بما أنها جماعة إرهابية لغتها السلاح، ومنهجها العنف، استبقت جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها الإعلامية عرض الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار" واتخذت من مشهد مسرب للفنان المحترم احمد مكي - حيث يقوم بدور ضابط في عملية فض اعتصام رابعة الإرهابي - ذريعة للقيام بحملة إعلامية مسعورة ضد الفنان لاغتياله معنويًا؛ لا لشيء سوى أنه قَبِلَ المشاركة في عمل وطني يكشف حقيقة الجماعة الإرهابية ويفضح أفكارها، ويسقط عنها عباءة الدين التي تتخفى وراءها لتمارس العنف والإرهاب.
ورغم أن تفاصيل العمل الدرامي لم تتضح بعد إلا أن اللجان الإلكترونية وجهت سهام الغدر والإرهاب وعبارات التهديد والوعيد لهذا الفنان الذي وصفوه بالخيانة والتآمر، وأنه خصيم الشهداء، وغير ذلك من عبارات واتهامات تؤكد من جديد أن هذه الجماعة لا تؤمن بحرية الرأي ولا تعتقد بقيم ولا مبادئ، بل إن تلك الاتهامات تقدم دليلًا واضحًا، وبرهانًا ساطعًا أنها جماعة الإرهاب.
ولعل الحقيقة الدقيقة في هذه الهجمة الشرسة ضد الفنان احمد مكي هي جزء من حملة تقودها الجماعة ضد هذا العمل الدرامي الوطني الذي نجح الجزء الأول منه في إسقاط أفكار الجماعات الإرهابية، وفضح مخططاتها أمام الرأي العام، والمؤكد أن الجزء الثاني سيكشف المزيد من هذه الأفكار المتطرفة وينزع عن الجماعة الكثير من الأقنعة التي تتخفى بها، وفي مقدمتها اعتصام رابعة المسلح الذي تتخذه الجماعة ذريعة في تشويه صورة مصر بالخارج، وزعمها أن عملية فض الاعتصام لم تتم وفق المعايير السلمية المتعارف عليها في فض المظاهرات، ناهيك عن التضليل والمبالغة في ترويج أعداد الضحايا، لاستعطاف المجتمع الدولي؛ بينما الحقيقة التي توثقها الصور والفيديوهات ومحاضر التحقيق أن هذا الاعتصام كان مسلحًا، وتم استهداف قوات الفض، وسقط العديد منهم شهداء، والحقيقة الأخرى التي تتجاهلها الجماعة وأذرعها الإعلامية - عن قصد - أن أجهزة الدولة استنفدت كل الوسائل القانونية السلمية لفض هذا الاعتصام الذي تحول إلى بؤرة إرهاب يتم من خلاله التخطيط لتنفيذ عمليات حرق وتدمير في القاهرة والمحافظات، كما كشفت عنه التحقيقات.
وفي تقديري أن الجماعة الإرهابية تعيش أزمة فناء بعد أن فقدت بنيتها التحتية، وفشلت في تحقيق أهدافها، ولم تعد لها أرضية شعبية حاضنة تستطيع من خلالها أن تفعل ما كانت تفعله، فقد أصبح المواطن المصري على وعي كامل وإدراك تام بأنها لا تريد الخير للوطن، وأنها تمارس كل أشكال الخيانة والعمالة والتآمر لإسقاط الدولة.
وقد أثبتت الأيام أن جماعة الإخوان لم تكن في يوم من الأيام تعمل من أجل مصر؛ بل كانت تخطط مع قوى إقليمية لتمكينها من هذا الوطن وتفتيته وتقسيمه، وهو ما تصدت له ثورة 30 يونيو حين خرج الشعب ليقول "لا" لهذا المخطط.
الفنان احمد مكي لن يكون الأخير الذي تستهدفه سهام الماكينة الإعلامية للإخوان؛ لكن تبقى الحقيقة التي لا يمكن اغتيالها ولا إنكارها ولا طمسها ولا طيها.. أنها جماعة إرهابية.
[email protected]