Close ad
7-4-2021 | 16:48

وصل إلى قاعة الفرح هو وزوجته لحضور زفاف ابنة أحد أصدقائه الأعزاء، استقبله صديقه والد العروسة استقبالًا حارًا واختار له مكانًا مميزًا بين المعازيم، وجلس الجميع ينتظر وصول العروسين. 
 
بعد نصف ساعة وصل العروسان والتف حولهما الأصدقاء وبدت على وجوههم جميعًا فرحة ذات مذاق خاص، واضحة بشكل مثير للانتباه.
 
التفت صديقات العروسة حولها وملأوا الأجواء بالغناء والتصفيق، وهو ينظر إليهم ثم ينظر حوله! ما هذا؟ ماذا يحدث؟ هل أخطأت القاعة؟ نظر ليتأكد فرأى صديقه والد العروسة وتأكد أنه فى المكان الصحيح.
 
نظر مرة أخرى إلى أصدقاء العروسة، معظمهن فتيات محجبات! فالتفت مرة ثانية ليتأكد أن والد العروسة هو صديقه الذى يعرفه جيدًا منذ سنوات. لم يشعر بنفسه إلا وهو يجذب صديقه إليه ويقول له: "إنت مش قلتلي إنك مسيحي، إنت مسيحي واللا مسلم؟ ضحك صديقه وقد فهم ما دار بعقله وقال له: طيب خد دي بقى شايف إللي قاعد هناك ده، قال آه شايفه، قال ده محمد الأنتيم بتاعي، طول عمري وهو أخويا لا نفترق أبدًا، لو اتأخر في زيارتي يومين أمي تسألني عنه، ولو غبت عنه يومين أمه تقوله روح اطمئن على أخوك.
 
ثم نظر الأب إلى ابنته العروسة وقال المحجبات دول زميلات بنتي في البلد وطول عمرهم مع بعض، إحنا بلدنا كده، مفيش عندنا كلام في مسألة مسلم ومسيحي خالص.
 
لم تكن المرة الأولى التي يحضر فيها فرح لأحد الأصدقاء المسيحيين، وكثيرًا ما رأى المعازيم المسلمين في أفراح إخوانهم المسيحيين والمعازيم المسيحيين في أفراح إخوانهم المسلمين، وبالطبع كثيرًا ما رأى الفرحة على وجوه الجميع.
 
لكنها المرة الأولى التي يلمس فيها هذا القدر الهائل واللافت من الفرحة والسعادة. الفرحة الحقيقية لا تشترى ولا يمكن تمثيلها أو افتعالها، كانت فرحة الصديقات بزفاف زميلتهم وفرحتها بوجودهم حولها حقيقية ومن القلب وتصل بمنتهى السهولة إلى قلوب كل من يراهم. 
 
كان هذا اليوم يومًا مميزًا جدًا بالنسبة له، اجتاحه شعور بالسعادة لا يخفى على من يراه، رسم على وجهه ابتسامة ظلت باقية حتى نهاية الزفاف ولم يحاول التخلي عنها. ربما فهم السر عندما مر أمام عينيه مشهد النهاية من فيلم الصعود إلى الهاوية عندما نظر محمود ياسين من نافذة الطائرة وقال ده الهرم وده النيل، دي مصر يا عبلة.. ووجد نفسه يقول في سره: وهو ده شعب مصر يا عالم.
 
في نهاية الحفل ودع صديقه وشد على يديه وقال له لقد أسعدتني بقضاء هذا اليوم معكم، وكأن صديقه قد قرأ الرسالة فقال له: "اصبر لما تشوف فرح ابني هيبقى عامل إزاي.. هتتبسط أكتر"، فمال على أذنيه مداعبًا: "يعنى متأكد إنك مسيحي".. احتضن صديقه بشدة وامتلأ الفضاء بصوت ضحكهم والجميع ينظرون إليهم ولا أحد يعلم سر هذا الضحك.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة