Close ad

ماذا تفعل ذكرى 25 يناير في الدستور؟!

20-1-2021 | 12:32
الأهرام اليومي نقلاً عن

أحلم بيوم يخرج فيه علينا «رجل» يقود حملة فى مجلس النواب الجديد للمطالبة بتعديل الدستور لكى تحصل فيه «يناير» على الوصف الذى تستحقه!

فى الدستور الحالي، لا يوصف يوم 25 يناير 2011 منفردا على أنه «ثورة»، فقد ورد ذكره مرتين فقط فى «الديباجة» باسم موحد هو «ثورة 25 يناير – 30 يونيو»، لتأكيد أن 30 يونيو جاءت لتصحح وتمحو آثار «عدوان» 2011.

ومع ذلك، فلم يعد هذا يكفى لوصف أسوأ وأسود يوم فى تاريخ مصر القديم والحديث، بلا منازع!

وحتى نكون عمليين، المادة الـ 226 من الباب السادس بالدستور «الأحكام العامة والانتقالية» تقول ما يلى:

«لرئيس الجمهورية، أو لخٌمس أعضاء مجلس النواب، طلب تعديل مادة، أو أكثر من مواد الدستور، ويجب أن يذكر فى الطلب المواد المطلوب تعديلها، وأسباب التعديل، وفى جميع الأحوال، يناقش مجلس النواب طلب التعديل خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تسلمه، ويصدر المجلس قراره بقبول طلب التعديل كلياً، أو جزئياً بأغلبية أعضائه، وإذا رُفض الطلب لا يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها قبل حلول دور الانعقاد التالي، وإذا وافق المجلس على طلب التعديل، يناقش نصوص المواد المطلوب تعديلها بعد ستين يوماً من تاريخ الموافقة، فإذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس، عرض على الشعب لاستفتائه عليه خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدور هذه الموافقة، ويكون التعديل نافذاً من تاريخ إعلان النتيجة، وموافقة أغلبية عدد الأصوات الصحيحة للمشاركين فى الاستفتاء، وفى جميع الأحوال، لا يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة انتخاب رئيس الجمهورية، أو بمبادئ الحرية، أو المساواة، ما لم يكن التعديل متعلقاً بالمزيد من الضمانات» .. انتهى نص المادة.

طيب، ألا يوجد فى مجلس النواب الحالى هذا الـ«خمس» الذى يؤمن بأن يناير كانت «مؤامرة» نفذها أعداء الخارج، بالتعاون مع خونة الداخل، وكثير من السذج وأصحاب النيات الحسنة، الذين ندموا لاحقا؟

طبعا أدرك أن لدينا تحديات كثيرة أهم من تعديل الدستور، ولكن ضبط المصطلحات، ووضع النقاط على الحروف، سيريحنا من جدل كثير، ويجعلنا قادرين على التقدم والإنجاز، بروح جديدة، وبثقة أكبر، بعيدا عن عقليات يناير، وعراقيل الطابور الخامس ودعاة التثور اللاإرادي!

بالله عليكم، ماذا تفعل 25 يناير فى الدستور؟ لماذا نخلد ونكرم هذه الذكرى المشئومة؟ هل هى ذكرى عزيزة علينا مثلا؟ هل هى «ماسكة علينا ذلة»؟ هل كانت أيامها مليئة بالخير واليمن والبركات؟ هل كانت أحداثها سلمية؟ هل أخرجت أفضل ما فينا؟

أنحتفل بتمكين الإرهاب؟ باقتحام الأقسام؟ بسرقة المولات؟ بضياع الاحتياطى النقدي؟ بالتثبيت فى الشوارع؟ بوقوفنا فى لجان شعبية؟! هل نحتفل مثلا بهزيمة يونيو 67؟ بحريق القاهرة؟ هل تحتفل الدول بهزيمتها فى أى حرب؟

أليس هذا الحدث هو ما شخصه الرئيس نفسه بأنه نتاج لحالة تغييب وعي، و«علاج خاطئ لتشخيص خاطئ»؟

صدقوني، لن تتقدم مصر خطوات حقيقية إلى الأمام ونكبة «يناير» ما زالت توصف بأنها «ثورة»، وأفكارها البائسة لا تزال «تعشش» فى بيوتنا، وأعمالنا، وإعلامنا، ومؤسساتنا.

أى والله العظيم موجودة، وتطل بوجهها القبيح فى كل مناسبة!

تجدها فى كل مقال «عبيط» بصحيفة أجنبية يقول إن مصر الآن أخطأت مسارها، وأن يناير كانت ثورة نقية!

تجدها فى كل مظاهر الفوضى والتردى الأخلاقى من حولك، فى كل تحد للدولة ومؤسساتها، فى كل مخالفة «وقحة» للقانون، فى كل جريمة ترتدى رداء «الغلابة»، فى كل إرهابى أو مجرم يحتمى فى حقوق الإنسان، فى كل «تنبلة» باسم حقوق العمال، فى كل موظف «يمضى ويمشي» ويقبض، فى كل مؤسسة خاسرة تصرف لموظفيها أرباحا، وتجد من يدافع عنها، ويسميها «قلعة»!

موجودة فى كل سب وقذف وتبجح واتهامات وشتائم وشماتة وتخوين باسم الشفافية والمعارضة والحرية والديمقراطية.

موجودة فى كل مواطن لا يقرأ، ولا يعرف، ولا يفهم، وينصب نفسه رئيسا ووزيرا وعارفا بالله وبكل شئون الدولة، من الأمن إلى التعليم والصحة، لمجرد أن «البيه» يريد ركوب التريند!

موجودة فى كل من يتصور أن المطلوب منه فقط أن يأكل ويشرب ويحصل على تعليم وعلاج وسكن وماء وكهرباء وطرق «ببلاش»، دون أدنى التزامات.

موجودة فى كل من يتعامل مع الدولة على أنها عدو أو بقرة تحلب من أجل ملء «كرش سيادته»!

موجودة فى كل نعم لا تحمد، وإنجازات لا تبرز، ومشروعات ضخمة يتم التشكيك فيها.

موجودة فى كل خطط تطوير وتحديث تنسج المؤامرات والحملات لإفشالها وتعطيلها.

وتجدها أيضا فى غياهب عقول ذلك الـ«جيتو» المنعزل الذى يعيش بيننا، ولا يعترف بمصر وطنا، وينتمى فقط لأيديولوجيته المنحرفة، وينتظر يوما لن يأتى أبدا يخرج فيه من جديد لثورة لا تبقى ولا تذر.

احذفوها، أو صححوا وصفها، يرحمكم الله، فكل شيء «انكشف وبان»!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
فضيحة في «الزمالك»!

الجاهل جاهل على نفسه، فهذه مشكلته، ولكنه إذا أمسك قلما أو ميكروفونا، صارت هذه مشكلتنا نحن، لأن هذا معناه أن جريمة ما فى الطريق!

مشروع قومي لـ «الأخلاق»

أتوقع أن يكون مشروع السيسي القادم هو «الأخلاق».

عندما خسر الأهلي مواجهة «مصنع الكراسي»!

عفوا، فلست سعيدا على الإطلاق بهزيمة الأهلى أمام البايرن!

فضيحة هيلارى!

فضيحة هيلارى!

الأكثر قراءة