"يعني علشان والدي ممثل مش مشهور مش هلاقى حد يعملى لايك وريتويت ويدعو له بالشفا".. تلك كانت كلمات أحد الحسابات المزيفة على تويتر.. لأحد الفنانين الكومبارس فى السينما المصرية والذى لن أكتب اسمه.. احتراما له.
موضوعات مقترحة
التغريدة تلقت نحو 3 آلاف لايك وحوالى 420 ريتويت خلال فترة قصيرة لم تتجاوز اليومين.. وفيها استغل النصاب مُنشئ الحساب العاطفة عند أغلب الناس.. استغل الجانب النفسي ليقوم بخدعته الكبرى.
الناس يرون صورة لرجل عجوز، ولم يستطع الكتابة بل ابنته هي من تكتب، وتدعوهم إلى الدعاء له.. كما أنه يظهر ضعيفًا وجالبًا للاستعطاف لأنه من نجوم الصف الثالث أو الرابع.
هنا يقع الناس في الفخ والمصيدة.. وتبدأ فى دعم وتشجيع هذا الحساب.. ومن ثم متابعته لكي يشعرون أنهم أدوا ما عليهم تجاه مريض لا يجد الدعم المناسب.. أو يقومون بإعادة التغريد لعله يجد يد حنونة تعطف عليه وترعاه أو أن يرى التغريدة واحد من رجال الأعمال فيساعد فى علاجه.. وغيرها من الأسباب التي تحمل فى أغلبها أو كلها أسبابا إنسانية ورغبة فى فعل الخير.
من أجل هذه الأسباب وغيرها، تصدر منتصف الشهر الماضي الفنان أسامة عباس مؤشرات البحث، بعد انتشار تدوينة كاذبة باسمه على موقع «تويتر»، يقول فيها: «لو المنتجين مش معتبريني عايش فأنا عايش وعاوز أشتغل».
التغريدة قلبت الدنيا.. فالناس تعاطفوا بشدة لثقل ووزن الفنان أسامة عباس ولكثرة محبيه.. بعدها أصدرت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكي، بيانا أعتبره هزيلا جدا بشأن الواقعة.
البيان أعربت فيه النقابة عن بالغ تقديرها للفنان أحد رموز فن التمثيل العربي، ثم حذرت وأهابت كل محاولة من أي نوع للتطاول على رموز مصر الفنية سواء بالتصريح أو الإساءة أو التلميح الكاذب من عواقب وخيمة وملاحقة قانونية، وأنها لن تسمح أبداً بأن يمر هذا السلوك دون محاسبة.
كنت أتمني أن تتقدم النقابة مباشرة ببلاغ للنائب العام من أجل القبض على هذا المجرم الذي ينتحل صفة أخرى غير صفته.. وينشر أخبارا كاذبة تثير البلبلة في المجتمع.
والبلاغ للنائب العام ليس من أجل الفنان أسامة عباس وفقط.. بل من أجل كثيرين غيره من الشخصيات العامة وحتى الشخصيات غير المعروفة.. فالقضاء على الأخبار الكاذبة لن يبدأ إلا بالقضاء على الحسابات الكاذبة.. وإذا قبضنا وحاكمنا أحد المزورين عن هذه الحسابات فربما يكون رادعا لغيره أو يجعله يفكر ألف مرة قبل القيام بهذه التمثيلية المفبركة.
ولكن لماذا يفعلون ذلك؟!.. لأنهم يرغبون فى جذب أكبر عدد ممكن من المتابعين بادعاء أنهم شخصية مشهورة ثم يربحون من بيع هذا الحساب بعد أن يكون قد حقق عددًا لا بأس به من المتابعين.. هذه الاستفادة المباشرة وبالتأكيد قد يكون لهم استفادات أخرى لا نعلمها منها إثارة الرأي العام.
منذ يومين توفي إلى رحمة الله، أحمد ابن الشيخ محمد متولي الشعراوي.. الحدث جلل عند أصحابه وفرصة ذهبية للنصابين والمزورين ويمكن تخيل ما الذي أقصده؟! وما الذي سيحدث بعد الوفاة؟!
بالفعل ظهر حساب ملفق على تويتر لبنت المحاسب أحمد الشعراوي، اسم الحساب نور الشعراوي.. جلبت نور تلك، صورة من الإنترنت عليها شعار "بوابة أخبار اليوم".. وكتبت الجملة المشهورة "أنها تسأل الناس الدعاء لوالدها بالمغفرة والرحمة".
تخيل ابنة في عصرنا هذا المدجج بالهواتف الذكية ذات الكاميرات فائقة الجودة لا تمتلك صورة لوالدها واضطرت إلى جلبها له من الإنترنت.. قمة العبث.
ولأن مهما كان من ذكاء النصاب فإنه سوف يرتكب خطأ وراء الآخر لنكشف نصبه.. والخطأ أنه يتتبع كل الحسابات المزيفة التي تحت سيطرته ومن اختراعه.
والمعنى، أن حساب نور حفيدة الشعراوي يتابع بالمصادفة حساب نور مشالي، حفيدة طبيب الفقراء، الدكتور محمد المشالي رحمة الله عليه.. ويتابع أيضا حساب الفنانة عبلة كامل التي أعلنت أكثر من مرة أنها ليس لديها أى حساب فى أى منصة اجتماعية، والفنان حسين فهمي الذي لم ينشر غير مجموعة صغيرة من الصور وحساب بنت الفنان الراحل غسان مطر.. وهكذا يفضح نفسه بنفسه ويكشف عن بقية الحسابات المزيفة التي فى حوزته.
وأنا هنا أتقدم ببلاغ للنائب العام، للقضاء على هذه الظاهرة.
غباء هذا النصاب يذكرني بعصابة الفيلم الأمريكي الشهير "وحدي بالمنزل" عندما كانوا يسرقون كل منزل.. فيقوم اللص بفتح المياه فى حوض المطبخ ليغرق المنزل.. وعندما قبضت الشرطة عليهم، استطاعوا بسهولة تحديد كل جرائم السرقة التي فعلوها من قبل.. كذلك يفعل هذا النصاب على تويتر، وسقوط حساب واحد في أيدي العدالة سيؤدي لسقوط حسابات مفبركة كثيرة.
تويتر: @AhmedTantawi