السيد محمود لولو رئيس شعبة الأدخنة بالغرفة التجارية المصرية، فجأة خرج علينا بتصريح نشرته جريدة الوطن الإثنين الماضى، يعدد فيه فوائد التدخين، ولم يكتف بذلك بل أفتى بحلاله، كما تلبس ثوب الخبير الطبي عندما زعم أنه علاج ناجع لفيروس «كورونا» ومرض الزهايمر، والتوتر العصبى وتسوس الأسنان ويُحسن المزاج العام، كما أنه سبب فى الحصول على قوام ممشوق.
وزاد أن التدخين فيه نجاة من أمراض القلب، كما أنه حرض الجميع عليه، تدخينًا، وتجارة على حد قوله إنها تعد ثانى أكبر مصدر لإيرادات الخزانة العامة للدولة بعد قناة السويس.
ويبدو أن السيد لولو نسي أنه يجلب الحبيب، ويفك المربوط، ويعيد الشيخ إلى صباه؟!. وبرغم أننى غير متعاطف مع كلامه، على الأقل لأن السيد لولو غير متخصص لا فى طب ولا فى دين، كما أن مسئوليته بشعبة الأدخنة لا تعطيه الحق فى مثل ما ذهب إليه!، إلا أن الأمر يلفت الانتباه إلى أمر مهم، وهو أن لكل كلام أو رأى أو أى شىء، عدا الدين والاعتقاد، يؤخذ منه ويرد.
والسؤال لماذا لا يكون كلام السيد لولو أو على الأقل جزء منه صحيحًا؟!. ..فى دراسة أجراها العالم «هو نجلى تشان» بجامعة هارفرد، أثبت أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بمرض الشلل الرعاش، وأنهم أقل بدانة بسبب «سدة النفس» المصاحبة للتدخين؟!
لكن ما أود أن أشير إليه أن هناك كثيرًا من الأساطير التى تعود عليها الناس، وتحتاج منا إلى إعادة نظر، فليس كل ما يقوله غيرك خطأ، وليس كل ما ألفته أنت صحيحًا، علينا بالتفكر، والتدبر الذي حضنا عليه الله سبحانه وتعالى، وهو موضوع جدير بالمناقشة العميقة!