لم يحظ لقاح من قبل بجدل مثلما حظي لقاح كورونا، لأسباب كثيرة، أولها السرعة التي تم بها التوصل إليه، على عكس لقاحات لأمراض أخرى، ربما مضى على تفشيها مئات السنين قبل أن يقف لها اللقاح بالمرصاد، وأيضًا بسبب حالة الجدل التي أحدثها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى من أطباء كثيرين يشككون وينذرون من عواقبه ويحذرون من تداعياته..
بيد أن الربط بين المرض واللقاح لأسباب ودوافع سياسية واقتصادية لدول وأفراد هو ما عزز المخاوف منه، ولعل من أكثر المخاوف انتشارًا وتفشيًا، تلك التي أدعى فيها مروجوها أن اللقاح المرتقب سيحوي شريحة GPS، يصبح من تلقوا اللقاح رهينة التوجيه وربما حق الحياة بيد أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية!
لكن هذا الكلام وتلك المزاعم لا يقبلها عقل أو منطق، فمن الناحية التكنولوجية، أصغر شريحة GPS، حجمها أقل من نصف سم، ولو افترضنا أن الشريحة الخيالية فعلا حجمها 1 مم، بحجم حبة سكر، فالتساؤل الذي يفرض نفسه، كيف ستعمل الشريحة من غير بطارية؟ وإلى متى تعمل؟
سؤال آخر، لماذا تضع شركات التطعيم شريحة في جسدك ولديهم هاتفك وبداخله شريحة GPS، وعليه كامل معلوماتك ومواصفاتك، وصورك، وفيديوهاتك، وحتى أخلاقك؟ فما الميزة الإضافية التي يحتاجونها لكي يتتبعوك باستخدام شريحة إضافية؟ هل للتأثير في قراراتك وتوجهاتك، فهو المستحيل بعينه، وهو ما لم يمكن تنفيذه في قطيع من الحيوان، فما بالنا بالبشر، الذين متعهم الله بنعمة العقل والتفكير..
الأسوأ من هذا كله، الادعاء بالتصاق بطارية على مكان التطعيم، بمعنى أنهم حولوا الشريحة إلى مغناطيس يجذب البطارية، هل الشريحة مغناطيس أم شريحة GPS، هذا كلام يجافي العقل والمنطق..
وبعيدًا عن اللقاح الذي يعد خط الدفاع الأوحد حتى اليوم، إلى حين توصل العلماء إلى علاج يتوافر بسهولة بحيث يلجأ إليه أي مصاب بالفيروس للتصدي له، مثلما يحدث مع كثير من الفيروسات..
ويبدو أن هذا الأمل بات قريب المنال، حمله خبر منذ نحو شهرين لم يجد الصدى المناسب له، مثلما حظي خبر التوصل إلى اللقاح، وربما كان المبرر الوحيد حتى تنتهي شركات الدواء من جني المليارات من ثمار اللقاح، والتي تقدر في فايزر وحدها بنحو 26 مليار دولار مع نهاية هذا العام..
الخبر مفاده أن عالمًا من أصول تركية، هذه المرة أيضًا يدعى سرحات جمرُكتشو، ويعمل في مجال العلاج الجيني والخلايا في مجال الأمراض السرطانية والمعدية بولاية كاليفورنيا بأمريكا، تمكن من تطوير دواء يمكن القضاء على فيروس كورونا، خلال 48 ساعة، حيث طور مع فريقه طريقة للعلاج، في شكل بخّاخ، يهدف للقضاء على خلايا الفيروس.
النتائج التي أجريت على الحيوانات تُبشر بأن تأثيره يبقى بالجهاز التنفسي لعدة شهور، وتقدم الفريق بطلب لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية للحصول على إذن بإجراء التجارب على البشر، ومن المنتظر أن تؤتى ثمارها نهاية هذا العام.
ومن المخطط أن تستخدم طريقة العلاج، بعد نجاح التجارب على البشر، عبر جرعات يتم بخُّها في الفم مرة واحدة على فترات تتراوح بين 9-10 أشهر لأغراض العلاج والوقاية.
فإلى جانب اللقاح الذى توشك دول مثل بريطانيا أن تستعيد بالكامل حياتها الطبيعية بعد تطعيم 70% من السكان، لاشك سيؤمن العلاج الشق العلاجي الأكثر أهمية في مواجهة فيروس أنهك العالم وأربك كل حساباته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وقد يكون ذلك وبحق نهاية كابوس كورونا.. فهل يتحقق ذلك وينتهي هذا الكابوس؟