Close ad

يحدُث في أمريكا .. "بايدن" وأقلامه وتصحيح مسار العالم

2-2-2021 | 09:45

جوزيف بايدن أو الرئيس الأمريكي الـ 46 استهل أسبوعه الرئاسي الأول بالتوقيع على مجموعة من الأوامر التنفيذية واستخدم عددًا من الأقلام عددها 17 قلمًا خلال توقيعه على 17 قرارًا أو أمرًا تنفيذيًا وجميعها تلغي قرارات سابقة اتخذها سلفه ترامب..

وحكاية الأقلام تعود إلى عادة أو تقليد قديم اتبعه كثيرٌ من الرؤساء الأمريكيين السابقين.. وإن كان لا يتضح على وجه الدقة أيًا من الرؤساء الأمريكيين كان أول من اتبع هذا التقليد الغريب واللافت للانتباه إن كانت بعض المصادر تٌشير إلى احتمال أن يعود تاريخ هذا التقليد الرئاسي إلى فرنكلين روزفلت وهاري ترومان.

وجرت العادة على أن يوقع الرئيس توقيعًا واحدًا بإستخدام أحد أقلامه قبل أن يهديها إلى من يقفون بالقرب منه ومن ثم استخدام قلم آخر لتوقيع الوثيقة أو القرار الذي يليه، وعادة ما كان يتم إهداء هذه الأقلام إلى الأشخاص الذين ساهموا في إعداد أو صياغة هذه القرارات أو الأوامر التنفيذية أو القوانين أو من قدموا المشورة أو الرأي للرئيس بشأن هذه القوانين.. ومن الطريف أن الرئيس الأمريكي السابق ليندون جونسون عندما طبق هذا التقليد استخدم 74 قلمًا مرة واحدة في عام 1964، وكان ذلك للتوقيع على قانون الحقوق المدنية الشهير.

وكان أحد الأقلام التي استخدمها جونسون في ذلك الوقت من نصيب أشهر من ساهموا في إرساء قانون الحقوق المدنية وهو مارتن لوثر كينج..

كما أشتٌهرت قصة الأقلام الرئاسية تلك في عهد باراك أوباما عندما قام بالتوقيع على قانون الرعاية الصحية أو التأمين الصحي المعروف باسم "أوباما كير" عندما استخدم 22 قلمًا وقام بإهدائها للموجودين بالقرب منه ممن ساهموا في إعداده وصياغته أو قدموا مشورة للرئيس..

أما ترامب فلم يفته بالطبع أن يٌشاكس الصحفيين كعادته، وقال لهم عقب تنصيبه بأن أقلامه ستنفد خلال توقيعه على عدد من قراراته الشهيرة والتي ألغاه بايدن بالتأكيد..

أما الرئيس الأسبق كلينتون فقد استخدم أربعة أقلام فقط للتوقيع على قرارات مهمة وقام بإهدائها للرؤساء السابقين فورد وكارتر وريجان وبوش الأب.

وبسبب شهرة هذه الأقلام فإنه يتم عرض نماذج منها في محل الهدايا التابع للبيت الأبيض لمن يرغب في شرائها واقتنائها، ورغم أن العادة جرت على أن يتبع الرؤساء هذا التقليد إلا أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اتبعت نفس التقليد واستخدمت عدة أقلام للتوقيع على وثائق مرتبطة بالمحاولة الأولى لعزل الرئيس السابق ترامب في الكونجرس، وقامت بيلوسي آنذاك بتوزيع الأقلام على عدد من أعضاء المجلس الديمقراطيين، الأمر الذي أثار غضب بعض الأعضاء الجمهوريين، ورصدت عدسات الصحافة استخدام بيلوسي أربع مجموعات احتوت كل منها على ثمانية أقلام تحمل اسمها، ويقوم بعض الرؤساء الأمريكيين باختيار شركات محددة لتصنيع الأقلام التي يستخدمونها في توقيع وثائقهم المختلفة..

ونعود للرئيس الأمريكي الـ 46 أو جوزيف بايدن الذي بدأ عهده بالحديث عن تصحيح مسار العالم وإعادة أمريكا لقيادة العالم من جديد، وبالفعل فقد قام في ساعاته الأولى من دخوله المكتب البيضاوي بتوجيه تحذيرات للصين وروسيا وركل الكرسي في العلاقات الدافئة مع الخليج من عهد سلفه ترامب، وقام برمي سهم في جٌعبة الحليفة إسرائيل، ووضع مسألة التغيرات المناخية في مركز الاهتمام العالمي، على الرغم من أن ذلك كله قتال بالكلام ليس أكثر ولا أقل، وهي مجرد مواقف وليست سياسات وتهدف لإلغاء أو تجميد معظم الملامح المدمرة من ميراث ترامب.. وللحديث بقية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: