يذخر الموسم الدرامى الحالى بنوعيات مختلفة من الأعمال الدرامية ما بين أعمال وطنية واجتماعية وأكشن وكوميدية، وإن كنا نفتقد بالطبع العمل التاريخى والدينى والذى نتشوق له ونتمنى أن نراه فى المواسم الدرامية المقبلة.
وفى كل هذه الأعمال الدرامية التى يلتف حولها المشاهدون باختلاف أعمارهم وفئاتهم كانت هناك بعض الملاحظات أولاها الاستياء الشديد من طول الفترات الإعلانية والتى حولت الحلقة الدرامية إلى مجرد فواصل وفقرات تتخلل المعروض من الإعلانات الكثيرة والتى خرجت عن المألوف والمعتاد فى كل ما هو متعارف عليه فى فنون الإعلان، فشاهدنا ممثلات يرقصن ويغنين ويؤدين استعراضات، وكذلك شاهدنا ممثلين يلقون الأفيهات الساذجة ويظهرون بشكلٍ سخيف يقلل من مكانتهم التى كانوا يتمتعون بها لدى جمهورهم.
الملاحظة الثانية فى الأعمال الدرامية والتى تجعل المشاهد يتوه ويشعر باضطراب هى تكرار الفنانين الذين يؤدون الأدوار الثانية أو ممن تأتى أهمية أدوارهم بعد البطل والبطلة، سواء كانوا ممثلين معروفين أو ممثلين جدد من الرجال والنساء، فالممثل نراه بشخصية فى مسلسل وبعد دقائق معدودة نراه فى مسلسل آخر بدور قد يكون مشابهًا وقد يكون مختلفًا.. المهم أنه هو هو نفس الفنان الذى يظهر فى عملين وثلاثة، فيشعر المشاهد باللخبطة وربما لا يصدقه فى أى من هذه الأعمال.
أيضا مجموعة كبيرة من الفنانات والفنانين الجدد يتكررون بشكل كبير فى المسلسلات حتى قبل أن يعرفهم المشاهد وربما تكون الأدوار الأولى لهم فى هذا الموسم، ومع ذلك يتكررون فى عدة مسلسلات، وهو أمر غريب ولابد من تفاديه لأسباب عديدة أهمها المصداقية أمام المشاهد وعدم لخبطته لأن الأعمال معروضة فى نفس التوقيت، والسبب الثانى لتدارك ذلك، هو أن كثيرين من الممثلين لا يجدون فرصا للظهور على الشاشة والقيام بأدوار فى المسلسلات برغم تزاحم آخرين وتكرارهم فقد كان لزامًا أن يتم توزيع تلك الأدوار على آخرين طالما تتوافر فيهم الموهبة والكفاءة فى تجسيد الشخصية التى يسند إليهم تجسيدها.
كثيرون ممن لديهم موهبة فنية يجلسون فى مقاعد المتفرجين بسبب الاستسهال من جانب بعض المخرجين الذين يأتون بأقرب ممثل لهم وقد يكون لديه فرص كثيرة بعدة مسلسلات أخرى ويضيعون الفرص على آخرين يستحقون الظهور والتواجد.
وبعيدًا عن حالة اللخبطة التى يثيرها تكرار الممثل الواحد فى أكثر من مسلسل فإن عددًا من الفنانين تألقوا فى أدوارهم التى تأتى ضمن بطولات جماعية بمسلسلات ناجحة، ومنهم حنان مطاوع بمسلسل (القاهرة كابول) وأحمد وفيق بمسلسل (ولاد ناس) وأحمد شاكر عبداللطيف بمسلسل (الاختيار ٢) وجميلة عوض بمسلسل (حرب أهلية) ونيرمين الفقى بمسلسل (ضل راجل) ومحمد فراج فى (لعبة نيوتن) وفتحى عبدالوهاب فى (القاهرة كابول) وكثيرون غيرهم من الأدوار الثانية التى لا تقل أهمية وإبداع عن نجوم الصف الأول للمسلسلات.