الممكن الاكتفاء بعمل حرم للسكك الحديدية، وصرف الأموال الطائلة فى إجراء تطوير شامل للمزلقانات، وتزويدها بإشارات إلكترونية، مع إيجاد حل لمشكلة المزلقانات الواقعة على الطرق، والتي تتسبب في اختناقات مستمرة، خصوصًا في أوقات الذروة.
إن المشكلة الأساسية هي أن المسئولين لا يغادرون مكاتبهم ليروا كل شيء على الطبيعة، ولا أتصور أن مسئولًا أيًا كان موقعه من الممكن أن ينجح في عمله، ما لم يلم بأبعاد المواقع التي تخضع لإشرافه، فالمكاتب ليست مكانًا للعمل الميداني الذي يرصد الواقع بدقة، ومن ثمّ يصبح المسئول قادرًا على تحقيق النجاح، وهذا هو الدرس الذي لا يعيه المسئولون عن السكك الحديدية، ولقد قلنا ذلك مرارًا وتكرارًا، وفي الإعادة دائمًا إفادة.