المشهد الأول
تلقى فى أحد الأيام رسالة من أحد رؤسائه مضمونها "الشغل زى الزفت، كل حاجة ملخبطة"، اعتدل فى جلسته وظل يقرأ تلك الرسالة القصيرة عدة مرات ولا يصدق ما يراه.
راجع عمله فلم يجد خطأً واحداً يوجب تلك الرسالة التى تعتبر بالنسبة له شديدة القسوة، ذهب إلى المدير ليعرف منه الخطأ الذى ارتكبه، وكانت المفاجأة أنه لا يتذكر الرسالة التى أرسلها منذ دقائق معدودة!!! عندما فتح له الرسالة ورآها ابتسم المدير قائلاً له : إنت نجمك خفيف قوى، عادى يعنى ..إنت زعلت ولا إيه؟ واسترسل فى حديثه وكأن شيئاً لم يحدث.. وكأنه أسلوبه الخاص للتحفيز على العمل!
المشهد الثانى
ذهب للعمل فى إحدى الجامعات الأوروبية، وصل فى الشتاء ونظراً لاختلاف التوقيت ما بين ليل طويل جداً ونهار قصير للغاية، أصيب فى الشهر الأول من وصوله بحالة أرق شديدة ظهرت آثارها عليه بوضوح أمام زملائه، فوجئ بالمدير يأتى إلى مكتبه ويسأله هل هناك ما يضايقك فى العمل، قال له أبداً بالعكس كل شيء تمام..
وأدرك مغزى حديثه فأخبره بأن الأمر بسيط فهو لم يتعود بعد على اختلاف التوقيت والمناخ وبالتالى لا ينام جيداً، وجده يقول له إنه سوف يعقد اجتماعاً مع باقى الزملاء لمناقشة الأمر، والبحث عن حل ومعرفة هل هناك آخرون يعانون من نفس المشكلة!!
أصابه شعور غريب، استغراب وارتباك وإعجاب وخجل فى الوقت نفسه.. اجتماع لمناقشة ماذا؟؟ وقال له على الفور: لا .. لا .. سوف أكون على ما يرام لا تقلق، وعندما وجد المدير منه إصراراً على أنه لا حاجة لعقد اجتماع، تركه وذهب، وبقى فى مكتبه يحاول أن يستوعب ما حدث.
بعد ساعة جاء إلى مكتبه أحد الزملاء الأجانب، وقال له إن المدير كلفه بالحديث معه والتنسيق لكي يرافقه خلال الإجازة الأسبوعية فى جولة للتعرف على المدينة وزيارة بعض الزملاء؛ لتكوين صداقات جديدة.
نقطة ..انتهى.