Close ad

نظرة طائر مُحلق

1-2-2021 | 09:51
الأهرام اليومي نقلاً عن

عندما يكون طعم الأيام عذبا فإن هذا يعطيك الفرصة لتلقى نظرة من أعلى أفق على مصر. لترصد ما يحدث فى بلادنا التى تقف على مشارف نقلة فى مناحى الحياة. تأخذنا من واقع لآخر أفضل وأجمل.

أبدأ بمنتخب كرة اليد الذى حقق المركز السابع عالميا بعد غياب 20 عاما، فى بطولة دولية شهدت الدنيا بحسن الاستضافة المصرية والتنظيم المبهر الذى قامت به مصر. وتقديم إمكانات الوطن كاملة حتى تظهر البلاد بصورة مشرفة. يمكننا أن نفخر بها فى كل مكان.

هذا النجاح المدوى تم فى مواجهة وباء كورونا. ورغم هذا اقتربت مصر من الكمال فى تنظيم البطولة بشكل يراعى التفاصيل الصغيرة التى تنتج منها جميعها الصورة الكلية. صحيح أن فريق مصر احتل المركز السابع. كانت البطولة الـ 27، وقد استضافتها مصر فى الفترة من 12 وحتى ٣١من يناير الماضى.

حصل منتخبنا الوطنى على 7 نقاط. بعد نهاية الدور الرئيسى. وقد لفتت نظرى حالة ارتياح الناس لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى حرص على أن يُحيى منتخبنا على الأداء البطولى الرائع. والصفحة الرسمية هنأت المنتخب المصرى لكرة اليد بعد الأداء المشرف والرجولى الذى قدمه أمام الدنمارك.

وتوالت إشادات كثيرة لمنتخبنا على أدائه المحترف والعظيم فى هذه البطولة الدولية. كذلك كانت هناك إشادات من العالم بقدرة مصر المذهلة على تنظيم البطولة بالدقة المتناهية. والحرص على الأداء المبدع الذى تكاتف أبطال مصر لتقديمه.

لقد شعر كل مصرى بالفخر من الأداء غير العادى على الرغم من أنها لعبة ليست لها الجماهيرية الكاسحة لكرة القدم. ومع هذا اعتبر الكثيرون أن أداء الفريق المصرى مميز وجميل واحترافى. والمحكمون الدوليون قالوا إن الذى جرى فى مصر زلزال. وأنها دراما نادرة.

إن ملحمة الفراعنة لقيت الترحيب حتى من الفريق الذى كان يلاعبه. أى من خصومه. والمصريون قدموا مفهوما جديدا لفكرة المكسب والخسارة. لم يُقدّم من قبل. صحيح أنه المركز السابع. لكن مبروك لمصر هذا الإنجاز المبهر.

- سأظل أكتب عن تطوير القرية المصرية. لأننى ابن قرية أولا. هى قرية الضهرية مركز إيتاى البارود محافظة البحيرة. وثانيا لأن القرية أساس العمران. وهى المؤشر الحقيقى لتقدم الأمم. ولا يمكن مقارنة حتى المدن الكبرى بما يمكن أن تقدمه قرية مصرية صغيرة. يعرف أهلها دورهم الحقيقى ويقومون به.

تكليفات الرئيس لتطوير 1500 قرية مصرية واضحة ومحددة. تتم فى الوقت المناسب تماما. لا قبله وليس بعده. وكل هذا سيجعلنا بعد أن ننتهى من إنجاز المشروع نكتشف أننا أمام قرى الريف الحديث. لا أقول ينافس المدن. ولكنه سيجعل من القرية مكانا يشبه الجنة.

إن الصورة القديمة مرشحة لعدم الاستمرار. فالقرية كانت مكان النشأة للشباب. وما أن يجد الفتى فرصة ما مهما تكن ضعيفة حتى يقول دون تفكير لقريته: وداعا. يتركها مسارعا إلى المدن. سواء كان بندرا صغيرا أو مدينة كبيرة أو عاصمة محافظة مثلا.

ويا بخت من يكون من حظه أن يضع لنفسه قدما فى القاهرة أو الاسكندرية أو أسيوط، أو مدن أقل من ذلك. المهم الوحيد أنها مدينة وليست قرية. من الآن فصاعدا لن تكون القرية المصرية مراكز طاردة لأبنائها. يجرون نحو المدن. بل ستكون مقر إقامة دائمة ومستمرة ومستقرة لأجيال وأجيال من شباب زماننا والزمن الآتى.

المشروع هذه المرة لم يترك تفصيلة واحدة للصدفة أو حسب الظروف. لكن هناك تخطيطا علميا دقيقا يراعى كل المطلوب. حتى تصبح القرية مكان إقامة دائمة لمن يعيشون فيها. ولا ينظرون للمدن ويحلمون بالانتقال إليها بحثا عن فرص فيها. قديما قالوا الشيطان يكمن فى التفاصيل. وهذه المرة فإن المشروع يحمل كل تفاصيله الصغيرة بداخله. لكى يجعل من القرية كيانا يدفع الشاب للتفكير فى مواصلة الحياة والاستقرار فيها بدلا من حالها الذى كان، عندما كان مجتمعا طاردا لأبنائه لا هم لهم سوى الفرار منه إلى المدن. باعتبارها مجتمعات أفضل.

الآن كانت القرية المصرية عنوان الأصالة. لا بد أن نضيف لها تعبيرا: والمعاصرة. فالمعاصرة هى ما يجرى لـ 1500 قرية الآن. كتبت كلمة القرية أكثر من مرة. ومع هذا فإن المشروع الطموح لم يحرم العزب والكفور والنجوع من فرصة التطوير. بل إنها موجودة على قدم وساق حتى مع القرى الكبيرة التى نقول عنها القرى الأم.

- لم تكن المرة الأولى ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة. فمصر تنفيذا للسياسة التى تتبعها والمبادئ التى تؤمن بها فى تقديم الدعم والعون للدول الشقيقة والصديقة قامت القوات المسلحة بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووزارة الصحة بتجهيز ثلاث طائرات نقل عسكرية من طراز 130 سى، محملة بكميات كبيرة من المستلزمات والأدوية والأجهزة الطبية والألبان لمساندة الإخوة والأشقاء فى لبنان حتى يتمكنوا من مجابهة الموجة الثانية من فيروس كورونا.

سافرت مع الشحنة وزيرة الصحة والسكان، ووفد مصرى رفيع المستوى. وهناك فى بيروت عبَّر الأشقاء عن الامتنان غير العادى لمصر. قيادة وجيشا وحكومة وشعبا. ومصر بذلك تبدو مخلصة لدورها المحورى والمهم تجاه أشقائها من الدول العربية. ولم تكن هذه البادرة هى الأولى من نوعها. سبقتها بوادر لدول إفريقية وعربية شقيقة. وذلك لسبب بسيط أن هذا دور مصر باعتبارها دولة رائدة وقائدة.

عقدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور حمد حسن وزير الصحة اللبنانى، مؤتمرا صحفيا أكدت فيه الوزيرة أنها جاءت إلى لبنان محملة برسالة تضامن من الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى. وكذلك السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية إلى الشعب اللبنانى الشقيق، لدعم المنظومة الصحية عندهم. وتلبية أى احتياجات لأشقائنا فى لبنان. 3 طائرات عسكرية حملت 16 طنا من ألبان الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية. واللبنانيون شكروا مصر وحيوها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قريتنا بين الأصالة والمعاصرة

إن كنت من أهل الريف مثلى سابقا. ستدرك أهمية بل خطورة مشروع الرئيس عبدالفتاح السيسي، باني مصر الحديثة لتطوير القرية المصرية. وأخذها من أحضان العصور الوسطى

أدهم

فس طفولتي شغلتني كثيراً حكاية أدهم الشرقاوي. انتمى لقرية قريبة من قريتي. تتبعان مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة. ومن شدة انشغالي بالموال وحرصي على الاستماع

والد مصري

في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، جرى تحويل روايتي: «الحرب في بر مصر» إلى فيلم: «المواطن مصري» كان المرحوم المخرج صلاح أبوسيف قد اختار عنوان الفيلم

المئوية الثانية لديستويفيسكي

قررت هيئة اليونسكو اعتبار عامنا المئوية الثانية لفيدور ديستويفيسكي 11 نوفمبر 1821 – 9 فبراير 1881 باحتفالات في العالم. وتقول اليونسكو في أسباب قرارها:

تركيا .. الحرب في كل الجبهات

تركيا.. الحرب في كل الجبهات