Close ad

الرقائق الإلكترونية .. وجع في قلب الصناعة

16-5-2021 | 13:49
الأهرام المسائي نقلاً عن

«أغلقنا مصانعنا فى ألمانيا.. استهلكنا مخزوننا من الرقائق الإلكترونية.. ننتظر وصول شحنات جديدة لتعاود المصانع عملها بداية الربع الثالث من هذا العام..)، قالت ممثلة إحدى الشركات الأجنبية العاملة فى مجال السيارات، فى معرض حديث تليفوني، ثم أردفت (لن يكفي الإنتاج كافة الأسواق.. سنلتزم بتعاقداتنا، عدا ذلك يكتنف خطط التسويق الغموض.. ينتظر أن تكون انتقائية؛ الأسواق الأقرب ذات الإجراءات الأيسر والسياسات والقوانين الواضحة».

تنتج الرقائق الإلكترونية من «أشباه الموصلات»، والتى تتكون من عنصر أو مركب كيميائى صلب، وتوصل الكهرباء تحت ظروف خاصة، وتتحدد خصائصها طبقًا لدرجة نقائها، وهناك نوعان من أشباه الموصلات الخارجية؛ سالبة، من خلال إلكترون سالب الشحنة، وموجبة، عبر ثقوب تحمل شحنة موجبة، وتعد أشباه الموصلات المكون الأساسى للترانزستورات، ومن ثم الرقائق الإلكترونية.

ونظرًا لصغر حجمها، وتكلفتها المنخفضة، وانخفاض استهلاكها من الطاقة، فقد استخدمت أشباه الموصلات على نطاق واسع، من ماكينات إعداد القهوة وحتى مركبات الفضاء.

فى معرض تعقيبها على الأزمة، ذكرت وكالة بلومبرج للأخبار أن (شركات صناعة السيارات لديها نقص فى الرقائق. وصانعى الرقائق لديهم نقص فى الآلات التى تصنعها)، عدنا لقضية البيضة أم الدجاجة!! وتوقعت الوكالة استمرار هذه الأزمة للعام المقبل، فقد وقع الجميع فى الفخ، اختل طرفا معادلة العرض والطلب فى سوق يبلغ حجم مبيعاته السنوية أكثر من ستين مليار دولار.

ويفسر الدكتور الردادى، الكاتب المتخصص فى الإدارة المالية، الأمر قائلاً ( ..فى الوقت الذى خفضت فيه شركات إنتاج السيارات من توقعاتها فى ضوء جائحة كورونا، نشطت الصناعات التقنية، مثل الأجهزة الذكية والكومبيوترات وأجهزة الألعاب بسبب زيادة الطلب عليها أثناء إجراءات الحجر الاحترازية).

بمعنى آخر، أنه حال التسليم باستمرار إنتاج مصانع الرقائق على نفس الوتيرة خلال أزمة كورونا، فقد حولت هذه المصانع إنتاجها إلى سوق ترفيه تشارك بنحو 2,5 % من إجمالى ناتج محلى عالمى يتخطى عتبة 80 تريليون دولار سنويًا.

فى المتوسط تحتوى السيارة على ما بين 50 و150 من هذه الرقائق، لذا كانت الأكثر تأثرًا، وفى خطوة تكتيكية حول مُصنعو السيارات الرقائق إلى الموديلات الأكثر طلبًا، لكنهم إزاء عجز سلاسل الإمداد اضطروا للتوقف.

وإذا كنا نرى فى الواجهة شركات كبيرة، فإن فى الخلفية شركات عملاقة تُغذى هذه الشركات باحتياجاتها من الرقائق الإلكترونية.

سهل أن تنشأ مصنع رقائق، صعب أن تحافظ على تطوره، فهذه الصناعة تعتمد على قانون مور، الذى يشير إلى أن عدد الترانزستورات على الرقاقة الواحدة يتضاعف كل عامين، فتنخفض تكلفة أجهزة الكمبيوتر إلى النصف، نمو متسارع يعتمد بشكل رئيسى على التطور المذهل فى مجال البحث والتطوير، أى أن امتلاك مصنع دون القدرة على تطوير منتجاته، كفيل بإغلاقه فى أقل من عامين.

بالعودة إلى الحديث التليفونى، حملت كلمات السيدة عدم يقين فى أن أزمة الرقائق فنية بحتة، بمعنى تأثر سلاسل إمداد المصانع المتخصصة فى هذه التقنية بقصور فى المواد الأولية المستخدمة فى تصنيع تلك الرقائق أو توقف عمل المصانع تأثرًا بجائحة كورونا، (أشم رائحة السياسة !!..)، قالت السيدة؛ فى إشارة إلى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، وجع فى قلب الصناعة مس كافة قطاعاتها، وسواء تعلق السبب بسلاسل الإمداد فقط أو بأبعاد سياسية، فعلى المستهلك النهائى دفع الثمن.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: