Close ad

إعلام «متجدد» في واقع «متغير»

1-6-2021 | 13:42
الأهرام المسائي نقلاً عن

نقاط مهمة وضعتها الشركة المتحدة فوق الحروف، خلال مؤتمرها الصحفى، قبل أيام عن مستقبل وسائلها الإعلامية، التى تمثل جزءًا كبيرًا من إعلام الدولة المصرية.

المؤتمر عمومًا ترددت خلاله عدة مصطلحات، لعل أبرزها فى رأيي هو «التنافسية»، وهو المصطلح الأهم والأبرز فى الحديث عن الإعلام، فالتنافس هو الأساس فى هذه الصناعة، التى لا تعرف التشابه أو التكرار، فالمشاهد أو القارئ أو المستمع دائمًا ما يرغب فى الجديد، الذى يشبع رغباته فى الاطلاع على المزيد، وهذا الجديد لن يتحقق إلا فى جو قائم على التنافسية.

شهد المؤتمر الصحفى، كذلك الإعلان عن إطلاق قناة إخبارية مصرية إقليمية حديثة، تعتمد على أحدث نظم التقنية العالمية مع مطلع العام المقبل.

ورغم تأخر هذا القرار على وجه التحديد لسنوات طويلة، إلا أننى لا أنكر سعادتى به بقرارها المهم بإنشاء قناة إخبارية مصرية إقليمية، وسعادتى هنا ليست كإعلامى مصرى، بقدر ما هى شعور عام لدى المصريين جميعًا، الذين كانوا أصحاب الريادة منذ تأسيس التليفزيون العربى عام 1960، كذلك التطور المذهل فى الصناعة نفسها، التى كان للدور المصرى فيها ضلع أساسي.

الشركة المتحدة تحدثت عن أن القناة ستقدم رؤية مصر الإقليمية والمحلية، وتضع هذه الرؤية فى مقدمة الاهتمام والنقاش العام، وأنه من المخطط ظهورها فى الربع الأول من عام 2022، ليكون جمهورها المستهدف المصريين والعرب، والناطقين باللغة العربية فى نطاق تغطية النايل سات، وكذلك الناطقين باللغة العربية فى أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا عبر خدمات IPTV.

حقيقة الهدف عظيم ومثالى، لكنه يتطلب إعدادًا جيدًا، فالقضية ليست خدمات إخبارية أو وكالات صور أو حتى مراسلين، ولكن القدرة على المنافسة الإقليمية الحقيقية، وأن تحتل «القصص المصنوعة» خصيصًا موقع الصدارة، وأن تقدم مصر وجوهًا جديدة بالفعل، وهذا لا يعنى عدم الاستعانة بالخبرات، التى يجب أن تظل فى موقعها كبيت للاستشارة والخبرة.

وأرى أن الفرصة سانحة لهذا الانطلاق الكبير، خاصة أن الظرف السياسى الداخلى والخارجى وهذا التغير الإقليمى، سيساعد بكل تأكيد على ذلك، ففكرة « التناطح» والاستخدام السياسى للإعلام، بدأت فى التراجع، ومن الممكن تمهيد الطريق أمام رؤى إعلامية تتفق وتطلعات شعوب المنطقة.

القضية الأبرز التى كانت محور الجدل منذ رمضان الماضى هى قضية الدراما، نظرًا لشكاوى الجمهور، من بعض الأعمال التى تصاعدت فيها وتيرة العنف، مما دعا الشركة إلى الإعلان عن توسيع قاعدة المشاركة مع المنتجين لتشمل أكبر عدد من الأعمال الدرامية على مدار العام، وتوزيع الإنتاج الدرامى بشكل عادل على موسم ممتد خارج شهر رمضان، والعمل على إعادة إنتاج الأشكال الدرامية المختلفة المكثفة مثل حلقات السباعيات وإنتاج أعمال 15 حلقة.

تطوير الدراما سيكون وفقًا لمنظومة جديدة للإنتاج وضبط الأسعار، ويتم خلالها التعاون مع شركات الإنتاج داخل السوق المصرية.

من الخطوات المهمة على طريق الإبداع ودعم المواهب، إعلان الشركة عن إطلاق سلسلة من الجوائز، تهدف لدعم صناعة الدراما المصرية على كل المستويات، الجائزة الأولى، والتى ستكون فى مجال سيناريو الدراما التليفزيونية وتحمل اسم الكاتب الراحل «صالح مرسي»، وجائزة تأليف دراما الطفل فستحمل اسم الإعلامية القديرة "أبلة فضيلة"، تحمل جائزة قصص الأطفال اسم الكاتبة الكبيرة "نعم الباز"، وجائزة الرواية المطبوعة، والتى ستحمل اسم الكاتب الكبير والسيناريست الراحل وحيد حامد.

القيادة الجديدة لهذا الكيان الكبير وفقًا لتشكيل مجلس الإدارة الجديد، تجمع بين خبرات الاقتصاد وصناعة الدراما والإعلام معًا، ضم الأساتذة حسن عبدالله رئيسًا، والأعضاء محمد السعدي، وعمرو الفقي، ود. أشرف سالمان وتامر مرسى ود. محمد سمير.

التجديد هو سمة صناعة الإعلام شكلًا ومضمونًا.. وقبل ذلك فكرًا ورؤية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
شريف عارف يكتب: روح لا تنام.. وبطولات لا تموت

بعد ساعات قليلة، من عبور قواتنا المسلحة للمانع المائي لقناة السويس في حرب أكتوبر المجيدة، كتب الأديب الكبير توفيق الحكيم في صحيفة الأهرام يقول: عبرنا

شريف عارف يكتب: مائة عام من "العبث"

قد يكون مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، قد ساهم في عملية توثيق جرائم جماعة الإخوان خلال الألفية الثالثة، لكنه لم يغير شيئاً - في وجهة نظري- تجاه الحكم الذي أصدره الشعب المصري في 30 يونيو 2013