فتح مقتل لقمان سليم الكاتب والناشط اللبنانى سيرة الاغتيالات السياسية سيئة الذكر فى لبنان، ونكأ جراح ذاكرة ألم تظاهرت كثيرا بالنسيان. وهَيَّجَ أفئدة مثقلة بالهموم والأحزان. الاغتيال هنا مقصود لرجل عُرف عنه منذ سنوات أنه مناهض لحزب الله وللاحتلال الإيرانى للبنان، وبسبب ذلك لم يسلم هو ومجموعة من المثقفين والمفكرين الشيعة من كيل الاتهامات لهم بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم «شيعة السفارة». اتهام هؤلاء المعارضين لم يكن من المحازبين والمناصرين لحزب الله فقط بل كان من رأس الهرم الحزبى السيد حسن نصر الله، فقد خرج فى مايو 2015 بمناسبة عيد المقاومة ليقولها صراحة «شيعة السفارة الأمريكية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن ندارى أحدًا»، ومن قبل كانت الصحف والمواقع الموالية للحزب تنشر لائحة بأسماء هؤلاء العملاء حسب وصفهم.
«عُدْنا» هذه هى الكلمة التى انطلقت من أفواه كثير من اللبنانيين إثر مقتل لقمان، فمنذ حراك أكتوبر 2019 وهجوم المتظاهرين على الأحزاب والطوائف كافة، تحت شعار كلن يعنى كلن ومنها حزب الله، وهم يتوقعون عودة الاغتيالات السياسية واستهداف المعارضين، وارتفع منسوب تلك التوقعات بعد اتهامات البعض لحزب الله بمسئوليته عن كارثة مرفأ بيروت، إذ كشف تقرير تقدم به قائد الجيش اللبنانى العماد جوزيف عون، عن تدهور الوضع الأمنى فى البلاد، وسط توقعات منه بعودة مسلسل الاغتيالات من جديد فى لبنان. ليتصدر لقمان سيرة الاغتيالات فى طبعتها الجديدة، ويكون العود هنا ليس أحمد بل عود للظلم والظلام والقتل والسحق والتشهير، وهو عود مذموم ومرفوض.