Close ad

لا "يا عم بيليه" .. مصنع المواهب الكروية لا يغلق أبوابه أبدًا!!

10-3-2021 | 00:22

** الكثير من عشاق برشلونة يضربون من الآن أخماسًا في أسداس، ويتساءلون: كيف سيعيش النادي الكتالوني إذا ما رحل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى نادٍ آخر، أو اعتزل الكرة؟! وكأن هذا النادي الذي أسعد الملايين على امتداد تاريخه، نضب معينه، وجفت موارده أو أصبح عقيمًا غير قادر على إنجاب أو - حتى شراء - نجوم كبار يمكنهم صنع الفارق، والإسهام في المزيد من البطولات والألقاب للبارسا!!.

لا ينكر أحد أن الموهوب ميسي "فلتة من فلتات كرة القدم" بل هو – على حد تعبير الكثيرين – "كائن فضائي من كوكب آخر"! ولكن الشيء المؤكد في الوقت نفسه أن الحياة لن تتوقف في كتالونيا لرحيل أو اعتزال هذا النجم العبقري، والدليل عندي من تاريخ برشلونة نفسه، فقد تعاقبت عليه أجيال وأجيال، ولم يتأثر كثيرًا برحيل هذا اللاعب أو ذاك، رغم أن كثيرين منهم كانوا "أساطير في كرة القدم".. وهل ينسى أحد النجم الهولندي يوهان كرويف، أو البرازيلي الساحر رونالدينيو، ومواطنه ريفالدو، أو الكاميروني المتألق صامويل إيتو، وغيرهم من النجوم الكبار الذين رحلوا؟!..

صحيح أن الفريق تأثر برحيلهم لبعض الوقت، ولكن عادت الأمور إلى طبيعتها بظهور أجيال أخرى من النجوم، نجحوا في صناعة أمجاد جديدة للبارسا.. فلم يكن ميسي وحده صانع الفارق طوال الوقت لهذا الفريق، بل كان معه نجوم لا يقلون عنه تأثيرًا في المنظومة الجماعية للعب برشلونة والتي تعتمد على الاستحواذ والتمرير القصير، أو "التيكي تاكا" كما يطلقون عليها في كتالونيا، وهل ينسى أحد تأثير نجوم آخرين مثل تشابي هيرنانديز وأندريس إنييستا وبوسكيتش وبيكيه وألبا، وحتى حراس المرمى العظام، وأسماء أخرى كثيرة، على أداء ونتائج الفريق بوجه عام؟!

ما أريد أن أقوله إن الحياة لا تتوقف أبدًا على شخص واحد مهما يكن ما يصنعه، ومهما تكن عبقريته أو قدراته وإمكاناته خارقة، وكرة القدم "ولّادة" دائمًا لنجوم يسطرون التاريخ ويرحلون، ويأتي من ورائهم آخرون، وهكذا دواليك.

ولو رجعنا للوراء عدة عقود، لسمعنا الناس في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وهم يتحدثون عن عبقرية عدد من النجوم ويرددون مقولة: كيف سيكون حال كرة القدم، بعد اعتزال ورحيل هذه النخبة من النجوم في مختلف الدول، والأسماء كثيرة، على الصعيد العالمي وأذكّركم ببعضهم، مثل الجوهرة السوداء بيليه الذي أحرز بطولة كأس العالم لمنتخب بلاده 3 مرات، والمايسترو ألفريدو دي ستيفانو الذي أسهم في فوز ريال مدريد بدوري الأبطال الأوروبي 7 مرات، ومعه المجري المدفعجي بوشكاش وغيرهم من نجوم هذا الزمن الجميل، وعلى المستوى المحلي عندنا، هناك أسماء كثيرة لا حصر لها، كان البعض يعتبر رحيلها نهاية العالم!!

وبمناسبة ما يمكن أن يحدث لميسي من رحيل أو اعتزال، أتذكر هنا ما كان يتردد من أقوال أيام كان الساحر الأرجنتيني الآخر دييجو مارادونا يصول ويجول في الملاعب؛ سواء مع منتخب التانجو أو ناديه نابولي.. البعض قال: انتهت الكرة الجميلة، وجاء ميسي وأثبت أنها لم تنتهِ، بل إن كرة القدم أفرزت العشرات من النجوم العظام، الذين رحلوا بدورهم، وتعاقبت عليهم أجيال أخرى كثيرة، إلى أن وصلنا إلى أيامنا هذه، وأصبح الكلام يتردد بقوة عن قدرة لاعبين مثل الفرنسي كليان مبابيه والنرويجي إيرلينج هالاند في أن يكونا هما: ميسي ورونالدو المستقبل!

شئنا أم أبينا.. سيأتي اليوم الذي يرحل فيه ميسي ورونالدو وليفاندوفسكي وغيرهم، وستعيش كرة القدم ولن تموت، وستفرز نجومًا آخرين، سنقول عنهم مستقبلاً: "ماجابتهومش ولّادة"! ونكتشف بعد ذلك –إذا كان لنا عمر- أو يكتشف أبناؤنا وأحفادنا أن "المصنع الذي أنتج هؤلاء الأساطير قادر على أن ينتج مثلهم أو أفضل منهم". وتحضرني هنا مقولة كان الأسطورة بيليه يرددها من عشرات السنين، عندما كان يُسأل عمن يخلفه كأفضل لاعب في العالم، فكان يرد ساخرًا أحيانًا وجادًا في أحيان أخرى، بقوله: المصنع الذي أنتجني أغلق أبوابه!!... لا يا عم بيليه: مصنع "المواهب الكروية" لا يغلق أبوابه أبدًا.

وهذا يجرني إلى توضيح نقطة مهمة، فأنا عندما قلت إن الحياة لن تتوقف على أي نجم مهما يكن حجم موهبته، حتى لو كان ميسي أو رونالدو، كنت أستشرف ظهور نجوم "فلتات" آخرين، وليس بالضرورة أن يكونوا "نسخة طبق الأصل" من بيليه أو مارادونا أو بلاتيني أو الظاهرة رونالدو أو ميسي أو كريستيانو أو غيرهم، وإنما قد يكونون –مع التطور الرهيب لكرة القدم– أفضل من هؤلاء، وربما يمتلكون مهارات وإمكانات أخرى لم نشهدها من قبل داخل المستطيل الأخضر، وقد يبلغ تأثيرهم في لعب أنديتهم ومنتخبات بلادهم، درجة لا يمكن تصورها الآن، مثلما حدث في مجالات أخرى كثيرة بعيدة تمامًا عن كرة القدم، بل وعن كل الألعاب الرياضية التي أنجبت "فلتات" عبر تاريخها الطويل. زمان كان البعض لا يتصور ولا يتخيل أنه سيأتي وقت يستطيع الإنسان أن يستقل قطارًا سريعًا أو يطير بطائرة في السماء، وإذا به يستطيع أن يستقل صاروخًا يدور به حول الأرض أو يصل به إلى القمر!!.

يقيني أن كرة القدم ستواصل إنجاب سلالات أفضل من كل السلالات الحالية والسابقة، ولن تكون هناك حاجة لعشاق كرة القدم أن يتحسروا أو يضربوا أخماسًا في أسداس على رحيل أو اعتزال أي نجم فلتة، لأن السنين المقبلة ستكون حبلى بفلتات جديدة، قد لا يتصورها العقل!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
أنور عبدربه يكتب: يا رجال المنتخب.. أرجوكم خيبوا ظني!

كعادته في اختياراته منذ مجيئه على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر، يفاجئنا البرتغالي كارلوس كيروش دائمًا، بمفاجأت بعضها سار والآخر مثير للدهشة والاستغراب، فباستثناء القوام الأساسي الذي يبدأ كل مباراة

أنور عبدربه يكتب: يا صلاح .. إبق في ليفربول!

نصيحتى المخلصة لنجمنا المصري العالمي محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي، ألا يفكر فى ترك ناديه وأن يحاول التوصل إلى صيغة حل وسط بشأن راتبه، لأن الفلوس ليست كل شيء

أنور عبدربه يكتب: المدربون الألمان ودورسهم المستفادة!!

المدرب الألماني المخضرم يوب هاينكس يعتبرمن أهم المدربين الألمان في الأربعين عامًا الأخيرة وسبق له أن حقق مع النادي البافاري إنجازًا تاريخيًا عام 2013 عندما حقق الثلاثية البوندسليجا

أنورعبد ربه يكتب: حقًا .. إنها مقارنة منقوصة!

تعرض النجم الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي لاعب باريس سان جيرمان في الآونة الأخيرة لحملة هجوم شعواء، ووجهت له انتقادات قاسية من بعض خبراء اللعبة ومحللي

أنورعبد ربه يكتب: كرة القدم لعبة حلوة لا تفسدوها بتعصبكم الأعمى!

نجح أبناء القلعة الحمراء في انتزاع الميدالية البرونزية للمرة الثالثة في تاريخ مشاركات الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت بدولة الإمارات العربية

أنور عبدربه يكتب: منتخبنا الوطني محترم .. ولكن!

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. خسرنا بطولة ولكننا كسبنا منتخبًا واعدًا ومبشرًا.. لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل منتخبنا الوطني إلى المباراة

أنور عبدربه يكتب: قمة "مصر/الكاميرون" .. بين تصريح "إيتو" و"روح الفراعنة" !

لا أرى أي مبرر للخوف من الحرب النفسية التي يشنها الكاميرونيون وعلى رأسهم نجمهم الكبير صامويل إيتو الذي أصبح رئيسًا لاتحاد الكرة في البلاد

أنور عبدربه يكتب: صلاح وجائزة "الأفضل"!!

لا أفهم حتى الآن سببًا وجيهًا يجعل كثيرين من المصريين في حالة حزن شديد، لأن نجمنا العالمي محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي لم يحصل على جائزة الكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبول

أنور عبدربه يكتب: حكايتي مع "اللورد" إبراهيم حجازي

لا أدري من أين أبدأ قصتي مع الراحل العظيم إبراهيم حجازي.. فمنذ اليوم الأول الذي تعرفت فيه عليه عام 1988، وجدت شخصًا مختلفًا عن الآخرين الذين قابلتهم في حياتي

أنور عبدربه يكتب: صاروخ برازيلي يرعب المنافسين في ،،الليجا،، !!

وتبقى أرض السامبا البرازيلية ولاّدة للمواهب والنجوم الذين يتألقون في ملاعب العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، وتظل قادرة على استنساخ بيليه جديد ورونالدو الظاهرة في صورة مختلفة

أنور عبد ربه يكتب: من وحي مباراة مصر وتونس ** كفاية "إفتكاسات" يا عم كيروش!!

عشر ركنيات لمنتخب تونس مقابل ركنية واحدة لمنتخب مصر تلخص فارق المستوى بين المنتخبين في لقائهما بنصف نهائي بطولة كأس العرب

أنور عبد ربه يكتب: جائزة "The best" حاجة تانية خالص!!

انتهت القمة الكروية المصرية بين الأهلى والزمالك منذ أكثر من عشرة أيام، وفاز أبناء القلعة الحمراء عن جدارة واستحقاق 5/3، وخسر أبناء البيت الأبيض ولكنهم

الأكثر قراءة