Close ad

المهاجرون المصريون ثروة مهدرة

21-3-2021 | 00:20

يوجد ملايين المصريين والعرب في أمريكا والدول الغربية بوجه عام مما يصعب حصره؛ وخاصة أن بعض الجاليات العربية استقرت وحصلت على جنسية دولة المهجر منذ عقود طويلة، والهجرة للغرب لا تقتصر على المصريين فقط؛ بل إن دول المغرب العربي ولبنان تحديدًا كانوا أسبق من المصريين في الهجرة والتوطن في أمريكا وكثير من الدول الغربية، ومجمل أعداد المهاجرين المصريين والعرب تقدر بالملايين.
 
وحسب آخر إحصاءات متوافرة عن المهاجرين في أمريكا وحدها نجد مجموع عدد المهاجرين المسلمين نحو 9 ملايين منهم أكثر من أربعة ملايين مهاجر عربي، ومنهم نحو مليون مصري، وأعداد أخرى كبيرة في مختلف الدول الغربية، وهذه الأعداد في زيادة مستمرة وكبيرة؛ فمثلا بلغ عدد طلبات المصريين للهجرة إلى أمريكا أكثر من مليون وثلاثمائة ألف طلب عام 2018 غير بقية الدول العربية، وهذه الأعداد تمثل ثروة كبرى غير مستغلة ولا يجمعها رابط قوي يوحد جهودها وعلينا أن نتعلم من منظمة الإيباك في أمريكا ونحذو حذوها، فنحن نملك من العدد والكم والخبراء والأموال أكثر لكن للأسف ليسوا على قلب رجل واحد متفرقين لا يوجد من يوحد ويحشد الصفوف لخدمة قضايا وطنه وأمته.
 
وهذه الثروة - لو حصلت على الاهتمام الكافي وسعينا لتوحيد وتجميع الصفوف وحشدها - قادرة على تغيير ميزان القوى لصالحنا من خلال الوقوف صف واحد مع أي مرشح مناصر لحقوق الأمة والوطن، والوقوف ضد أي مرشح يقف ضد مصالحنا وحقوقنا المشروعة.
 
والتكنولوجيا الحديثة سهلت عملية التواصل والحشد، ويمكن لجهات عديدة المشاركة في هذه الجهود والتنسيق والتكامل بداية من وزارة الهجرة لتكثيف الجهود ومزيد من المؤتمرات السنوية للمهاجرين المصريين بالخارج، وتفعيل منصات ومواقع إلكترونية لتجميع هذه القوى المهدرة، بالإضافة إلى الأزهر الشريف وما يملكه من تأثير معنوي ومكانة عالية لدى جميع مسلمي العالم، وأيضًا الكنيسة المصرية ودورها الخارجي المهم عبر العصور.
 
فإذا توحدنا في كافة أنحاء العالم ومن خلال جهود منسقة يمكن كسب تأييد الكثير من مواطني أمريكا والغرب؛ لأن الصوت العربي غائب عادة نتيجة عدم توحيد الصفوف، وبالطبع توحيد الصفوف سيعطي لهذه الجاليات مزيدا من القوة وتحقيق المصالح المشتركة لهم في الغربة، فالمشكلة  تكمن في غياب المنسق الذي يوحد الصفوف ويجمعها، وخاصة أن الشعوب العربية بوجه عام لا تختلف على معظم القضايا حتى لو اختلفت الحكومات ولكن الشعوب عادة تدرك مصالحها ولا تختلف عادة على القضايا الأساسية والوطنية ويجب أن يكون لهؤلاء المهاجرين صوت قوي ومؤثر في هذه البلاد.
 
والعالم كله يعرف لغة المصالح، ومن هنا أهمية توحيد الصوت العربي في جميع الانتخابات في أمريكا والغرب وأي مكان في العالم بجانب توفير فرص الحصول على مسكن أو شاليه في وطنه وغير ذلك من خدمات وتسهيلات للمهاجرين لتوثيق صلتهم بوطنهم الأم ثم التنسيق مع الدول العربية من خلال جامعة الدول العربية للمساهمة في هذه الجهود وتفعيلها..

 والله الموفق

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: